علماء وأمراء.. شعيب بن حرب وهارون الرشيد
بقلم حمدي شفيق
كان شعيب بن حرب المدائني أحد سادات العلماء في زمانه.. ويكفى أن من شيوخه سفيان الثوري، ومن تلاميذه أحمد بن حنبل! وكذلك كان أحد المعروفين بالعبادة والزهد والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن مواقفه المشهورة أنه كان ذات مَرّة علي الطريق إلى مكة، فقابل الخليفة العباسي هارون الرشيد في موكبه الفخم كثير الجند والخَدَم والدواب.. فلما اقترب منه صاح به شعيب: “يا هارون، قد أتعبت الأمة وأتعبت البهائم”.
فأمر الرشيد بالقبض عليه وإحضاره.. ولمّا أُدخل عليه سأله: ممن الرجل؟ أجاب شعيب بتواضع العلماء: من عامة الناس.. صاح هارون غاضبًا: ممن ثكلتك أمك؟ أجاب شعيب: من الأبناء.. ولم يجد هارون فائدة في تكرار السؤال عن قبيلة شعيب، فوجّه إليه سؤالًا آخر: ما حملك على أن تدعوني باسمي -بدون لقب الخليفة-؟
قال ولى الله: “فورد على قلبي كلمة ما خطرت لي قط على بال، فقلت له: أنا أدعو الله باسمه، فأقول يا الله يا رحمن، أفلا أدعوك أنت باسمك؟! وما تُنكر من دعائي باسمك، وقد رأيت الله تعالى سمّى في كتابه أحب الخلق إليه محمدًا، وكنى أبغض الخلق إليه “أبا لهب” فقال: (تبت يدا أبي لهب).. وأدرك الرشيد عدم جدوى استمرار الجدال مع شعيب رضي الله عنه، فأمر بإخراجه من المجلس، ونهى جنوده عن التعرّض له بسوء.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)