بقلم معاذ السراج
بين عامي 1881-1882 م ظهرت منشورات وبيانات هجائية في بيروت ودمشق وحلب وبغداد تدعو السكان العرب إلى التخلص من الوصاية العثمانية، وبدأ مناخ معاد للأترك بالظهور في الولايات العربية، ورأى عبد الحميد في ذلك يد إنكلترا.
إن المتتبع للسياسات التي انتهجها الاتحاديون على جميع المستويات العثمانية والعربية يرى أنها تنم عن عجز سياسي وحضاري في فهم إشكاليات الحكم العثماني وطبيعة التنوع القومي والديني الذي تتركب منه الدولة، وعبرت سياساتهم الدفاعية عن قلة خبرة تتخلف كثيرا عما كان عليه السلطان عبد الحميد الذي انقلبوا عليه، وظهر ذلك جليا في فهمهم لآليات الحكم والدفاع عن مصالح الدولة العليا، والمحافظة على وحدتها السياسية على الأقل، هذا فضلا عن التعامل مع العداء التقليديين فرنسا وإنكلترا وروسيا.
وفي هذا الصدد وعلى العكس من سياسة عبد الحميد فإن الاتحاديين بادروا إلى فرض سياسة يمكن وصفها على الأقل بأنها “أهملت الجانب العربي وتجاهلته” ففرضوا اللغة التركية في المعاملات الرسمية والقضائية والتعليم، وفصلوا الموظفين العرب واستعملوا موظفين أتراكا لا يجيدون العربية، وعلى سبيل المثال فمن أصل 140 موظفا ضمتهم الوزارة لم يكن هناك موظف عربي واحد، بمقابل 13 موظفا من اليهود، و10 من الأرمن، و4 من اليونانيين، وانتزعت وزارة الأوقاف من أيدي العرب، وتم التضييق على العرب المقيمين منهم في إسطنبول، يضاف إلى هذا تعيين حكام عسكريين وفرض المزيد من الضرائب وانتهاج سياسة اقتصادية مجحفة، في ظل هذه الجواء ستتراجع الأوضاع في بلاد الشام من شتى النواحي الأمنية والاقتصادية والسياسية.
الدور الأجنبي
مع أن الأوروبيين بذلوا جهودا كبيرة لكسب ثقة العرب وإقناعهم بضرورة الثورة على الأتراك والتخلص من وصايتهم والدعوة للخلافة العربية والوعود بإنشاء دول عربية مستقلة… إلخ، لكن الأحداث اللاحقة بينت أنهم لم ينظروا بجدية إلى مطالب العرب وتطلعاتهم ومصالحهم. كتب دوفرنس الوزير الفرنسي المفوض بالقاهرة إلى وزيره حول السياسة البريطانية في المنطقة: “منذ عدة سنوات حرصت بريطانيا على تطوير وجودها في شبه الجزيرة العربية من خلال قنوات عديدة، ولا شك أنها تخطط لوضع هذه الأنظمة بطريقة أو بأخرى تحت تأثيرها المباشر والوحيد…”، كانت الاستراتيجية المباشرة للبريطانيين هي: “كسب العرب ومنعهم من التحالف مع الألمان والأتراك، وفي سبيل هذا قدمت لهم التزاما: “إن الحكومة البريطانية مصممة على أن تقف إلى جانب الشعوب العربية في جهادها حتى تبني عالما عربيا يسوده القانون والشرع بدل الظلم العثماني”.
بقيت الوعود البريطانية بعيدة عن الطابع الرسمي والصبغة السياسية، ويؤكد الجنرال كلايتون مدير الاستخبارات البريطانية بالقاهرة أن بريطانيا بعيدة كل البعد عن فكرة إنشاء الدولة العربية الكبرى والتي دار حولها الحديث، وإن إنشاء مثل هذه الدولة في رأيه ليس فقط غير مرغوب فيه بل مستحيلا…”. وصرح المندوب السامي البريطاني إلى الوزير الفرنسي المفوض بالقاهرة دوفرانس: “استحالة دولة مستقلة تضم كل الأراضي العربي، وقد أعاد القول إن إنشاء مثل هذه الدولة لا يمكن أن يكون في الوقت الحاضر إلا حلما”.
وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى أيام الإصلاحات العثمانية (1840) وزيادة الامتيازات الأجنبية واتساع نطاق علاقات الولايات العربية بأوروبا، فسنرى أن مسألة الثقة بالأوروبيين طرحت مبكرا، وأبدت الكثير من الشخصيات الوطنية والمثقفة تخوفهم وحذرهم من مغبة تبني عدد من رواد النهضة “السلفيين والعروبيين” للأفكار البريطانية، وقال الزعيم مصطفى كامل: “وإني أعرف كذلك أن في مصر جماعة يسعون لحل المملكة العثمانية وإقامة خلافة عربية تكون ألعوبة في أيدي إحدى الدول الأجنبية، فهؤلاء وأمثالهم هم أعداء الدولة والملة وأضر على الإسلام من أعدائه الظاهرين، ولا عجب إذا نبذتهم الأمة المصرية بأسرها واحتقرتهم“، ويشترك في هذا الموقف شخصيات أخرى مثل عبد الله النديم وحافظ إبراهيم، وانتقد هؤلاء دعوات بعض رواد النهضة تلك وهم تحت الاحتلال البريطاني: “وقد كان أولئك النهضويون يسيرون وفق البوصلة البريطانية، إذ يطالب أحدهم وهو ولي الدين يكن بالدستور والحرية في الدولة العثمانية ويهرب من استبداد السلطان عبد الحميد لاجئا إلى كنف الاحتلال البريطاني في مصر حيث يعارض هو نفسه هناك مطالب الشعب المصري بالدستور والحرية ويهزأ بالمصريين ومطالبهم”، ولم يستثن هذا النقد عبد الرحمن الكواكبي الذي: “ينظّر للحرية ومقارعة الاستبداد العثماني ولا يتكلم كلمة واحدة في آثاره الخالدة ضد استبداد الاحتلال البريطاني الذي كان يحميه ويئن تحت وطأته في نفس الوقت ملايين المصريين”. ويذهب نجيب عازوري إلى حد مدح المستعمرين الفرنسيين وإطرائهم: “تقدم فرنسا من بين كل الدول الأوروبية، المساعدة الأسخى والأكثر عفوية للمظلومين والتعساء، فالأمة الفرنسية بجوهرها أمة الفروسية، وهي التي بادرت إلى الحملات الصليبية الخطيرة التي عادت نتائجها بفوائد على العالم بأسره” كما يذكر الاستاذ شعبان الصوان نقلا عن محمد الناصر النفزاي.”
والإشكال المهم هنا أن هذه المواقف وفي ضوء انهيار العثمانيين كشفت ظهر العرب وتركتهم بين أيدي الأوروبيين، واستمر هذا لاحقا سواء في سوريا ومصر والعراق والحجاز، ويذكر خالد العظم كيف كان والده محمد فوزي باشا العظم يحذر الوطنيين السوريين (1911) من أنهم: “لا يفعلون شيئا سوى أنهم يستبدلون احتلالا باحتلال”، ومما زاد الطين بلة أن الشريف حسين كان بدوره قد أغرق في الثقة بالبريطانيين وتلقى وعودهم بجدية وتفاعل معها بكل قوة وعزم من خلال محادثاته مع السير مكماهون وكانت نتيجته إعلان الشريف عن ثورته في العاشر من حزيران/ يونيو 1916 وبدا وكأنه إعلان استقلال البلاد العربية عن الدولة العثماني، وجاء بيان الثورة العربية الكبرى بمثابة وثيقة اتهام للاتحاديين بأنهم هم من تسبب بتصدع الجبهة العثمانية العربية, وأثبت كل المآخذ على سياساتهم، وخاصة في البلاد العربية.”
