مقالاتمقالات المنتدى

(عَظيمُ الأجر في الرّضا بِالقَدَر)!

(عَظيمُ الأجر في الرّضا بِالقَدَر)!

بِقَلم: أ.د. محمّد حافِظ الشّريدة (خاص بالمنتدى)

قالَ اللّهُ تعالی: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ بإذن اللّه: أي بأمْر اللّه فمَن أصابته مُصيبة فعَلم أنّها بقضاءٍ وَقدَر فاحتسَب وَصبَر ثمّ استَسلمَ لمن بيَده الخَلق وَالأمْر: هَدى اللّهُ قلبَه وَعوّضه عمّا فاته مِن الدّنيا: طمأنينةً في القلب وَانشراحاً في الصّدر فيوقن أنّ ما أصابَه لمْ يَكن ليُخطئه وَما أخطأه لمْ يَكن ليُصيبَه طيلة العُمر!

وَقال تعالی: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ فمَا وَقع همّ وَلا كربٌ وَلا مُصيبةٌ وَلا جَدبٌ وَلا وَجعٌ وَلا مَرضٌ: إلّا بِقضاء الخالِق الرّبّ!

فعَن عبدِ اللّهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضي اللّه عنهما قالَ: كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ﷺ يَوْمًا فَقَالَ لِي: {يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ: احفَظِ اللَّهَ يَحفَظكَ احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ إذا سَأَلتَ فَاسألِ اللَّهَ وَإذا استعَنتَ فَاستَعِن باللَّهِ وَاعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمَعت علَى أن يَنفَعوكَ بِشَيءٍ لمْ يَنفَعوكَ إلَّا بِشَيءٍ قَد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ وَإن اجتَمَعوا على أن يَضرُّوكَ بِشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بِشَيءٍ قَد كتبَهُ اللَّهُ عَليكَ رُفِعَتِ الأقلامُ وَجفَّتِ الصُّحفُ}

فيا أيّها الأخُ وَالصّديق لا تهتَمّ لِمَكر عَدوّك وَمُبغِضيك.. لأنّ أقصى ما يَستطيعون إيقاع الضّرر بِك: هو تنفيذ إرادَة اللّهِ فيك قالَ ﷺ: {إنَّ أوّلَ ما خَلق اللّهُ القَلمُ فَقال لهُ: اكتُبْ قالَ: رَبِّ وَماذا أكتُبُ؟ قالَ: اكتُبْ مَقاديرَ كُلِّ شَيْءٍ حتّى تَقومَ السّاعَةُ} وَقال ﷺ: {عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ}

وَقال ﷺ: {إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط} وَمِمّا يُعَزّي النّفسَ أيّها الأماجِد في الأهوالِ وَالشّدائد وَيَصرِف عَنها مَوجَة الألمِ الزّائد: الأمَل بِفَرج الأحَدِ الواحِد الذي مِن رَحمته بِكلّ عابِد أنّه لا يُتابِعُ عَليه المَصائب وَلا يُثقِله بِكثرَة النّوائب فَيُبدّل الشّدّة بِالرّخاءِ وَالضّراء بِالسّراء وَالفَقر بِالنّعماء [وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى: ذَرعاً وَعِندَ اللّهِ مِنها المَخرَجُ ! ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها: فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ !]

وَقال تعالی: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ لقَد تكرّرَت كلمَة اليُسر بَعد العُسر مَرّتين وَلن يَغلِب عُسرٌ يُسرين! فنَسألكَ يا رَبّ العالَمين وَأرحَم الرّاحمين نُفوساً مُطمئنّةً تُؤْمِنُ بلِقائِكَ وَتَرْضَى بِقَضائِكَ وَتَقْنَعُ بعَطائِكَ وَتَصبِرَ علی بَلائك.. !!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى