علماء قطر يفتون بجواز صلاة العيد في البيوت
ما قول علماء المسلمين ومشايخ الملة والدين في حكم أداء صلاة العيد بالبيوت في ظل انتشار جائحة (كورونا /كوفيد19)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فإن صلاة العيد فرض كفاية، وتقام في المصليات خارج العمران عند جمهور أهل العلم استحبابا، وفق السنة، إلا إذا تعذرت إقامتها في المصليات كما هو الحال الآن في ظل انتشار هذا الوباء فإنها تشرع إقامتها في البيوت، قياسا على من منعه مانع كالمطر من حضورها في المصلى لقول الله (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ..) التغابن 16، ولحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(( ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فَأْتُوا منه ما استطعتم )) رواه الشيخان.
فإذا كان في البيت ثلاثة رجال فأكثر جاز لهم إقامتها، وهي رواية عن الامام أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية.
وصفتها أن يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، فيصلي ركعتين يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمسًا جهرا، ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن جهرا والسنة بسبح والغاشية. فإذا انتهى من الركعتين ألقى خطبته، وخطبة صلاة العيد سنة، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة، ومن عجز عن الخطبة فصلاته صحيحة.
ووقت صلاة العيد يبدأ بعد طلوع الشمس قيد رمح أي بعد الشروق بربع ساعة إلى قبيل الزوال.
ومن تعذر عليه أداء صلاة العيد صلاها قضاءً جماعة أو منفردًا ركعتين بغير خطبة لما ثبت في صحيح الإمام البخاري أن أنسًا رضي الله عنه، أنه كان إذا فاتته صلاة العيد جمع أهله وبنيه، ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاه فصلى بهم ركعتين يكبر فيهما كصلاة أهل المصر وتكبيرهم.
والعيد شعيرة من شعائر الله يجب تعظيمها، وله سنن منها التكبير، لقوله تعالى: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) ويسن من غروب الشمس آخر رمضان إلى صلاة العيد، ويسن أيضًا الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب، والأكل قبل صلاة العيد، وإظهار فرحة العيد، مع الالتزام بالتدابير الوقاية، والتباعد الاجتماعي.
كما يجب التنبيه إلى أن هذا البلاء لن يُرفع إلا بتوبة صادقة والتحلل من المظالم وكثرة التضرع والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء
نسأل الله أن يكشف الغمة وأن يعجل زوال الوباء والبلاء عن البلاد والعباد الحاضر منهم والباد، وأن يعيد علينا رمضان أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة ونحن في أمن وأمان وصحة وعافية وسعة رزق، وكل عام وأنتم بخير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
حرر بالدوحة المحروسة يوم الإثنين الموافق ٢٥ رمضان ١٤٤١هـ
السادة علماء قطر، :
فضيلة الشيخ سلطان بن إبراهيم الهاشمي
فضيلة الشيخ محمد بن حسن المريخي
فضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الهاشم السادة
فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)