وفي حين كان الإنكليز يحسنون إتقان اللعبة السياسية بإعطاء الشريف حسين الوعود تلو الوعود بإنشاء دولة عربية مستقلة تحت قيادته، بعد طرد الأتراك العثمانيين من الولايات العربية الآسيوية، وإعطائه الضمانات الشفوية الشفافة، فقد بدا وكأن الشريف نفسه يجهل كل شيء عن فلسفة السياسة البريطانية، وتاريخ الحكم البريطاني وتجربتهم السياسية، الطويلة في مستعمراتهم في الهند والخليج، واكتفى بالاعتداد بعقليته العربية البدوية “المحافظة” التي لا تعرف الكذب والمناورة السياسية، “ولهذا فإن زعماء الحركة الوطنية بالشام والحركة المغاربية أخذوا على الشريف حسين بساطة وسرعة معالجته للقضية العربية, واستئثاره بالموضوع بعيدا عن الاستشارة والإصغاء للنصح وإطلاع الزعماء الوطنيين العرب على مجريات وتطور المحادثات السرية مع البريطانيين”. وهي المحادثات التي ستلزم ليس فقط الشريف بل تعتبر مصيرية بالنسبة للعرب في بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية برمتها”.
الشريف حسين
قدم الشريف حسين إلى إسطنبول بدعوة من السلطان عبد الحميد عام 1891 ولما يبلغ الأربعين من عمره، (يذكر المؤرخ مصطفى أرمغان أن دعوة السلطان للشريف حسين تمت لما بلغه من اتصال الجواسيس الإنكليز به)، وعين لاحقا عضوا في مجلس الشورى، وكان بيته مأوى للعرب والأتراك المقربين، وقد استقطبت إسطنبول حينها نخبة من القيادات الفكرية والسياسية العربية والعثمانية، امتدت إقامة الشريف حسين في إسطنبول ثمانية عشر عاما، تزوج خلالها من تركية، ومن المؤكد أنه تعلم التركية لكنه لم يستعملها في المناسبات، وبتاريخ 11 كانون الأول/ يناير 1908 صادق السلطان عبد الحميد على تعيينه على إمارة مكة المكرمة، وقد وعد السلطان أن يكون وفيا للدولة وأن يكون عثمانيا متمسكاً بروابط الأخوة الإسلامية وتقويتها بين الخلافة العثمانية وبين العالم الإسلامي. وبعد ذلك بقليل تم إسقاط عبد الحميد بانقلاب الاتحاديين. ونظرا لمكانة الشريف حسين وموقعه في إمارة مكة، فقد نشط في الاتصال بالشخصيات والزعامات العربية والقبلية، وأرسل ابنيه فيصل وعبد الله إلى بلاد الشام ومصر، وأصبح محورا للتحركات العربية وواجهة تمثل مطالب العرب تجاه الدولة العثمانية تحت حكم الاتحاديين.
ومهما كانت شخصية الشريف حسين فإنه ولا شك بالغ في إحسان الظن بالبريطانيين، ووضع ثقة كبيرة فيهم لم تكن في محلها، وينقل جيرمي سولت في كتابه “تفتتيت الشرق الأوسط” بعض عباراته: “إنه يعلم أنهم عادلون ومتمدنون بدرجة رفيعة، وهو يحبهم”، وكان “اعتقاده عميقا باستقامتهم.. وأنهم كانوا أصدقاء للإسلام والمدافعين والأصدقاء المخلصين لكل العرب”. وكان البريطانيون بدورهم كذلك مفتونين بالشريف حسين (أو يتظاهرون بذلك): “شخصية لطيفة وكريمة… مهارة استثنائية في الشؤون الدينية والسنة المحمدية… إخلاص أخّاذ… بساطة نبيلة… كان حينذاك يقود ثورة عربية على العثمانيين، ومنح الوشاح الأكبر، ومنح ابناه علي وعبد الله وشاح الإمبراطورية البريطانية”.
