مقالاتمقالات مختارة

علم صناعة المستقبل

علم صناعة المستقبل

بقلم عبد المنعم إسماعيل

«التصورات الحاكمة»

علم إدارة المستقبل هو القوة الفاعلة في عالم الإدارة الحقيقة للواقع المعاصر.

إدارة المستقبل، أول مراحل إدارته هي إدراك توصيفه وتحديد التحديات القائمة أو القادمة.

هو علم استشرافي يدرك بوصلة الخصوم للأمة والأولياء.

¤¤ مآلات الجهل باستشراف المستقبل.

¤ العجز عن تحقيق التوازن مع التحديات القائمة أو القادمة.

¤ السقوط في آليات استهلاكية

ومعارك جانبية مع أولياء أو شركاء يمكن التلاقي معهم مرحليا أو تكتيكيا.

¤ الاستغراق في ثقافة الممكن والسقوط في أسر التبعية لمن يمتلكون الصناعة المعرفية والاستثمار المعرفي في مخرجات العقل البشري من تقنية موازية او تفوق ثروات الأرض لأنه لا ثروة مع عقلية الثور.

¤ التفريط في قيمة الزمان القائم والقادم كنتاج لطبيعة الأهداف القائمة أو القادمة.

¤ اختيار قيادات مجتمعية لا تحقق المواكبة أو المعاصرة للتاريخ والواقع والمستقبل.

¤ سرعة الاستجابة لحيل الخصوم العقديين للأمة ومن ثم كثرة التجارب وقلة النتائج.

¤ الاستغراق في كربلائيات الواقع والتاريخ.

¤ تجاهل مكاسب يمكن تحقيقها في عالم الواقع ودنيا الحقيقة.

كيف نصل لمنهجية علمية تصنع المستقبل؟

¤ أولا إعادة قراءة المشهد العالمي من خلال آليات علمية ترتبط بالأصولية العقدية للأمة تسعى للمعاصرة وتحقق المواكبة وتقبل المتغيرات.

¤ إدراك الكليات الجامعة للأمة وعدم الاسترسال خلف سراب الرؤى الأحادية وكذلك عدم تجاهلها لأنه ما من كيان جامع إلا وهو يجمع بين خلاياه رؤى فردية أو جماعية للتجمعات القائمة أو القادمة.

¤ الاهتمام بثقافة الممكن ووضع رؤى استشرافية للوصول لامتلاك الصناعة المعرفية التي تحقق الامتلاك لناصية العلم الإداري والتقني.

¤ الاهتمام بمنهجية صناعة الرواد والقادة والأتباع بآليات صناعة مهمة لكل قائد وتربية قائد لكل مهمة.

¤ التوافق مع السنن الكونية التي هي أقوى أدوات الإصلاح حال التلازم مع مقتضياتها من مقدمات ونتائج من خلال عدم التصادم معها فلا نطلب النصر بأسباب الهزيمة أو التمكين بأسباب الاستضعاف.

¤ التوافق مع ثقافة التحييد للحفاظ على مكتسبات صغيرة قبل أن تذوب على درجات أحلام كبيرة.

¤ تحرير العقول القائمة من عشوائية الخلط بين المقدس والغير مقدس او من القراءة التوظيفية للتاريخ والواقع.

وأخيرا ما لم ننجح في صناعة المستقبل لم ولن نستطيع إدراك حقيقة الواقع أو علاج أزمات التاريخ.

«إدارة التحديات»

جاء الإسلام ليؤسس لمنهجية صناعة المستقبل واستشرافه من تتبع معطيات طبيعة منهجية التفكير عند الخصوم أو حقيقة وعد الله للأولياء.

القرآن ومنهجية الاستشراف للمستقبل:

قال تعالى : {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)} سورة القصص.

بعد معاينة واقع الفئة المؤمنة في بني إسرائيل كان الوعد الرباني بجملة وعود تستشرف مستقبل الدعوة والأمة وحال بني إسرائيل.

المنة العامة من الله على المؤمنين، نجعلهم أئمة، نجعلهم الوارثين، نمكن لهم في الأرض، إغاظة الكافرين بأن نرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.

وهذه جملة من التحديات التي تتطلب مجموعة من آليات الإعداد للوصول إليها كغاية أو كمراد رباني للفئة المؤمنة بالفئة المؤمنة.

وهناك استشراف بتحديات تتعلق بمكر المنافقين المخادعين لله والرسول صلى الله عليه وسلم وهي ظاهرة في قول الله عز وجل: {۞ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)} سورة التوبة.

ظهر من الآية السابقة استشراف طبيعة مكر المنافقين بان في السعي لخروجهم مع المؤمنين درب من دروب استدعاء الخبال في الأمة والضعف والهوان.

ثم ظهرت بعض دلالات الحكمة الإلهية في التثبيط وهي كره الله انبعاثهم فثبطهم.

ويا له من تصور راق ورقراق حين حرس الله عز وجل الحق من وصول بعض الخلق إليه ففيهم الدعة والضعف والخبال وهي أشبه ما تكون بتحديات اصطفاء القلوب أو الإقصاء المتعمد لها فليس كل قلب صالح لكل زمان أو مكان.

ومن فروع الفهم إدراك الحكمة في عدم استمرارية الانتصارات أو الانتكاسات ففي استمرار النصر سعة اكتساب أجيال لا تدرك حقيقة النصر أو مرارة الهزيمة.

وتتابع الهزيمة درب من دروب الترسيخ لليأس وفقد الأمل بحسن الظن في الله عز وجل ومن ثم ترسيخ محرقة المستقبل القريب ومن ثم هلاك الواقع لجهل دروس التاريخ وأدوات معايشة الصراع في واقعنا المعاصر.

التحديات التي تواجه الأمة تحديات متنوعة أو عامة أو شاملة ، منها تحديات في جانب الاعتقاد ، أو تحديات في جانب الملف الاجتماعي حال تمدد ريح العرقيات الجاهلية أو النزغات الشيطانية أو التجمعات الاقتصادية التي لا ترقب في الشعوب الغارقة في مظاهر الاستبداد أو التبعية للأقوى.

تحديات ترتبط بالمشاريع الدولية والتي هي نتاج للصهيوصليبية بشكلها التغريبي والتقليدي المعادي لمكونات الأمة ظاهرها أو باطلها سواء بنائها الفردي أو الجماعي أو الاممي المكون للنواة الصلبة القائمة للأمة.

تحديات ناتجة ونتيجة لطبيعة الاسترسال مع العشوائية أو الارتجالية أو الترسيخ للنظريات الأحادية كبديل للكيانات القائمة.

تحديات مرتبطة ارتباط. وثيق بمدى التأثر و التأثير بالمحيط الدولي بشكله العام أو الخاص.

تحديات مرتبطة بطبيعة الولاءات المتغيرة والمتجددة والمتتالية بضغط خصوم أو تعدد آليات الفهم عند الأولياء.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى