غارديان: فيسبوك تماطل في نشر تقرير يكشف تأثيرها على حقوق مسلمي الهند
قالت صحيفة غارديان البريطانية إن الموظفة السابقة بفيسبوك فرانسيس هوغن ومسربِين بارزين معها؛ جددوا دعوتهم فيسبوك لإصدار تقريرها الذي طال انتظاره عن تأثيرها في الهند، زاعمين أن الشركة تتعمد التعتيم على مخاوف حقوق الإنسان، بعد أن كشفت التسريبات أن المستخدمين في الهند أُغرقوا بالأخبار المزيفة والمنشورات المعادية للمسلمين.
وأوضحت الصحيفة –في تقرير لكاري بول- أن أكثر من 20 منظمة انضمت أمس الأربعاء إلى المبلغين عن المخالفات، فرانسيس هوغن وصوفي زانغ، وكذلك بريان بولاند نائب رئيس فيسبوك السابق، لمطالبة الشركة التي أصبحت تسمى “ميتا” (Meta) بنشر نتائج المراجعة المستقلة التي كلفت بها شركة المحاماة “فولي هوغ” عام 2020، لدراسة تأثيرها في الهند، أكبر سوق للشركة بعدد من المستخدمين يصل إلى 340 مليونا.
وقال ظفر الإسلام خان، الرئيس السابق للجنة الأقليات في دلهي -متحدثا في إحاطة صحفية ينظمها نقاد فيسبوك تُعرف باسم مجلس الإشراف الحقيقي على فيسبوك- إنه “نتيجة لاستمرار نشر وابل من الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما على فيسبوك، تم تجريد المسلمين الهنود من إنسانيتهم تقريبا وأصبحوا عاجزين وبلا صوت”.
وأشارت الصحيفة إلى أن إصدار المراجعة تأخر مرارا وتكرارا، حتى إن جماعات حقوقية أخبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) -في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي- أن شركة التواصل الاجتماعي ضيقت نطاق مسودة التقرير وأجلت عملية إصداره.
وقد تزايدت الدعوات للحصول على مزيد من المعلومات لمعرفة مدى تأثير خطاب الكراهية المنشور على منصات “ميتا” في الهند، عندما سربت هوغن في عام 2021، مستندات داخلية توضح كيف تكافح الشركة لمراقبة المحتوى المثير للمشاكل في البلدان التي بها قواعد مستخدمين كبيرة.
وكشفت الأوراق التي سربتها هوغن، كيف يُغمر المستخدمون في الهند بسيل من الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية، بما في ذلك من منشورات معادية للمسلمين ومنشورات تتدخل في الانتخابات، كما أكدت هذه الأوراق النقد المستمر بأن الشركة لا تخصص موارد مناسبة لأسواقها الكبرى غير الإنجليزية.
ميزانية غير متناسبة
وكشفت هوغن في أوراقها وشهادتها أمام الكونغرس أن فيسبوك خصصت 13% فقط من ميزانيتها المخصصة للتضليل، للدول غير الأميركية، رغم أن الأميركيين لا يشكلون سوى 10% من قاعدة المستخدمين اليومية النشطة للمنصة.
وقالت تيستا سيتالفاد الناشطة الهندية والصحفية في مجال الحقوق المدنية إن قضايا التمويل هذه صارخة بشكل خاص في دول مثل الهند، لديها 22 لغة رسمية، و”يسمح فيسبوك بالمحتوى التحريضي غير المراقب الذي أصبح أداة لاستهداف الأقليات و(طائفة) الداليت والنساء في الهند”.
أما ميراندا سيسونز مديرة سياسة حقوق الإنسان في فيسبوك، فردت في بيان بالقول “إننا نظرا لتعقيد هذا العمل، نريد أن تكون هذه التقييمات شاملة. سنقدم تقريرا سنويا عن كيفية معالجتنا لتأثيرات حقوق الإنسان، بما يتماشى مع سياسة حقوق الإنسان الخاصة بنا”.
وختمت الصحيفة بقول هوغن إن “فيسبوك تعرف أن عملياتها تحدث وراء الحجاب. يجب علينا الضغط من أجل الشفافية الإلزامية”. وأضافت أنه “ما لم يُطلب من فيسبوك النشر، فلن تحصل الهند على الأمان الذي تستحقه”.
المصدر: غارديان