ما اعتبره الشريف حسين والعرب خيانة بريطانيا لهم هو نقطة محورية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث. ولم يتحقق الشريف من أن بريطانيا وفرنسا اقتسمتا بينهما الأرض التي وعد بها – حسب ظنه وقناعته – إلا عندما كشف البلاشفة النص السري لاتفاقية سايكس بيكو التي وقعت في أيار/ مايو 1916. والاتهامات العربية بسوء النية تركزت على الرسائل المتبادلة بين الشريف حسين والسير هنري مكماهون المعتمد البريطاني في مصر في الفترة ما بين 14 تموز/ يوليو 1915 و30 كانون الثاني/ يناير 1916. وعندما نصب الشريف نفسه ملكا على الأراضي العربية كلها في تشرين أول/ نوفمبر 1916كتب السير مكماهون: “إن هذه الخطوة التي اتخذها الشريف حسين كانت مشورة سيئة… غير ناضجة وسابقة لأوانها”. ما أرادته بريطانيا بالضبط هو أن تبقى حرة التصرف فيما تعمل “من دون الإضرار بحليفتها فرنسا”، وصياغة المواد القانونية في المباحثات بما يفيد بذلك، “ومن الواضح أن الإبهام المقصود في النص هو الممارسة الدبلوماسية القياسية عندما لا تريد الحكومة كشف ما لديها”، وهو ما عمل عليه دبلوماسيوها ومبعوثوها (عملاؤها لورانس وبلنت وغيرهم) وأسفرت عنه السياسات اللاحقة من التصرف وفق (سايكس بيكو) بولاية الموصل وفلسطين وقسم كبير من سوريا الطبيعية.
كان مكماهون إداريا إمبريالياً مجرباً، إذ سبق له أن رسم حدودا بين (الهند والتيبت)، ومن غير الوارد الافتراض بأن سوء تفاهم قد حصل في المراسلات، أو أن الرسائل لم تكتب بمهنية عالية، الأمر ببساطة لا يعدو محاولة لتجنب الأمر الواضح. كما يذكر جيرمي سولت.
منذ أن انتصر الحلفاء في الحرب ولم تعد خدمات الشريف حسين مطلوبة، بدأت اللهجة المهينة والمستهترة تجاهه تظهر في المراسلات الدبلوماسية، ولم يعد من وقتها “التجسد الحي للفضائل الإسلامية”، بل أصبح “قاسيًا، ضعيفًا، صبيانيًا، مجنونًا، عديم الذوق، فظًا، مغرورًا، طماعًا وأحمق، مصاب بجنون العظمة، برهن عن خلل في الشخصية، وجهل بالأنظمة المعهودة في الحكام الشرقيين… حاكم استغل لسنين طويلة ولاءنا ووفاءنا له…”. وينقل سولت أنه حينما بدأ الشريف يفتش عن منزل له بعدما طرد من الحجاز على أيدي السعوديين عام 1924، خطر في أذهان المسؤولين أنه يريد المجيء إلى لندن، وهذا ما لم يكن مسموحا به، “سيكون هنا سأما كبيراً لنا”، ورافق هذا الكثير من الاستهزاء والضحك في الكواليس والغرف المغلقة. ويضيف سولت أن تقارير المعتمد البريطاني في جدة “مملوءة بمواد من أجل الضحك الرسمي وللتداول بصورة أوسع من المعتاد في (الوايت هول)، مع روايات عن قيمتها الهزلية”.
تنازل الشريف عن العرش في 4 تشرين أول/ أكتوبر 1924 وتوجه مع حاشيته إلى العقبة، (نفس البلدة التي استولى عليها “لورنس” وقاد محاربي الشريف حسين من البدو ضد القوات التركية عام 1916، وابتهجت لندن حينها كثيرا لهذا الفتح. وفي 17حزيران 1925 نقل إلى قبرص، واستمر فيها حتى أواخر تشرين ثاني 1929 وكان عمره 83 عاما ليسمح له بالانتقال إلى عمان إلى جانب ابنه الأمير عبد الله بعد أن مرض مرضا شديدا، ليتوفى هناك في الخامس من حزيران عام1931.
