وما أن انتهى الشبان من فرش العلم الذي يبلغ طوله عشرين مترا حتى داسه عشرات الأطفال الموجودين بأقدامهم، قبل أن يبدأ شاب ملثم بسكب البنزين على العلم الإسرائيلي لحرقه.
ويأتي حرق العلم الإسرائيلي ضمن استعدادات مئات الشبان على حدود قطاع غزة لفعاليات الجمعة القادمة، التي أُطلق عليها “حرق العلم” وسيتم فيها حرق آلاف الأعلام الإسرائيلية ورفع الأعلام الفلسطينية على الخط الفاصل.
ولا يستبعد الشاب الفلسطيني الذي أحرق العلم الإسرائيلي أن تشهد هذه الجمعة زخما كبيرا مثل سابقتها جمعة “الكوشوك” التي استنفرت جنود الاحتلال على طول حدود قطاع غزة.
حملة تبرعات بسيطة تكفلت بتأمين ثمن آلاف الأعلام (الجزيرة) |
حملة تبرعات
وعبر حملة تبرعات بسيطة نظمت في شوارع مدن القطاع، جمع المتظاهرون الفلسطينيون أثمنة آلاف الأعلام الإسرائيلية المجهزة للحرق والأعلام الفلسطينية التي سيتم رفعها على حدود غزة.
وبما أن العلم الإسرائيلي يشكل رمزا مهما لدولة الاحتلال -يقول المشاركون- فقد تم اختياره لحرقه في مسيرات يوم الجمعة، في رمزية ورسالة تحد لجنود الاحتلال الذين يطلقون النار على الشبان الفلسطينيين العزل الذين يحملون الأعلام الفلسطينية.
وجهز الشبان والقائمون على مسيرة العودة قرابة ألفي علم إسرائيلي لحرقها، وقرابة أربعة آلاف علم فلسطيني لرفعها على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة، وفق عضو اللجنة الإعلامية للمسيرة محمد ثريا.
وفي حديثه للجزيرة نت قال ثريا إنه من المقرر أن توزع الأعلام يوم الجمعة على المشاركين لحرقها في توقيت واحد أمام عدسات الكاميرات، ورفع الأعلام الفلسطينية عالياً أمام الحدود مع الأراضي المحتلة.
دور الصحفيين
وعلى مقربة من العلم الإسرائيلي الذي اشتعلت فيه النار، كان الشاب عمر أبو ندى يوثق بهاتفه تلك اللحظات لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا يلتفت أبو ندى وزملاؤه إلى المخاطر التي يتعرضون أثناء تغطيتهم فعاليات ومسيرات العودة على حدود غزة.
وكغيره من الشباب، يتجهز أبو ندى لتغطية فعاليات جمعة “حرق العلم”، معتبرا في حديثه للجزيرة نت أن قوة المشهد بحرق مئات الأعلام الإسرائيلية ورفع الأعلام الفلسطينية ستكون له رمزية قوية وتحديا من شعبنا للاحتلال.
ويعتقد المحتجون الفلسطينيون أن حرق الأعلام الإسرائيلية فيه تذكير للعالم بأن القضية الفلسطينية حاضرة بقوة، وأن نكبة الفلسطينيين مستمرة طالما يوجد احتلال.
حالة عفوية
وتفرض الحالة الشعبية العفوية بعيدا عن القرارات الرسمية أو الحزبية مسميات جُمع مسيرات العودة المختلفة، وفق الناطق الإعلامي باسم مسيرة العودة أحمد أبو رتيمة.
ويضيف أبو رتيمة أن رسالة المسيرات وصلت للعالم وستتواصل “لأن الشعب الفلسطيني يرفض الموت بصمت، والمسيرات بطريقها لفرض نفسها على الرأي العام العالمي”.
ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة للمسيرات المزيد من التمدد الشعبي خاصة في أيام الجمع من كل أسبوع، في محاولة للتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني بطريقة نضال جديدة لم يعتد الاحتلال عليها.
(المصدر: الجزيرة)