أرجع عدد من العلماء المتخصصين في أصول الفقه التطرف والغلو لدى البعض إلى الجهل بأحكام الله ومفاهيم الإسلام الصحيحة، وإتباع الأهواء في إطلاق الفتاوى الشرعية، وذلك خلال مشاركتهم بالندوة الإقليمية الثامنة التي أقامها مركز الإمام أبو عبدالله الشافعي بالعاصمة الأردنية عمّان، بعنوان “منهج الاعتدال”.
وأضاف العلماء أن التطرف والغلو يظهران على الدوام على أيدي أفراد وجماعات ليست من أهل العلم الشرعي أصالة، مؤكدين أن الواقع اليوم يفرض على الدعاة التركيز في الخطاب الدعوي، وتصحيح المفاهيم، وتوجيه الشباب إلى التخلق بما ثبت من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من جانبه قال الدكتور محمد عبدالرحمن أبي، أستاذ الفقه بجمهورية موريتانيا، إن هناك ثلاث سمات مهمة لأهل الغلو المعاصر وهي: ضعف العلم الشرعي، وعدم التخصص؛ وضعف الصلة بالعلماء في فهم الشريعة.
وأضاف أن “هذه السمات الثلاث تتمثل في أن فكر الغلو ظهر على أيدي أفراد وجماعات ليست من أهل العلم الشرعي أصالة، كما أن ما غلو المتشبثين بالدعوة والجهاد اليوم إلا ضرب من أولئك لاتحادهم في الفكر والمنهج ورمي سائر الأمة مما لا ينتحل فكرهم بالتبديع والتكفير، ويطلقون أحكاما خالفوا فيها إجماع الأمة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم”.
وفي نفس السياق أشار الدكتور أبو بكر العيساوي ، أستاذ أصول الدين بالعراق، أنه لا يمكن معالجة أي ظاهرة من الظواهر إلا بمعرفة أسباب نشأتها، والتطرف والغلو سببه إما الجهل بأحكام الله، وإما إتباع الهوى، وإما الانحراف من خلال الحريات المفتوحة في المجتمع أو الإفساد الإعلامي، وإما للمواقف السياسية التي تتخذها بعض الدول دون مراعاة العواقب، وإما بإغلاق قنوات الحوار وإلغاء الآخر، وإما بسبب الفقر والحاجة والبطالة.
كما عرض رئيس وحدة الدراسات القرآنية في جامعة شنقيط العصرية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، الدكتور محمد الراظي، في ورقته البحثية، لنماذج من السيرة النبوية في تصحيح بعض المفاهيم السابقة، وقال: “إن واقع المسلمين اليوم يفرض على الدعاة التركيز في الخطاب الدعوي، لتصحيح المفاهيم وتوجيه الشباب إلى التخلق بما ثبت من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وأكد أن ذلك يعتبر مفتاحا للتغيير والبعد عن الانحراف الذي تسببه المفاهيم المقلوبة، مبينا أن الجهل بمفاهيم الإسلام الصحيحة يؤدّي إلى شيوع مفاهيم مغلوطة، ما يلزمنا، تبيين الصورة المشرقة لدعوة النبي – صلى الله عليه وسلم -، التي شُوهت بسبب تصرفات الذين اختلطت في أذهانهم المفاهيم، وتحولت الوسائل عندهم إلى غايات، فانحرفوا عن الطريق المستقيم. وتضمنت الندوة عدة أوراق بحثية، ناقشت منهج الاعتدال وضوابطه، وأثره في علاج الغلو والتطرف، ودراسة لبعض أسباب الغلو والتطرف، ونماذج من السيرة النبوية في تصحيح المفاهيم، والاعتدال وأثره في علاج التكفير والتطرف.
المصدر: المنتقى الفقهي.