والغريب أن الشريف حسين استمر من نيقوسيا بإرسال شكواه في رسائل إلى الملك (جورج الخامس)، وإلى رئيس الوزراء (ستانلي بالدوين)، وكان لايزال يتحدث بمرارة عن ذلك البهلوان والثعلب (لويد جورج).
ومن المفيد هنا أن ننقل ما سجله الاستاذ مصطفى أرمغان حول حادثة سمعها البروفيسور (نوزت يالجين تاش) من الرئيس الأسبق للجمهورية القبرصية التركية (رؤوف دنك تاش)، وأيدها هارون عثمان أوغلو حفيد السلطان عبد الحميد في لقاء لأرمغان معه: “في منفاه في قبرص تعرف الشريف حسين إلى رائف دنك تاش والد الرئيس القبرصي التركي الأسبق رؤوف، ونشأت بينهما الصحبة، وكان رؤوف يومها صغيرا يصطحبه والده بين الحين والآخر لزيارة صديقه، وتحدث رؤوف فيما بعد لنوزت يالجين عن ذكرياته تلك فقال: “كانت القصة نفسها تتكرر في كل زيارة، يقبل والدي يده ثم يبدأ هو بالحديث، آه ماذا فعلت؟ آه ماذا فعلت؟ أنا الآن أحمل جزاء ما اقترفته يداي، لماذا قمت بخيانة الدولة العثمانية؟… وهكذا كان الشريف ينفث حسراته عند والدي الذي كان يحاول تسليته ببعض العبارات، وأنا صامت إلى جواره… كانت هناك أسطوانة حجرية تبدأ بالعزف في أثناء حديث. ثم يجهش بالبكاء… وفي ختام الأسطوانة يتحدثان قليلا ثم يهم والدي بالانصراف، فيناديني الشريف حسين: رؤوف تعال. ويعطيني يده فأقبلها ثم يضع في يدي ليرة ذهبية، كان الشريف وقتها يتقاضى راتبا تقاعديا من الإنكليز، ولذلك كنت أحب زيارته، ثم مرض الشريف وكان مرض الموت، وكنا في وداعه في أثناء مغادرته قبرص قاصدا ابنه عبداللع في عمان, ثم تلقينا خبر وفاته” (نقل بتصرف).
خاتمة
في الوقت الذي كانت فيه القوى الوطنية تعمل جاهدة على الخروج بأفضل المكاسب من مأزق التحولات التاريخية التي شهدهتها العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فإنها لم تكن على وعي كامل بالمدى الذي كانت فيه حقوقهم تباع وتشترى في مساومات وصفقات بين لندن وباريس، وليس هذا فحسب وإنما بالمدى الذي يمكن للدبلوماسية الغادرة أن تلعبه من أدوار في التلاعب بمصائر الأمم دون أدنى حس أخلاقي، يسمح بالاعتماد على مجرد الشعارات التي كانت تروج حول مفاهيم الحرية والديمقراطية والعدالة في ظل اختلال فادح في موازين القوى المادية والسياسية. وإذا كان دبلوماسيون متمرسون أمثال “لويد جورج” و”السير مكماهون” و”لورانس” و”بولنت” وأمثالهم قد نجحوا في خداع العرب وغيرهم من الشعوب وتنفيذ ما خططت له الدوائر الاستعمارية على أكمل وجه، فربما لم يدر في خلد أولئك الدبلوماسيين أن فصول رواياتهم تلك لم تكتمل بعد، وربما لن تكتمل أبدا لأنه كان مخططا لها أن تكون كذلك… ولعل ما تشهده الكثير من بلدان العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط شاهد حي على بعض من فصول تلك الروايات المأساوية.
(المصدر: ترك برس)