“علماء المسلمين” يهنئ الشعب السوري بانتصار ثورته.. حدث له ما بعده
هنأ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعب السوري بانتصار ثورته، واعتبر ذلك تجليا لشعار التوحيد الذي تمسك به السوريون ورفعوه شعارا لثورتهم منذ يومها الأول.
جاء ذلك في تصريحات خاصة للأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي الصلابي لـ “عربي21″، تعليقا على إعلان سقوط نظام بشار الأسد فجر اليوم الأحد ودخول قوات المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق بعد أيام قليلة من سيطرتها على حلب وحماة ثم حمص.
وقال الصلابي: “تحية تقدير للشعب السوري بكل مكوناته.. الشعب السوري من الشعوب الثائرة ضد الاستبداد، وكان شعاره الأساسي (ما لنا غيرك يا الله)، وهي ملخص كلمة التوحيد، وقد تعرضوا لتهجير منظم، وتغيير ديمغرافي مدروس وفق الرؤية الإبليسية المدعومة بأجندة شيطانية“.
وأضاف: “كانت كل الشعوب الحرة متضامنة مع هذا الشعب الأبي الشجاع الصبور الذي احتسب ما أصابه، في سبيل الله فما ضعف وما وهن وما استكان، وكانت ألطاف الله الخفية حاضرة لامست أبناء هذا الشعب، فزادت ثقتهم بالله.. والله غالب على أمره، وهيأ لهم من أسبابه الخفية والجلية ما رأوا من عطاء الله ورحمته ونزع ملك الظالمين والغزاة الجائر بأيديهم، شاكرين لله وحامدين الله ومعترفين بفضله.. وسخر لهم أسبابا محلية وأخرى إقليمية وأدخل قضيتهم على المستوى العالمي، وكبل كل ما يقضي على تطلعاتهم، وانقلبت الأحوال بمنه وكرمه، ليتبين للشعب السوري والعالم أجمع أن هتافاتهم (ما لنا غيرك الله) لم تضع، بل استجاب الله دعاءهم واستدرج ظالميهم ومكر بمن مكر بالشعب السوري سواء كان نظامهم في الداخل أو حلفاؤهم من الخارج“.
وأكد الصلابي أن “سوريا بلد الأحرار والزهاد والعلماء والفقهاء أهل التزكية والتربية قديما وحديثا، وهي بلد العمل والجد والاجتهاد، وحاضرة من حواضر الحضارات قدمت للإنسانية عطاءات مادية ومعنوية، سجلت على صفحات الزمن بمداد لا يبلى ولا ينسى بل يتجدد ويذكر، ويبنى عليه غد أفضل”، على حد تعبيره.
وفجر اليوم الأحد دخلت قوى المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة السورية دمشق من دون إراقة دماء، وأعلنت إدارة العمليات العسكرية مدينة دمشق حرة من الطاغية بشار الأسد .
ووجه أحمد الشرع المكنى بـ”أبي محمد الجولاني”، كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، بأنه يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميا، كما أنه يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من سيطرة المعارضة المسلحة على محافظة حمص (وسط) بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب.
واستطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مركز مدينة حلب في 30 نوفمبر، وعلى محافظة إدلب (شمال غرب) بشكل كامل.
والخميس، طردت الفصائل قوات النظام خارج محافظة حماة وسط البلاد، عقب اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
والجمعة، واصلت الفصائل تقدمها لتسيطر على مناطق جديدة بمحافظة حمص، التي تحظى بأهمية استراتيجية على طريق دمشق.
وبسطت فصائل المعارضة السورية، مساء الجمعة، سيطرتها على مركز محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، عقب اشتباكات مع قوات النظام في المحافظة، التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.
والسبت، سيطرت مجموعات معارضة محلية على مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، جنوب البلاد.
تزامن ذلك مع عملية “فجر الحرية” التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا، وتمكن من تحرير تل رفعت من إرهابيي تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي“.
المصدر : عربي21