مقالاتمقالات المنتدى

عظيم الأجر في الاحتساب والصّبر (١)

عظيم الأجر في الاحتساب والصّبر (١)

 

بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالی في القرآن ذي الذّكر: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ وقال خاتم الأنبياء ﷺ: {وَالصّبْرُ ضِيَاءٌ} والصّبر أيّها الإخوة الفضلاء الأعزّاء: هو حبس الجنان عن اليأس وعن القنوط وكفّ اللّسان عن التّشكّي والتّسخّط لما قدّره الحيّ الذي لا يموت ومنع الجوارح والأركان عن لطم الخدود وشقّ الجيوب وردع النّفوس عن الجزع وكفّها عن الهلع والعمل للنّجاة من هول المطلع! وهذا سيؤدّي إلی عدم الشّكوى من ألم البلوى والوقوف على البلاء بحسن الرّضا بالقضاء! وقد سمّي الصّبر صبرا: لأنّ مرارته على نفس المسلم أشدّ من مرارة العلقم! هذا وقد جعل ربّنا العزيز الغفّار الصّبر والاصطبار ملاذا آمنا لا يثلم وحصنا منيعا لا يهدم وأمر به اللّه الواحد القهّار عباده الأخيار الأطهار الأبرار لأنّه خلق رفيع رائج البضاعة وعطاء ثمين لا ينتهي ثوابه إلى قيام السّاعة! قال خالقنا العزيز الوهّاب: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ وقد كتب مولانا الفتّاح العليم الخير العميم للصّابرين فقال أحكم الحاكمين في كتابه المبين: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ والصّبر معشر الإخوة الموحّدين خير عطاء أعطاه ربّ العالمين لعباده المحتسبين قال رسولنا الصّادق الأمين ﷺ: {وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصّبْرِ} وسواء صبرت واحتسبت أيّها المبتلی أم جزعت ولم تصبر فإنّ ذلك لا يغيّر البتّة ما جری به القدر فقضاء اللّه نافذ لا محالة وليس من مصلحتك في الدّارين وقوع المصيبة ثمّ اكتساب الوزر معا! فاحتسب واصبر ولك من مولاك اللّه العزيز المقتدر عظيم الثّواب والأجر! ونقول في الختام: اللّهمّ اجعلنا من المحتسبين الصّابرين!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى