“علماء المسلمين بالعراق”: ما يحدث في ديالى مخطط تهجير ديموغرافي طائفي
عقدت هيئة علماء المسلمين في العراق؛ مؤتمرًا صحفيًا ظهر الجمعة 30 ربيع الأول 1443هـ – 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، في مدينة إسطنبول بتركيا؛ لتسليط الضوء على الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الميليشيات في محافظة ديالى شرقي البلاد.
وشارك في المؤتمر كل من الدكتور (مثنى حارث الضاري) مسؤول القسم السياسي في الهيئة، والدكتور (طارق شندب) المحامي والناشط الحقوقي اللبناني المتخصص بالقانون الدولي، بحضور عدد من الباحثين والصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء والقنوات الفضائية.
واستهل المؤتمر الصحفي للهيئة فقراته بعرض موثق لشهادات بعض الناجين من مجزرة المقدادية بمحافظة ديالى؛ الذين تحدثوا عن جانب من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات بحقهم أمام أنظار القوّات الحكومية، حيث قتلت العديد من أبنائهم بعدما استولت على منازلهم وحرّقتها وسرقت ممتلكاتهم وأجبرتهم على النزوح من مناطقهم، وذلك في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
جرائم الميليشيات
من جهته؛ أكّد المحامي والناشط الحقوقي الدكتور (طارق شندب)؛ أن الجرائم ضد الإنسانية التي يتعرّض لها أهالي محافظة ديالى؛ تمس الأمن والسلم المجتمعي، قائلاً: إن المحكمة الدولية أن تأخذ دورها في هذا الموضوع دون الرجوع إلى مجلس الأمن؛ لأن ما يجري هو انتهاك بحق الإنسان، مشددًا على وجوب أن يكون لجامعة الدول العربية دور؛ للحد من جرائم ميليشيات (الحشد الشعبي) بحق المدنيين في العراق.
وطالب (شندب) النقابات الحقوقية العربية بالعمل بواجبها المهني والأخلاقي للحد من تلك الجرائم والانتهاكات، لاسيما وأن السلطات القضائية في العراق لم تحل أي قضية انتهاك طائفي إلى المحاكم، فضلاً عن كونها تغطي على جرائم الميليشيات وتدعم المجرمين.
تغيير ديموغرافي
بدوره؛ قال الدكتور (مثنى حارث الضاري): إن ما يحدث في محافظة ديالى من انتهاكات وجرائم يأتي في سياق محاولة مدروسة لمخطط تهجير ديموغرافي طائفي، مضيفًا بالقول: إن الجرائم التي تُرتكب هناك هي جرائم سياسية وطائفية بامتياز.
وكشف مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين، عن أن ما تشهده مناطق (المقدادية) هو مخطط قديم لتحقيق غايات سياسية وطائفية، موضحًا أن الجرائم التي حصلت في قرية (نهر الإمام) أواخر الأسبوع الماضي؛ وقعت في وقت لم يكن لـ(تنظيم داعش) وجود في القرية التي تقع في منطقة مُأمّنة من قبل القوّات الحكومية، لافتًا إلى أن سكان القرية كثيرًا ما كانوا يتعرّضون للتهجير وفرض الإتاوات من قبل الميليشيات على مدى السنوات الماضية.
سكوت عربي
وبيّن الدكتور (الضاري) أن تهجير سكان قرى (المقدادية) في محافظة ديالى يحصل في هذا الوقت؛ لأنها تُعد رأس الجسر الاستراتيجي الذي تحاول إيران السيطرة عليه؛ بهدف إفراغ هذه المناطق من سكانها، مشيرًا إلى أن المستفيد من الأحداث الطائفية في المحافظة هي الميليشيات المنضوية تحت عباءة (تحالف الفتح) و(منظمة بدر).
وفي الوقت الذي أكّد الدكتور (مثنى الضاري) أن هيئة علماء المسلمين ترفض وتدين كل هجوم يستهدف المدنيين في أي مكان في العراق، وما يتبعه من ردود فعل خارجة عن السياق الإنساني والقانوني؛ حمّل حكومة الاحتلال في بغداد وكل من يرتبط بها مسؤولية الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، معربًا عن أسفه للسكوت العربي الرسمي عن الجرائم في العراق الذي يُعد غير مقبول وغير مبرر.
وفي معرض رده عن أسئلة الصحفيين في ختام المؤتمر، قال الدكتور (طارق شندب): إن الجرائم التي تُرتكب في العراق هي جرائم ابادة وانتهاك صارخ لحقوق الانسان، وأن المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية هو المسؤول عن هذه القضايا، لكنه أنه يرتبط بقرارات مجلس الأمن الذي تعد قراراته سياسية، مشيرًا إلى أن السكوت الإعلامي خطير جدًا بسبب التدليس وعدم المصداقية والتغطية المفتعلة عن تلك الانتهاكات والجرائم.
المصدر: الحقيقة بوست