إعداد خالد مصطفى
العلاقة بين أمريكا والتنظيمات الشيعية المدعومة من إيران في المنطقة مثل تنظيم “حزب الله” اللبناني ومليشيات الحشد العراقية تثير التساؤلات وتكشف عن أبعاد جديدة في طريقة التعاطي الأمريكي مع القوى الفاعلة في المنطقة والمفهوم السائد لدى واشنطن عما تسميه “الإرهاب و”التنظيمات الإرهابية” وكيفية مواجهتها وارتباط ذلك بالمصالح الأمريكية بغض النظر عن خطورة هذه التنظيمات وارتكابها لمجازر في حق المدنيين…
لقد خرجت قضية التعاون بين أمريكا والمليشيات الشيعية التي تزعم واشنطن أنها تصنفها كتنظيمات “إرهابية” من دائرة التحليل إلى دائرة الحقيقة الواقعية فقد أوضح موقع “ديلي بيست” أن أحداث عرسال الأخيرة كشفت عن أن تنظيم “حزب الله” اللبناني ، استطاع جر الولايات المتحدة إلى حربه، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تنفي العمل مع الحزب اللبناني، إلا أن الحقائق على الأرض تثبت العكس…
وأوضح الموقع أن الولايات المتحدة تدخلت في فترات متقطعة في لبنان، منذ وصول قوات المارينز إلى الشواطئ اللبنانية عام 1958؛ للتدخل في الأزمة السياسية في ذلك الوقت، مستدركا بأنها لم تصل إلى درجة التعاون، أو ضم قواتها مع تنظيم مصنف لديها على أنه “حركة إرهابية”، وتتهمه بالهجوم على ثكنات المارينز في بيروت في أكتوبر 1983، الذي قتل فيه 241 جنديا…
وأفاد الموقع بأن التعاون الفعلي مع “حزب الله” هو ما يجري اليوم، حيث أكدت وزارة الدفاع أن قواتها الخاصة تقدم الدعم للجيش اللبناني في العملية الأخيرة في المناطق الجبلية على الحدود مع سوريا، ورغم عدم مشاركة القوات الخاصة مباشرة في المعركة، إلا أن العمليات التي يخوضها الجيش اللبناني ذاتها يتم التنسيق فيها بين “حزب الله” والنظام السوري…
ويلفت الموقع إلى أن المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون، قلل من أهمية الوضع، رغم عدم ارتياحه له، مؤكدا أن قوات العمليات الخاصة موجودة في لبنان منذ عام 2011، حيث تقوم بالتدريب وتقديم النصح والدعم للجيش اللبناني، الذي تلقى منذ عام 2006 دعما بـ1.5 مليار دولار كمساعدات من المؤسسة العسكرية الأمريكية…وأضاف الموقع, أن “وزارة الدفاع الأمريكية ربما لم تستمع لخطاب زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله الجمعة الماضية، عندما قال فيه إن تنسيقا جرى بين مقاتليه والجيش اللبناني في العملية الأخيرة، وقدم تفاصيل حول دور الجيش ومقاتلي الحزب والنظام السوري في العملية المقبلة ضد تنظيم الدولة”…
إن الحرب الإعلامية الزائفة التي تدور رحاها بين وقت وآخر بين هذه المليشيات الإجرامية وإدارة البيت الأبيض لم تعد تنطلي على أحد فالواقع المشاهد يؤكد على تعاون وثيق ووحدة في الأهداف تجعل العداء الظاهر مجرد غطاء لتنسيق واسع يشمل مستقبل المنطقة وترتيب لمراكز القوى فيها وتوزيع لثرواتها…لقد اشترك الجيش الأمريكي جنبا إلى جنب مع مليشيات الحشد في العراق خلال معركة الموصل والآن هو يكرر ذلك مع تنظيم “حزب الله” في لبنان رغم كل المزاعم بشأن محاربة ترامب لإيران وأذرعها في المنطقة والعقوبات المتخذة ضدهم؛ فالتجربة أثبتت أن هذه العقوبات وهمية ولم تمنع طهران طوال السنوات الماضية ولا أذرعها من “حزب الله” وغيره من التمدد والتسليح والتدخل العسكري في دول الجوار…
البعض انخدع في الشعارات الأمريكية بشأن “محاربة الإرهاب” ومع مرور الوقت تبين أن واشنطن تتحالف وتتعاون مع أكبر “الإرهابيين” في المنطقة والذين يخططون لإزالة أهل السنة منها.
(المصدر: موقع المسلم)