عالمنا الإسلامي – بقلم أ. د. علي القره داغي
حينما ننظر إلى عالمنا الإسلامي، وبخاصة إلى العالم العربي لوجدنا أن هذا العالم الذي يريده الله سبحانه و تعالي، أن يتكون منه خير أمة أخرجت للناس، خير أمة من حيث العقيدة و الأخلاق، خير أمة من حيث العبادات و الشعائر، خير أمة من حيث السلوك و التصرفات، خير أمة من حيث القوة ومن حيث الهيبة و العزة و الرحمة و الكرامة… و لكن هذه الأمة بسب بُعد بعضها عن حقيقة الإسلام و جوهره و عزته ورحمته، تمزقت هذا التمزق الشديد، واستطاع الأعداء، وبخاصة الصهاينة الذين إحتلوا ديارنا و أرضنا بل إحتلوا قدسنا الذي هو مسرى رسول الله صلى الله عليه و سلم، ومكان معراجه إلى السموات العلى، أن يحتلوا هذه الأراضي ومع ذلك معظم قادة هذه الأمة العربية و الإسلامية تتودد إليها، وتتنازل لها بل تستعين بها بل تؤيدها مع الأسف الشديد، وتفتح لها الأبواب على أمل السراب، قال تعالى : ﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا ﴾ النور:39، وهل يمكن أن يتوقع الخير من عدو محتل احتل أرضنا و ديارنا، وشتت شعبنا و أهلنا، ويقتلهم وقتلهم ولا يزال يقاتلهم، هل يمكن أن يتوقع منه الخير؟! أو أن يتوقع منه أنه ينصر هذه الأمة في بعض أمورها ؟! كلا، إن العدو يستفيد منهم ويزداد تمددا و تزداد الأمة تفككا؛ فالعدو يعيش على تفرقنا، ويمتدد على تفككنا، ومع الأسف الشديد كثير من هؤلاء لأي سبب من الأسباب و لا أعتقد أنهم يجهلون ذلك، ولكنه حب الكرسي، ولكنه التأثير الصهيوني، ولكنه التربية الغبية الأمريكية الصهيونية التي ربتهم في جامعاتهم ليعودوا حاملين راياتهم، وحاملين مشاريعهم و مصالحهم، وليسوا حاملين لمشارعنا ولا لمصالحنا ولا لإستراتجيتنا، ولا لما يريده الله سبحانه وتعالى من هذه الأمة . إن الإنسان العاقل ناهيك عن الإنسان المتدين يستحي أن يتعامل مع عدو يحتل أرضه، يحتل قدسه، يحتل الأرض المباركة، يقتل أبنائنا و يذبحونا حتى بناتنا، إذا كان فرعون يقتل الأبناء ويستحيي النساء، فهؤلاء لا يفرقون بين الذكور و الإناث، ولا بين الكبار و الصغار، وهؤلاء يقرؤون قول الله سبحانه و تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ الإسراء:1 حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرى الله سبحانه وتعالى به في عام الحزن في العام الذي وصل إلى مرحلة الرسل ﴿ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ﴾ يوسف :110، في عام وصل فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أو كاد أن يصل كما كان الرسل السابقون قال تعالى: ﴿ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّه ﴾ البقرة:214، سألوا عن الزمن ولم يسألوا عن وقوعه، هم يعلمون متيقنين بأن النصر قادم ولكنه طال الزمن فيريدون من الله سبحانه وتعالى أن يعجل بالنصر ﴿ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّه ﴾ وجاء المدد ﴿ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾، في هذا الوقت العصيب الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتي له البشائر فتحمله الملائكة، ويحمله بأمر ربنا ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ في ثواني بل لحظات ﴿ مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقصى ﴾، في مثل هذا الشهر الكريم، شهر رجب على أكثر ما يراه علماء المسلمين بأنه كانت هذه الحادثة في السابع و العشرين من شهر رجب، ولكن مهما كان في أي وقت كان، وفي أي زمن كان لن تتغير أحكام القرآن الكريم، ولن تتأثر بالزمن، إنما هذه الحادثة العظمى التي وقعت فيها بشائر و دلائل، يربط الله سبحانه و تعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وكلاهما قبلتان للمسلمين؛ المسجد الأقصى كانت قبلتنا الأولى و قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وستة عشر شهرا في المدينة المنورة، ثم القبلة الثانية المسجد الحرام، والربط بينهما يدل أولهما على المبتدا ﴿أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا من المسجد ﴾، و الآخر المنتهى و بالمبتدا و المنتهى تتم الحقيقة التي يريدها الله سبحانه و تعالى لهذه الأمة، وإذا لم يكن هناك المبتدا كم يتألم المسلمون ؟ – لا سامح الله – وكذلك الأمر بالنسبة للمنتهى، فالمفروض من الأمة التي تريد أن تحافظ المسجد الحرام يجب عليها أن تحافظ على المسجد الأقصى و أن تعض عليها – كما يقال – بالنواجذ و ألا تفرط فيها. و الغريب أمتنا اليوم في معظمهم و لا أقول كلهم – بعدما إعترفت أمريكا بأن تكون القدس الشريف عاصمة لهذا الكيان الصهيوني المحتل حتى بإعتراف الأمم المتحدة – فمعظم القادة يزدادون حبا وولاءا لهذا الرجل(ترامب)، ثم بعد ذلك لن ينتهي بذلك بل يعترف أن جولان أرض إسرائيلية مخالفا بذلك القوانين الدولية و الواقع وكل شيء، ومع ذلك لم تحرك ساكنا، وحتى القمة، ما الذي حدث بعد القمة ؟! مجرد بيان كتب لم يكن له أي تأثير ، من قطع علاقته بالصهايينة ؟ بل إزدادت العلاقات حتى في دول الخليج مع الأسف الشديد، إزدادت العلاقات بل إنما مؤتمر وارسوا وجها لوجه و يتبادر أحدهم ليقدم لهذا الرجل نتنياهو المكروفون حينما توقف و انقطع مكروفونه !! هكذا يتبادرون و يتسارعون، بل بدل أن يقفوا ضده يتبادرون و يفعلون ذلك، لكنه أيها الإخوة الأحبة بشرنا الله سبحانه وتعالى بكل ما يحدث في السورة نفسها التي أكرم الله سبحانه و تعالى فيها بأمرين خطيرين، بالإسراء و إمامة الرسول صلى الله عليه وسلم لجميع الأنبياء و المرسلين، ولما أراده الله سبحانه و تعالى من الأنبياء و المرسلين حتى يأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بعظمة المعراج و الوصول إلى الدرجات العلى ﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ النجم : 8-9، هكذا أكرم رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذين الإكرامين، وبشر بأن ما يحدث في أمته مصير هذه المصائب، ومصير هذه الابتلاءات الانتصار بإذن الله تعالى، و بين بأن هؤلاء الصهاينة سيكون لهم العلو، وسيكون لهم الفساد الكبير و ستكون لهم القدرة العظمى على إدارة العالم و ليس العرب فقط، لكنهم سيفشلون و يهزمون شر الهزيمة بعدما تسوء وجوههم بما فعلوه من المصائب، والانتهاكات الإنسانية و الشرور حتى لا يقبل بهم أحد فقال سبحانه و تعالى: ﴿ و َقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكتاب ﴾ تفسير الكتاب – الراجح من أقوال أهل العلم – هو الكتاب المحفوظ، ومنهم من يقول: الكتاب التورآة ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴾ الإسراء:4، والراجح من أقوال أهل العلم – بعد التحقيق – أن هاتين المرّتين تكون في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم ومن بعده؛ فكانت المرة الأولى في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم فعلو وأرادوا اغتيال الرسول صلى الله عليه و سلم، وفي حرب الخندق أو الأحزاب أرادوا القضاء و إجتثاث الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحبه الكرام عن المدينة ولكن عادت الأمور وعاد الشرور عليهم بنصر من الله وعزة منه فأخرجوا منه، فأخرجهم سيدنا عمر رضي الله عنه و يدخل المسجد كما دخلوه أول مرة، ثم في المرة الثانية يكون أيضا ومعظم المفسرين المعاصرين و العلماء المحققين و المفكرين و المؤرخين، يقولون إننا نحن اليوم في المرة الثانية، والمرة الثانية هي أشد قوة كما وصفها الله سبحانه و تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ الإسراء:7، هذه المرة كل المؤشرات تدل أنهم فعلا تحقق فيهم هذه المواصفات، أصبحوا أكثر نفيرا – أي قدرة على الاستنفار – يستنفرون الشرق و الغرب؛ الغرب يخدمهم كما نرى ونعلم، ويعترف الغرب وخاصة القوة الغربية العظمى أمريكا بالقدس والجولان وكذلك بيهودية إسرائيل، وبمحاولة القضاء على الشعب الفلسطيني وغير ذلك، والشرق كذلك كيف يحابي و كيف يقدم جندي قبل سبع و ثلاثين سنة قتل وهلك في لبنان، حافظ النظام الأسدي على هذه الجثة أو الرفاة، وكذلك ما كان عنده من الأمور، حافظوا عليه حفظا كريما ثم قدمه قبل يوم إلى هذا الرجل حتى ينجح في الانتخابات، روسيا تخدمه و أمريكا تخدمه و الغرب كذلك، و اليوم معظم قادة العرب يخدمونه بالمال و البنين و المعلومات وغير ذلك، وبتفريق الأمة و بالحصار و بكل ما يفرق الأمة، علو علوا شديدا ، استعانوا بكل شيء، استعانوا حتى بالدين ﴿بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاس ﴾، استغلوا هؤلاء الإنجليين الصهاينة الموجودين في أمريكا من الناحية الدينية بأننا نحن السبب في عودة عيسى إلى القدس؛ فهؤلاء يخدمون حوالي خمسين مليون مسيحي متصهين أثروا في عقولهم، يخدمون المشروع الصهيوني ولا يدرون أن بهذا يخدمون الصهاينة ولا يخدمون سيدنا عيسى عليه السلام، هكذا الأمر أيها الإخوة الأحبة. ولكن نهايتها قريبا يإذن الله تعالى، هذه الأمة لن تنتهي أبدا، هذه الأمة قد يضعف فيها قوم أو شعب لكن لن تنتهي هذه الأمة، قالى تعالى :﴿ وإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم ﴾ محمد : 38. إننا اليوم أيها الإخوة الكرام في محنة شديدة، ولكنها في الوقت نفسه أمامنا منح عظيمة إن عدنا إلى الله سبحانه وتعالى، شعوبنا واعية أفضل بكثير من الأربعينيات و الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي، و الربيع العربي قادم أيها الإخوة الأحبة كما نرى في الجزائر، وأسأل الله تعالى أن ينصرهم، وأن يثبت أقدامهم وأن يكتب لهم الحكمة و يحقق مقاصد ربيعهم، ولا تعتقدوا بأن مصر و الشعب المصري سيسكت أو بقية الشعوب فالجذوة قائمة والإسلام يحرض، لذلك هم يريدون القضاء على الإسلام لأن الإسلام و الإيمان هو القوة الأساسية و القوة القاهرة للأعداء و القوة التي تجمع هذه الأمة. فلذلك أيها الإخوة الكرام أمتنا إنشاء الله سترى النصر القريب بإذن الله سبحانه و تعالى، وأن الوحدة ليست بعيدة كما رأيناها عندما كان هناك الربيع العربي توحدت الأمة العربية و الإسلامية تماما وستتوحد إنشاء الله، و ستنتصر بإذن الله تعالى وتعود كما أراد الله سبحانه و تعالى، لأن هذه المرحلة الثانية هي مرحلة معروفة وحتى تشير الآيات بأن النصر سيكون خارج القدس ويدخلون المسجد سليما ولكنهم يدمرونه و يتبرون ما علاه الصهاينة من العلو المادي و العلو الإعلامي و العلو المالي و العلو الإقتصادي، نسأل الله تعالى أن يكون لنا نحن الحاضرين و غيرنا من المسلمين؛ أن يكون لنا شرف المساهمة و المشاركة في هذا النصر العظيم، إخوتي الكرام يريد الله سبحانه و تعالى لهذه الأمة الخير ، ويهيء له الأسباب و يحول المحن إلى المنح و يهيء العالم بتقبل هذه الأمة على الرغم مما فعلته الصهاينة و الصليبية و العلمانية العربية – مع الأسف الشديد – مع كل ذلك سينقلب -كما يقال- :” السحر على الساحر”، وستتحول بإذن الله تعالى هذه المحن إلى منح ربانية فقد كنت في ” نيوزيلاندا ” حينما أستشهد واحد وخمسون شخصا من هؤلاء الذين كانوا يصلون في مسجدين مباركين(مسجد النور و مسجد حمزة)، وكان هذا المجرم يريد أن يقتل كما كتب في هذا اليوم خمسمائة شخص كل من في مسجد النور وكل من في مسجد – ما أمكنه – حمزة ، لكن الله جعل ذلك- حقيقة رغم أنها محنة شديدة و إبتلاء عظيم – ولكنه حقيقة رأينا بأنفسنا آثار هذه الدماء الزكية على النفوس و رأينا حينما دخلنا المغسلة لنشارك في تغسيلهم والله إخوتي الكرام كأنهم الآن استشهدوا وكان يوم الخميس بعد مضي سبعة أيام على استشهادهم، رأيناهم كأنهم اليوم أو الآن قبل دقائق استشهدوا حتى الحرارة مازالت بهم والدماء تنزف و الرائحة الطيبة شممنا من بعضهم بشكل واضح و الوجوه كأنها تبتسم، شكل غريب لم أشهد مثل ذلك في عمري سبحان الله !! و تحول الشعب النيوزيلندي كما قالت لي كبيرة المحامين : ” قد خسرتم واحد وخمسين شخصا ولكنكم كسبتم قلوب الملايين “، الناس يسلمون أصبح اليوم مع الأسف الشديد حتى في بلادنا تسلم ولا يجيبون الجواب الصحيح، كل من يعيش في أرض نيوزيلاندا كان واجبه حين يلتقي بمسلم تحيته بتحية المسلمين السلام عليكم، نزلوا في الشوارع و قدموا الشاي و القهوة و السندويشات على مر جميع الطرق، وتحجبت النساء، يمنع الحجاب و النقاب في بعض الدول حتى في بعض الدول العربية وكانت في بعض الدول الإسلامية كتركيا سابقا، تحجبت كل النساء، شهدنا في هذا الملعب مئات الآلاف من هؤلاء الذين نزلوا وجاءوا ليشهدوا معنا خطبة الجمعة و يشهدوا معنا تأبين هذه الجثامين و هؤلاء الشهداء كان يوما مشهودا إخوتي الكرام. هكذا أراد الله بين عشية وضحاها من شعب ربما لم يسمع عن الإسلام شيئا أبدا، لأنه مع الأسف الشديد نحن حقيقة مشغولون بأنفسنا ولم نقدم الإسلام الصحيح حتى الآن، الذي وصل من الإسلام داعش و القاعدة و بعض الشباب الذين يذهبون و يتسكعون في الشوارع و يفعلون المنكرات، ويعطون صورة سيئة جدا بسياراتهم و تصرفاتهم و فواحشهم، هذا الذي وصل إلى العالم من الإسلام إلا ما ندر، ولكن بين عشية وضحاها الشعب متلهف، الشعب أصبح ينطق بالشهادة و تحية الإسلام، رئيسة الوزراء تقول ما وجدت كلمة في عمري أجمل و أحسن من كلمة رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى، قرأت ترجمت هذا وقالت: ” هذه هي الكلمة الجامعة “، وفعلا أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم جامعة، فعلا نريد أن نكون هكذا جسدا واحدا، تقول: ” نحن اليوم حزنا و تألمنا وبكينا ببكائكم، تألمنا بألمكم، تأثرنا بتأثركم كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم” هذه إرادة الله تعالى وإنشاء الله سنسعى نحن في الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين بالتعاون مع نقابة المحامين لإصدار قانون منع للإسلاموفوبيا وحتى الأمم المتحدة التي ما في عمرها صدر إدانة في مثل هذه الحالات صدرت إدانة جماعية من مئتين وسبع وتسعين دولة ، تصويت كامل في المجلس بإدانة هذه الجريمة، هذه الأمور إخوتي الكرام مبشرات إنفتاح لو كان لنا قوة و قدرة أرسلنا الدعاة الهادئين الهادفين الحكماء لنوصل الإسلام الحقيقي إلى العالم أجمع، ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي يوصله هو الذي يحافظ عليه، الإسلام ينتشر الآلاف يدخلون في الإسلام الذين يكرهون الإسلام يدخلون في الإسلام، مثل الرجل الذي أخرج الفلم المسيء للرسول صلى الله عليه و سلم، دخل في الإسلام وأنا رأيته بنفسي قبل عدة سنوات، قدرا حججت معه ودخلت معه في روضة حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يبكي ومارأيت بكاءا أشد من بكائه، ونائب الحزب الذي كان يريد أن يقنن قانونا بطرد الإسلام و المسلمين في الغرب درس الإسلام فإذا به يسلم كما رأيتم و كلنا رأى في مقابلته مع الجزيرة الإسلام الله هو الذي يحفظه قال تعالى ﴿إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ الحجر: 9 ولكن الذي أريده لنفسي و لكم أن يكون لنا شرف المساهمة في ذلك، شرف المساهمة في الدعوة، شرف المساهمة في نصرة إخواننا المستضعفين في كل مكان، شرف المساهمة لإخواننا في غزة هؤلاء الأبطال، هؤلاء الذين دوخوا إسرائيل هذه القوة التي تأتي إليها و تنافق معظم القوى العالمية، هذه القوة الصغيرة داخل ثلاث مائة وستة وخمسين كيلوا متر لن تستطيع إسرائيل بكل قوتها أن تعمل شيئا معها، كذلك إخواننا في الضفة، كذلك إخواننا في القدس الشريف هؤلاء المرابطون هؤلاء المرابطات هذا هو المطلوب منا أن يكون لنا دور بكل ما نستطيع .
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)