عرض أسامة شحادة
هذا الكتاب هو بالأصل رسالة ماجستير تقدم بها الأستاذ محمد طالب زين لقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود بالسعودية، وقد صدر الكتاب عن مركز البيان للبحوث والدراسات سنة 1437هـ في 520 صفحة من القطع الكبير.
والكتاب يعد تقريرا مفصلا ومدعما بالأدلة والأمثلة لنموذج الاختراق الإيراني والشيعي للدول السنية، ويفضح سياسة إيران والشيعة في الغزو الناعم للمجتمعات السنية عبر خطط طويلة المدى وعمل دؤوب ومتواصل لعدة عقود.
ويأتي الكتاب في هذه اللحظة التي تكشف للعالم بأجمعه وحشية المشروع الشيعي الإيراني الذي يزاوج بين الاختراق والغزو الناعم للمجتمعات السنية، وبين الغزو والعدوان الصلب والوحشي بشن الحروب على الدول السنية كما في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها.
الكتاب ركز على نشاطات التبشير الشيعية الإمامية فقط في أندونيسيا في الفترة من 1990-2015، وجهود أهل السنة في مقاومة هذا السرطان والغزو الشيعي الإيراني، وجاء الكتاب في تمهيد وفصلين، التمهيد للتعريف بأندونيسيا والأخطار الفكرية التي تواجهها خارجيا كالتنصير والصهيونية والشيوعية، والأفكار الخطرة داخليا كالقرآنيين والقاديانية وما يسمى إسلام الجماعة والشيعة.
الفصل الأول خصّصه المؤلف لرصد نشأة وتطور وواقع التشيع في أندونيسيا، فقد عرَفت أندونيسيا التشيع عبر عدة مراحل، حيث وُجد أفراد أندونيسيون قبل الثورة الإيرانية يعتقدون عقائد شيعية إمامية وزيدية وإسماعيلية ولكن بشكل فردي وغير علني، وبعد قيام دولة الخميني لقيت ترحيبا من بعض المثقفين لمتابعة كتابات بعض المفكرين الإيرانيين كعلي شريعتى ومرتضى المطهري دون اهتمام بالعقائد والفقه الشيعيين، ثم أصبح هناك من تبنّى العقائد والفقه الشيعيين، خاصة مع عودة الطلبة الأندونيسيين من إيران، ولما اشتد عودهم ظهرت بعض المؤسسات الشيعية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين، وقام الباحث بعرض واقع التشيع في أندونيسيا في خمسة مباحث تناولت ما يلى:
1- مظاهر التشيع في أندونيسيا، فأول معرفة أندونيسيا بالمظاهر الشيعية كانت عبر جنود شيعة هنود جاؤوا مع الاستعمار البريطاني لأندونيسيا (1750 – 1825م) حيث كانوا يقيمون طقوس عاشوراء، وبعد رحيلهم بقي بعض السكان يقلّدونهم دون فهم لخلفيات وأبعاد هذه الاحتفالات، وفي الوقت الحاضر لم تبرز المظاهر الشيعية إلا بعد قيام دولة الملالي واستقبالها لبعض الطلبة في الحوزات الشيعية ثم عودتهم لأندونيسيا.
فظهرت مؤسسات دعوية شيعية كانت مؤسسة الحجة والتي تأسست في عام 1987 أول مؤسسة شيعية دعوية مما يكشف عن قِدم هذه السياسة الشيعية الإيرانية في اختراق المجتمعات السنية وتجذير الفرقة فيها وتحويل هؤلاء المتشيعين إلى مجتمع متميز ومنفصل عن محيطه، وتكاثرت هذه المؤسسات حتى بلغ عددها سنة 2001 قرابة 42 مؤسسة بمعدل 3 مؤسسات جديدة كل سنة، وفي عام 2010 ارتفع عددها ليصبح 200 مؤسسة، بمعدل 16 مؤسسة جديدة كل سنة، مما يؤكد على وجود مخطط قائم ونشط لتكوين جالية شيعية مرتبطة بإيران!
وبعد تكاثر هذه المؤسسات أصبح من المهم التنسيق بين هذه المؤسسات الشيعية لمضاعفة قوتهم عبر التعاون والتكاتف، ففي سنة 2000 أسس جلال الدين رحمت مع آخرين “رابطة جماعات أهل البيت الأندونيسية” (IJABI) وحضر تأسيسها مندوبون من 21 منطقة من مناطق أندونيسيا وشخصيات شيعية من خارج أندونيسيا، ومن أهدافها الانفتاح والتعاون مع المخالفين لكسبهم لخط أهل البيت! وأصبح لها 84 فرعا في 33 منطقة في سنة 2008، لكن يبدو أن جلال رحمت وزملاءه لم يكونوا تابعين تماما لملالي طهران.
ولذلك اصطدمت هذه الرابطة منذ البداية مع عدد من الشيعة الأندونيسيين والذين هم أكثر تبعية لولاية الفقيه الإيراني، فأصدرت رابطة الطلاب الأندونيسيين في إيران بيانا هاجمت فيه الرابطة واتهمتها بالتفريط في المبادئ الأساسية للتشيع، ولذلك في سنة 2001 اجتمعت 27 مؤسسة شيعية ودعت للتكاتف تحت راية ولي أمر المسلمين علي خامنئي، في تبعية معلنة لإيران، وهو ما يشكل خطورة بالغة على الأمن القومي لأي بلد يتواجد فيه الشيعة أو المتشيعون.
تواصلت لقاءات هذه الجمعيات الرافضة لرابطة جماعات أهل البيت في منتديات وملتقيات متعددة حتى أسست سنة 2011 حيث دشنوا جمعية أهل البيت الأندونيسية، وعيّن عمر شهاب رئيسا لها.
ومن هذه المؤسسات الدعوية ظهرت المؤسسات التعليمية الشيعية بجميع مستوياتها من المدارس والمعاهد والجامعات، ولعل أقدم مؤسسة تعليمية شيعية هي معاهد “مؤسسة المعهد الإسلامي” التي أسسها حسين الحبشي سنة 1976، مما يؤكد أن التبشير الشيعي في الأوساط السنية كان قائما قبل دولة الخميني لكنه تضاعف بعدها، ويؤكد أن البعد الشيعي الديني هو الأساس في سياسة الملالي وليس القومية الفارسية كما يحاول البعض التضليل والتحريف بذلك.
كما ظهرت بعض الحسينيات في أندونيسيا عادة ما تكون ملحقة بالمؤسسات الدعوية والتعليمية، حيث تقام فيها اجتماعاتهم واحتفالاتهم، والتي يجلبون لها في العادة بعض الملالي من إيران ويحضرها رجالات السفارة الإيرانية، مما يؤكد حرص إيران على ترسيخ أبوّتها للشيعة في أي بلد، على غرار سياسة دولة اليهود تجاه اليهود في العالم.
وقد كانت هذه الاحتفالات تتم في داخل الحسينيات وسرّا، ولكن منذ سنة 2010 بدأ الشيعة بإقامة احتفالاتهم علنًا في القاعات العامة وفي الشوارع.
2- وسائل نشر التشيع في أندونيسيا، حيث تنوعت هذه الوسائل من طباعة الكتب فأسسوا المطابع ودور النشر مبكرا لغرض نشر الكتب الدعائية الشيعية، ولعل أقدم مطبعة لهم هي مطبعة ميزان التي أسسها حيدر محمد باقر سنة 1982، ويملك الشيعة ما يزيد عن 60 مطبعة ودار نشر، وقد طبعوا ما يفوق عن 600 عنوان، ولهم أيضا عدة مجلات شهرية ومجلة خاصة بالأطفال.
وهم ينشرون هذه الكتب إما بالبيع في مقر المطابع والمكتبات التابعة لهم أو بالمشاركة في معارض الكتب أو البيع عبر الإنترنت، كما أنهم يُهدون كميات منها مجانا للأفراد والمؤسسات التعليمية والجامعات وخاصة المدارس في المناطق النائية.
كما أن مدرسيهم في الجامعات يُرشدون الطلبة للمراجع الشيعية عند إعداد بحوثهم المدرسية والجامعية، كما أن الشيعة ومؤسساتهم والسفارة الإيرانية يحرصون على إقامة المكتبات العامة المجانية لكسب الجمهور للتشيع، ومن أخطر أساليبهم هو إدراج بعض الكتب الشيعية ضمن قائمة مراجع الكتب الإثرائية لمادة التربية الإسلامية المعتمدة في مدارس وزارة الشؤون الدينية، وقد تم شراء هذه الكتب من بعض المدارس فعلا.
أما على صعيد الإعلام فهناك العديد من مواقع الإنترنت الشيعية باللغة الأندونيسية التى تنطلق من إيران فضلا عن العديد من المواقع المحلية، ولهم مشاركة في عدد من القنوات الفضائية المحلية، كما أن قناة المنار وقناة هادي الشيعيتين يصل بثهما لأندونيسيا عبر شركة إندوسات، وقناة الهادي للأطفال التي تخصص برامج للأطفال باللغة الأندونيسية.
ولعبت السفارة الإيرانية دورا مهما في نشر التشيع، حيث تقوم السفارة بتنفيذ برامج المجلس الأعلى للثورة الثقافية الإيرانية، والذي تأسس سنة 1984 بطهران بهدف رعاية التبشير بالتشيع في مختلف الدول من خلال المستشارية الثقافية في السفارات الإيرانية، وتم تعزيز ذلك بإنشاء رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية بطهران سنة 1995 والتي أصبح لها 68 ممثلية في دول العالم.
فسفارة إيران في أندونيسيا تقيم المعارض والمهرجانات عن تاريخ إيران والشيعة وكذلك ترعى الأسابيع الثقافية وتعقد الندوات والمؤتمرات في مختلف الجامعات والمناطق للتغلغل في المجتمع الأندونيسي.
كما ساهمت السفارة بإنشاء المركز الثقافي الإسلامي بجاكرتا العاصمة والذي يرأسه دوما معمم شيعي إيراني، وهذا الاسم العام من أسباب خداع كثير من الناس به وبأنشطته.
كما تحرص السفارة على التعاون مع الجامعات الأندونيسية وإقامة ركن فيها لإيران يعرض الكتب الإيرانية لاستقطاب الشباب والشابات للتشيع وتقديم المنح الدراسية المجانية للطلبة الأندونيسيين، حيث تعتمد إيران في ترسيخ غزوها للبلاد السنية واختراق مجتمعاتهم على استقطاب الطلبة للدراسة في حوزاتها وجامعاتها وإدخالهم في برامج غسيل للمخ مما يحولهم إلى أتباع مخلصين للولي الفقيه وذلك بعد تشيعهم، ويشرف على ذلك وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانية، وتشارك مؤسسات إيرانية دعوية في تلك الجهود كمؤسسة الإمام الحسين، ويزعم مدير الحوزة العلمية في قم وجود 60 ألف طالب من شتى بقاع العالم يدرسون بالحوزة، وهو رقم مخيف لو كان حقيقيا!
ومرة أخرى نجد أن أول ابتعاث لطالب أندونيسي كان قبل دولة الملالي، حيث أرسل محمد الحبشي في سنة 1974 ابنه علي للدراسة في قُم، بدار التبليغ الإسلامي، ولما قامت دولة الملالى سنة 1979 كان هناك 7 طلبة آخرين يدرسون في دار التبليغ التابعة للمرجع الشيعي كاظم شريعتمداري، وهذا يؤكد مرة أخرى أن النشاط الشيعي التبشيري بين السنّة أقدم من دولة الملالي التي ساهمت في تضخيمه وتسريعه، وهذا النشاط التبشيري الشيعي لا يقتصر على الخميني وأتباع ولاية الفقيه بل إن بقية المراجع السابقين واللاحقين لهم دور في التبشير الشيعي، فشريعتمداري كان معارضا للخميني، ولذلك سجَنَه ومات مسجونا من قبل الخميني!
وقد تم إغلاق دار التبليغ بعد قيام دولة الملالي وأقيم بدلا منها حوزة علمية تسمى “مدرسة الحجتية للعلوم الدينية” أسسها المرجع محمد حجت كوهكماري، وأكمل بعض الأندونيسيين الدراسة فيها، ويبدو أن ذلك التباين في التأسيس في التشيع بين قدماء الطلبة وبين الطلبة الجدد الذين درسوا في جهات تابعة للخميني وخامنئي هي من أسباب الخلاف بين شيعة أندونيسيا، كما سبق بيانه بالصراع بين رابطة جماعات أهل البيت وجمعية أهل البيت الأندونيسية!
بدأت إيران الخميني سنة 1982 باستقطاب الطلبة من أندونيسيا للدراسة فيها ولكن مع بداية التسعينيات حوّلت إيران للدراسة في خارج حوزة الحجتية، وحتى سنة 2000 تقريبا بلغ عدد الطلبة 100 طالب، ولكن ارتفع العدد بعد ذلك حتى تضاعف 400% حتى سنة 2015 حيث يقدر عددهم بـ 500 طالب بخلاف عائلاتهم.
3- أبرز الشخصيات الشيعية الأندونيسية، حيث استعرض الباحث سيرة وجهود عدد من الشخصيات التي قسّمها بين شخصيات تعلن تشيعها وشخصيات تتعاطف مع الشيعة، ويلاحظ على تلك الشخصيات أن أغلبها من المهاجرين العرب لأندونيسيا من السادة الحضارم غالبا، وهذا يبطل قضية البعد الفارسي في نشر التشيع ويطرح قضية تلاعب إيران بقضية حب ودعم آل البيت لاختراق المجتمعات السنية وهو ما يتكرر في بلاد أخرى كمصر واليمن، حيث تركز إيران والشيعة على كسب السادة لصفّهم.
يلاحظ أيضا على هذه الشخصيات أن بعضها شخصيات علمية وبعضها سياسية كنواب وأعضاء مجلس شورى وقيادات حزبية، وبعضها له زعامة في الجمعيات الإسلامية أو المؤسسات الدينية الرسمية، مما يؤشر لوجود مخططات باستهداف القيادات والوجاهات لتسريع وتسهيل عملية تشييع المجتمع الأندونيسي.
4- أسباب انتشار التشيع في أندونيسيا، انتشار الجهل بالعقائد الصحيحة وما يضادها في المجتمع الأندونيسي يساعد في تمرير شبهات وعقائد التشيع بين البسطاء والعامة، ويساعد في ذلك تركيز الشيعة على جعل دعاة التشيع من السادة العرب حيث يثق الناس بهم، كما أن انتشار الطرق الصوفية يسهل تقبل المجتمع للأفكار الشيعية للتقارب بينهم في بعض الجوانب، فهذا رئيس جمعية نهضة العلماء عبد الرحمن واحد يقول: “الشيعة هي جمعية نهضة العلماء مع زيادة اعتقاد الإمامة، وجمعية نهضة العلماء هي الشيعة بدون اعتقاد الإمامة” وكلامه هذا يدلّ على جهله بالتشيع وحقيقة عقيدة الإمامة التي تستلزم تكفير الصحابة والطعن في القرآن الكريم برغم زعامته لنهضة العلماء!
كما أن نجاح الثورة على الشاه جعل كثيرا من الناس ينبهرون بالثورة وقائدها الخميني وأنه ينوي تحرير القدس، وكان لمهارة دعاة التشيع في خداع الناس دور في تمدّدهم حيث ركزوا على النساء لتأثيرهن الكبير على أسرهن، وقد ركزوا على استغلال شعارات محبة آل البيت والمذهب الجعفري، والأخوة والوحدة الإسلامية، وإعلان العداء للغرب والكفار.
5- الآثار العقدية الشيعية على المجتمع، حيث أصبح دعاة الشيعة لا يتورعون عن الدعوة لعقائدهم الشيعية مثل الدعوة للإمامة الشيعية والعصمة للأئمة وغيبة المهدي والطعن بالصحابة، كما أصبح المجتمع الأندونيسي تظهر فيه بدع بسبب المتشيعين كالتوسل البدعي على طريقة الشيعة بعد أن كان المعروف التوسل البدعي الصوفي، وإقامة المناسبات الشيعية كعاشوراء وأمثالها. أيضا أصبح هناك تشكيك في كتب السنة المعتمدة ومحاربة للعقيدة الصحيحة.
