مقالات مختارة

علاقة التفسير المقاصدي بأنواع التفسير

بقلم د. وصفي عاشور أبو زيد

تناوَل المفسِّرون القرآن الكريم بالبيان والتفسير، عبر مناهج لهم وطُرق هي أنواع التفسير، وهي أربعة: التفسير التحليلي، والتفسير الإجمالي، والتفسير الموضوعي، والتفسير المقارَن[1].

• أمَّا التفسير التحليلي: فيتولَّى فيه المفسِّرون بيانَ معنى الألفاظ في الآية، وبلاغةَ التركيب والنظم، وأسبابَ النزول، واختلافَ المفسِّرين في الآية، ويَذكرُ حكم الآية وأحكامَها، وقد يَزيدُ بتفصيل أقوال العلماء في مسألة فقهية أو نحوية أو بلاغية، ويهتمُّ بذكر الروابط بين الآيات والمناسبات بين السور ونحو ذلك.

• وأمَّا التفسيرُ الإجمالي: فهو بيان الآيات القرآنية بالتعرض لمعانيها إجمالًا، مع بيانِ غريب الألفاظ والربطِ بين المعاني في الآيات، متوخيًا – في عرضها – وضعَها في إطار من العبارات التي يصوغها من لفظه؛ ليَسْهُلَ فهمُها وتَتَّضِحَ مقاصدها، وقد يضيف ما تدعو الضرورة إليه؛ من سبب نزول أو قصَّة أو حديثٍ، ونحو ذلك.

• وأمَّا التفسير المقارَن: فهو بيانُ الآيات القرآنية باستعراض ما كتَبه المفسِّرون في الآية أو مجموعة الآيات المترابطة، والموازنة بين آرائهم، وعرض استدلالاتهم، والكَر على القول المرجوح بالنقضِ وبيانِ وجهه، وتوجيهِ أدلَّته، وبيان الراجح، وحشد الأدلَّة، وغير ذلك.

• وأمَّا التفسير الموضوعي: فهو علم يتناول القضايا حسَب المقاصد القرآنيَّة من خلال سورة أو أكثر.

وتتجلَّى الحاجة إلى التفسير المقاصدي مع كلِّ هذه الأنواع:

• فالتفسير التفصيلي يَبحث في معاني الألفاظ ومراميها والمقصودِ منها، وارتباطُه بالتفسير المقاصدي ظاهر.

• والتفسيرُ الإجمالي يبينُ معانيَ السورة إجمالًا، وهو مرتبط بالتفسير المقاصدي كذلك.

• وأما التفسير المقارَن، فهو يَعرِض أقوالَ المفسِّرين في الآية أو الجزء من الآية، ثم يُبَين مرجوحَها من راجحِها، وضعيفَها من قويِّها، ولن يتأسس ذلك إلا على أساس الفهم المقاصدي للآية أو الجزء منها.

• وأما التفسير الموضوعي، فهو يتناول موضوعَ السورة، أو موضوعًا يتتبعه في آيات القرآن جميعًا، والهدف منه هو الكشف عن مقاصد القرآن الكريم من موضوع السورة، أو موضوعٍ ما في طُولِ القرآن الكريم وعَرضِه.

وهكذا يتَّضح لنا أن الفهمَ المقاصديَّ للقرآن الكريم أو لسوَرِه أو موضوعاته لا غِنى لأي نوع من أنواع التفسير عنه، ولا ينفكُّ عنه المفسِّر أبدًا في أي منهج يتبعه للتعامل مع القرآن الكريم؛ وهذا يشير إلى محوريَّة المقاصد وضروريتها وأوَّليتها لدى المفسِّر حين ينظُر في القرآن العظيم بمناهج تفسيره جميعًا.

————————————

[1] راجع في هذه الأنواع وتعريفها: التفسير الموضوعي للقرآن الكريم (9)، وما بعدها؛ للشيخين أحمد الكومي ومحمد قاسم، الطبعة الأولى، 1402هـ، 1982م، والمدخل إلى التفسير الموضوعي (16 – 18)؛ لشيخنا الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد، والبداية في التفسير الموضوعي (15)، وما بعدها؛ د. عبدالحي الفرماوي، الطبعة الثانية، 1397هـ – 1977م، ومقدمة في التفسير الموضوعي؛ محمد بن عبدالعزيز الخضيري، مقال على موقع صيد الفوائد.

المصدر: شبكة الألوكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى