دعا نحو 300 من علماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، الشعوب الإسلامية إلى تفعيل دور مقاطعة البضائع الأمريكية بالبلدان الإسلامية، رداً على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وينتمي العلماء لمؤسسات وإتحادات هي: “هيئة علماء فلسطين بالخارج”، و”رابطة علماء أهل السنّة”، و”المجلس الإسلامي السوري”، و”المجمع الفقهي العراقي”، إلى جانب “مجلس علماء العراق”، و”هيئة علماء ليبيا”، و”رابطة علماء أهل السنّة بتركيا” و”هيئة علماء المسلمين باستراليا”.
وطالب العلماء، في بيان اطّلعت عليه الأناضول، “الشعوب المسلمة في كلّ مكانٍ وأحرار العالم، بتفعيل حقيقي لسلاح المقاطعة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، ولكلّ دولةٍ تشاركُ في العدوان على القدس بإعلانها عاصمةً للكيان الصهيوني”.
وشددوا على “دور أصحاب الأموال أفرادًا كانوا أو مؤسساتٍ أو حكومات، بسحب أموالهم من البنوك الأمريكية، وإيقاف الاستثمارات فيها”.
ودعوا إلى ضرورة أن يعتبر أصحاب الأموال “الامتثال لهذه الواجبات والقيام بهذه الإجراءات، من الرّدود العملية الواجبة على هذا العدوان الخطير، الذي أقدم عليه رئيس الإدارة الأمريكيّة، بإعلانه القدس عاصمةً للكيان الصهيونيّ، وتوقيعه قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلّة”.
وقال الأمين العام لـ”هيئة علماء فلسطين في الخارج”، محمد الحاج، إن “المقاطعة سلاح يتجدد في مواجهة الاستكبار الأمريكي، وثمة مفاجأة كبيرة للإدارة الأمريكية التي قللت من أهمية دور الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة القرار الأمريكي”.
وأضاف، في تصريح للأناضول، أن “هناك رسالة ضغط قوية من قبل علماء الأمة للمقاطعة الإقتصادية، والعلماء أكدوا حكما شرعيا يحرّم دعم اقتصاد تستخدم أرباحه في قتل أهل فلسطين”.
وتابع: “نرى أن تراجع الاقتصاد الأمريكي سيكون عامل ضغط مؤثر على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها، ونسعى الى الدعوة للمقاطعة من خلال توعية الشعوب بكافة الوسائل، مثل الخطب والقنوات الفضائية والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.
من جهته، قال عضو “الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، محمد خير موسى، إن “الأمة الإسلامية تواجه اليوم عدوانا متصاعدا من قبل الرئيس الأمريكي، وهذا ليس عدوانا على القدس لوحدها، لكنه عدوان على كل مسلم في الأرض، والواجب على الأمة الإسلامية اليوم هو الجهاد، وبصوره كافة، دفاعاً عن القدس”.
ورأى، في تصريح للأناضول من إسطنبول التركية، أن” المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية تعدّ من أهم الأسلحة الموجهة ضد واشنطن وإسرائيل”.
وشدد على أن “على كل مسلم أن لا يستخف بأهمية المقاطعة الإقتصادية الأمريكية التي تمد العدو بالسلاح، ويجب إصدار الفتاوى التي تحث الناس على المقاطعة، وتحريم التعامل معها، وعلى العلماء أن يستثمروا حساباتهم في التواصل الإجتماعي من أجل ذلك”.
بدوره، دعا عضو “الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، أشرف دوابة، إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية في الدول الإسلامية، و”العمل على قطع التعامل بالدولار”.
وأضاف دوابة، وهو خبير في الإقتصاد الإسلامي، في تصريح للأناضول في مدينة إسطنبول، أن “عددا من أبناء الشعوب العربية والإسلامية في العالم، خصصوا جزءا من دخلهم نصرة القضية الفلسطينية ودعم الفلسطينيين للصمود على أرضهم”.
والأربعاء الماضي، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي وقلق وتحذيرات دولية.
ويشمل قرار ترامب، الشطر الشرقي لمدينة القدس التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وهي خطوة لم تسبقه إليها أي دولة أخرى.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات المجتمع الدولي، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ثم ضمها إليها عام 1980 وإعلانها القدس الشرقية والغربية “عاصمة موحدة وأبدية” لها.
(المصدر: هوية بريس)