هذا كان الرصد والعرض للواقع الشيعي في أندونيسيا وبه ينتهي الفصل الأول.
الفصل الثاني خصّصه الباحث لبيان جهود أهل السنة في مواجهة هذا الهجوم الشيعي الإيراني على المجتمع الأندونيسي، وقد استفتح الفصل ببيان مفهوم أهل السنة والجماعة وأنه يقصد به مفهوم عام وهو كل “من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة، وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة” كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد قسم هذا الفصل لبيان مواجهة أهل السنة للشيعة لجهود علمية وجهود عملية.
1- الجهود العلمية، التي تنوعت بين مناقشة عقائد الشيعة الإمامية وبين كشف ما يخفيه الشيعة من عقائدهم وبين الرد على شبهات الشيعة.
حيث قامت المؤسسات السنية الكبرى بالتصدي للغزو الشيعي في وقت مبكر، فمجلس العلماء الأندونيسي المركزي أصدر في سنة 1983 تعميما يحذر فيه من الشيعة ويفند عقائدهم الباطلة والعدوانية على الصحابة وغلوّهم في عليٍّ، وغيرها من ترّهاتهم، وفي سنة 1984 أعاد المجلس إصدار توصية للمسلمين بالحذر من تسلل وغزو الشيعة لأندونيسيا، وهذا يؤكد أن مشكلة التشيع هي مع كل المسلمين وليس مع الوهابية كما يزعم الشيعة دوما، وأن هذا الغزو الشيعي غزو قديم مع بداية دولة الملالي وأنه يستهدف كل الدول والبلاد.
وفي سنة 1997 أصدر المجلس فتوى بتحريم نكاح المتعة عقب انتشار هذا الزواج في المناطق التي يكثر فيها الشيعة، مما يؤشر لاستفحال مشكلة التشيع واستهدافه للطلبة عن طريق إغرائهم بالشهوات الجنسية!
وفي سنة 2007 أصدر المجلس بيانا يحذر فيه من الفرق الضالة ببيان علامات خاصة بها، وكثير منها ينطبق على الشيعة.
وفي عام 2013 قام المجلس بإصدار كتاب خاص لفضح التشيع بعنوان “التعرف على انحرافات الشيعة في إندونيسيا” مما يدلل على مواصلة المجلس الدائمة لمحاربة التشيع والتصدي له، وأيضا كان لمجالس العلماء في المحافظات دور في مواجهة التشيع بالبيانات والمحاضرات، وغيرها من الأنشطة.
وهناك أيضا جهود لمؤسسات دعوية منها: مركز البحوث والدراسات الإسلامية الذي أقام ندوة حول الشيعة في قاعة مسجد الاستقلال سنة 1997 وطبعت كلمات الندوة في كتاب طبع ست مرات حتى عام 2011، أما مؤسسة البيّنات فهي تقوم بطباعة وترجمة الكتب والنشرات وإقامة الندوات لمقاومة التشيع.
وهناك جهود أخرى في كشف عقائد التشيع التي يخفيها الشيعة عن عوام الناس، كعقائدهم بتحريف ونقص القرآن الكريم، وعقيدة الطينة التي تحمل مفاهيم عنصرية عن تميز جنس الشيعة عن غيرهم من البشر، وغيرها من العقائد الشيعية الباطلة.
أما شبهات الشيعة تجاه الصحابة أو عداء أهل السنة لآل البيت فقد فنّدها دعاة أهل السنة في أندونيسيا كما فندوا مزاعم الشيعة بأنهم دعاة للأخوة والوحدة الإسلامية.
