علماء ومفكرون بندوة “الإصلاح”: صفقة القرن لن تمر
أكد عماء ومفكرون أن فلسطين ليست قضية أرض وشعب فحسب؛ بل هي قضية عقيدة وانتماء؛ حيث إن حب المسجد الأقصى يتربع في قلب كل مسلم، وحبها نابع من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مؤكدين على أن “صفقة القرن” المزعومة لن تمر لأن مشاعر المسلمين تجاه القدس ما زالت حية وجياشة.
جاء ذلك في الندوة الجماهيرية التي نظمتها جمعية الإصلاح الاجتماعي، في مقرها، مساء أمس الإثنين، التي حملت عنوان “فلسطين التاريخ والحاضر والمستقبل”، بمشاركة نخبة من الشخصيات الوطنية والإسلامية، والهيئات والمؤسسات وعلى رأسها رابطة دول الشريعة الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي.
شارك في الندوة كل من عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت سابقاً الدكتور عجيل النشمي، والداعية الشيخ أحمد القطان، والأستاذ بقسم التاريخ بجامعة الكويت الأكاديمي الدكتور علي الكندري، والناشط في الشؤون المقدسية نور الدين خضر.
وفي بداية كلمته بالندوة أكد الدكتور عجيل النشمي على أن هناك رابطا قويا بين المسجد الأقصى والحرم المكي، وأن التفريط في أحدهما هو تفريط في الآخر.
وحول الحكم الشرعي للوضع الحالي تجاه فلسطين ذكر أن الواجب هو تحرير الأرض، وأن الجهاد في الأقصى فرض عين على أهل فلسطين ابتداء، لكن إذا وطئ العدو أرض المسلمين تعم المسئولية كل المسلمين لكن حسب الأقرب فالأقرب مستشهدا بقول الله تعالى: {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة}؛ فالجهاد فرض على الذين يلونهم ثم الأقرب فالأقرب.
فرض عين
وأكد عميد كلية الشريعة سابقا أنه إذا كان الجهاد فرض كفاية لكن اتفق الفقهاء على أنه إذا احتُلت أرض وجب على بقية المسلمين النصرة؛ فعلى الذي يلون المسجد الأقصى تحرير الأقصى لكن إذا عجزوا فيصبح الأمر فرض عين على جميع المسلمين.
وذكر أنه ليس من حق أهل فلسطين التنازل عن أي جزء من أرضها؛ لأنها ملك للمسلمين جميعا.
وحول الحكم الشرعي في الصلح مع اليهود بالصورة الحالية، أشار النشمي إلى أن ذلك لا يجوز في ميزان الشرع، مستشهدا بفتوى للأزهر عام 1956 حرم فيها الصلح مع اليهود في مثل الظروف الحالية.
وذكر النشمي أن صفقة القرن المزعومة لن تمر إذا كان في المسلمين مشاعر، مؤكدا أن الشعوب ما زالت حية ومشاعرها دفاقة تجاه قضاياها.
أما الدكتور علي عبد الرحمن الكندري الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة الكويت؛ فذكر في بداية كلمته أن الكويتيين أكثر من يعرف الاحتلال حيث قاسوا الاحتلال 7 أشهر (في إشارة للاحتلال العراقي الغاشم للكويت).
وأكد أن الحق لا يسقط بالتقادم؛ حيث إن اليهود لم يأخذوا هذه الرض إلا بالقوة في غفلة منا.
وأشار إلى أنه لا يوجد قانون دولي يقر هذا الاحتلال بل المنظمات الدولية قامت بالرد على الاتهامات الباطلة فيما يتعلق بالقوانين والمواثيق الدولية.
وأكد أستاذ التاريخ أنه علينا التيقظ؛ لأن هذه الاحتلال سيتمدد، ومن الممكن أن يصلوا إلى النقطة التي نقف عليها الآن لو تنازلنا أو قبلنا بالتنازل.
الصفقة بدأت منذ 1948
ومن جهته أكد نور الدين خضر الباحث في الشأن الفلسطيني أن المسجد الأقصى محاصر من جميع الاتجاهات بدءا بالحفريات التي توجد أسفله بحثا عن هيكلهم المزعوم؛ حيث أصبحت هذه الأنفاق مزارات لبني صهيون وقد أعدت بطريقة تشير لتاريخ اليهود؛ حيث يمارسون شعائرهم المختلفة في هذه الأنفاق.
ونوه في هذا السياق بالاقتحامات اليومية التي تحدث للمسجد الأقصى بمرافقة الشرطة ورجال الدين.
وأكد الباحث في الشأن الفلسطيني أن اليهود لن يكتفوا بباب الرحمة؛ بل يستهدفون كل الأقصى؛ حيث سيقومون بالإحلال، وسلخ كل مقدسي ومسلم وفلسطيني، واحتلاله بالكامل.
وأشار خضر أن صفقة القرن المزعومة وضعت لها أرضية منذ عام 1948 إلى 1967 بتقاسم الإدارة بين الكيان والأردن؛ لكنها الآن تسعى للسيطرة الكاملة على القدس.
ولفت إلى أن جدار الفصل العنصري يهدف لسلخ 140 ألف مقدسي شرقي الجدار من القدس، و200 ألف في الجهة الغربية من الجدار سيخيرون بين الجنسية الفلسطينية لسلخهم للدولة الفلسطينية التي ستنشأ ضعيفة بموجب هذه الصفقة، أو يحصلون على الجنسية الإسرائيلية، أو يظلون حسب الوضع الحالي؛ حيث يملكون هوية زرقاء تنزع انتماءهم للأرض، وهي عرضة لأن تسحب منهم في أي وقت لأسباب متعددة.
وذكر أن هذه الصفقة ستعطي اليهود أكبر ديمغرافيا في حياتهم في القدس، وستكون القدس بشطريها عاصمة لدولة الاحتلال.
وبموجبها يجب أن يظل الأقصى مفتوحا أمام جميع الديانات؛ وهو ما يعني تفريغه من محتواه الإسلامي.
أما الداعية الإسلامي الشيخ أحمد القطان فقد ذكر أن الله تعالى وعد بتحرير الأرض المباركة ونصرها في القرآن الكريم، مشيرا إلى أن القضية الخطيرة هي ابتعاد المسلين عن القرآن والسنة، ومن يفعل ذلك يبتعد عن الحقيقة.
وأكد الداعية الإسلامي أن القدس والأقصى وفلسطين سبق نصرهم من الله، كما أخبر بنصره لنبيه قبل ذلك حينما قال: {إلا تنصروه فقد نصره الله}، لكن القضية تمثل ابتلاء لنا نحن الآن فهل سنقف مع التحرير أم نحاربه؛ حيث كشفت قضية فلسطين المنافقين حاليا كما فضحت سورة التوبة المنافقين قديما.
(المصدر: مجلة المجتمع)