2- أما الجهود العملية لأهل السنة في مواجهة التشيع فقد تنوعت أيضا، حيث تفاعل الكثير من المؤسسات مع هذا الخطر الزاحف، وتصدّت له، فالجمعية المحمدية التي تأسست سنة 1912 وتعدّ من أكبر الجمعيات هناك، نشرت مجلتها الرسمية (تبليغ) بيانا حول موقفها الرافض للأفكار الشيعية سنة 1433هـ، ونشرت بعده عدة مقالات تندّد بالغزو الشيعي لأندونيسيا، برغم أن الرئيس العام الحالي للجمعية د. محمد سراج متعاطف مع الشيعة أو متشيع سرا!!
أما جمعية نهضة العلماء التي تأسست في 1926 فقد كتب رئيسها الأول الحاج محمد هاشم الأشعري مهاجما الرافضة في كتابه “رسالة أهل السنة والجماعة في حديث الموتى وأشراط الساعة وبيان مفهوم أهل السنة والجماعة”، وقد شاركت الجماعة بندوة مسجد الاستقلال سنة 1997 وشجّعت على طباعة الكتب التي تحذر من الشيعة، وكتب عدة علماء من الجماعة مقالات وكتبا تنكر عقائد التشيع، والرئيس الحالي للجماعة سعيد عقل سراج يبدو أنه تأثر بالدعاية الشيعية وأصبح يهوّن من الخلاف أو يدعو لهم بشكل غير صريح، لكن تصدى له عدد من علماء الجماعة وردّوا عليه!
أما المجلس الأعلى الأندونيسي للدعوة الإسلامية فقد عقد العديد من المحاضرات والدورات لأعضائه وللعامة لبيان بطلان التشيع وعقائده وينشط في نشر كتاب مجلس العلماء عن الشيعة.
وهناك جمعية الهداية التي تجابه الشيعة من خلال مجلتها “صوت هداية الله” وموقعها الالكتروني.
وهناك أيضا تواصل بين العلماء والدعاة والجهات المسؤولة في الدولة لتوضيح الحقيقة لهم وتنسيق الجهود في التصدي لهذا الغزو الإيراني الشيعي الناعم.
أما على صعيد الكتب والمطبوعات فهناك العديد من المطابع ودور النشر التي تساهم في نشر الكتب ضد التشيع ولكن لا يزال يلزم المزيد من الجهود على هذا الصعيد، من ناحية عدد النسخ ومن ناحية تعدد المواضيع لمقاومة التشيع، وهناك العديد من المقالات في الصحف والمجلات والتي تعنى بهذه القضية.
وعقد الكثير من الندوات والدورات والدروس والمحاضرات لهذا الغرض، لكن حين تتحدث عن بلد تعداد سكانه 237 مليونا، ويعد رابع دولة في العالم من حيث عدد السكان ندرك كم نحتاج للمزيد من هذه الندوات والدورات. وأيضا هناك عشرات المواقع الإلكترونية التي تهتم بهذا الموضوع ولها نشاط جيد.
ويختم المؤلف كتابه بأهم النتائج ومن ثم بعض التوصيات والتي منها ضرورة التعاون والتكامل بين مؤسسات أهل السنة للتصدي لمخططات الشيعة، وضرورة نشر الوعي بين الساسة ورجالات الأمن بالخطر الشيعي السياسي والأمني، وضرورة سد الثغرات التي ينفذ من خلالها الشيعة لمواقع القرار، خاصة في وزارة الشؤون الدينية، وأهمية وقف استغلال الشيعة للصوفية لنشر عقائدهم.
وفي النهاية؛ لقد بذل الباحث جهدا طيبا في جمع المعلومات وتبويبها وتقديمها بطريقة سهلة للقارئ برغم ضخامة موضوع الدراسة جغرافيا وزمانيا، وإن كان من ملاحظة فهي خلو الكتاب من الاستفادة من مناهج العلوم الاجتماعية والتاريخية والسياسية، فموضوع الدراسة له تعلق مباشر بهذه العلوم التي لو ربطت بعلوم الشريعة لخرجت بحقائق وتفسيرات وتوصيات أعمق وأجود، وهذه دعوة لتطوير مناهج البحث في كليات وأقسام الشريعة والثقافة الإسلامية.
(المصدر: موقع الراصد)