(طوفان الأقصى) .. من الحصار إلى الانتصار
(خاص بالمنتدى)
صباح السابع من أكتوبر 2023، كان كابوساً ثقيلاً على المعتدين اليهود، وقد ساء صباحهم، بأمواج من المجاهدين المسلمين من غزة الأبطال، جاسوا خلال ديارهم قادمين من البر والبحر الجو، من خلال عملية نوعية أذاق فيها المجاهدون اليهود في ساعات معدودة سوء العذاب، وأذلوا الجيش الذي “لا يُقهر”، وأضحى جنود الاحتلال الصهيوني بين قتيل وأسير، واغتنم المجاهدون أسلحتهم ودروعهم، وصارت آيات الله في كتابه واقعاً مشاهداً مرئياً: قال تعالى: (قاتلوهم يُعذِّبْهم اللَّهُ بأيديكم ويُخزِهم وينصرْكم عليهم ويشفِ صدور قومٍ مؤمنين* وَيُذْهِبْ غيظَ قلوبهم ويتوب اللَّهُ على من يشاء وَاللَّهُ عليمٌ حكيمٌ) [التوبة: 14-15].
(إن ينصركم الله فلا غالب لكم)
القضية الفلسطينية قضية حيةٌ لا تموت إلا في نفوس المتخاذلين والمتقاعسين والخونة المطبعين.
وعلى الرغم من الاعتداءات الأخيرة التي شهدها المسجد الأقصى المبارك من قبل المتطرفين اليهود، والتي ازدادت وتيرتها بعد استلام حكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة لزمام الحكم في الكيان الصهيوني، وكذلك تزايد الاعتداءات من قبل المحتلين “المستوطنين” بحق الفلسطينيين، وعلى الرغم من تسار سير قطار التطبيع مع خونة الدين من حكام بلاد المسلمين، إلا أن الله إذا نصر أحداً فلن يغلبه الإنس والجن وإن اجتمعوا عليه.
فقد كان يوم السابع من أكتوبر 2023 بحق يوم من أيام الله، أذل فيه الصهاينة اليهود أيما إذلال وانكسرت فيه هيبتهم في نفوسهم أولاً ثم في نفوس العالم، إذ استعاد المجاهدون من أبطال فلسطين السيطرة على مساحة من الأرض تفوق مساحة غزة نفسها.
إن اجتياز المجاهدين لتحصينات العدو الصهيوني المنيعة، تلك التحصينات التي أنفق عليها اليهود قرابة المليار دولار، وتم اجتيازها بإمكانات بسيطة، يُعدّ معجزة في كل المقاييس، لكنه وعد الله وقوله الحق، قال عز وجل: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ). [الحشر: 14]
واجبنا تجاه القضية الفلسطينية
يقول الله عز وجل: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقالًا وجاهِدوا بِأموالكم وأنفسكم في سبيل اللَّهِ ۚ ذَٰلِكمْ خيرٌ لكم إِن كنتم تعلمون) [سورة التوبة: 41].
واجب العرب والمسلمين اليوم هو تقديم الدعم والنصرة لإخوانهم في فلسطين بكل الوسائل المتاحة، وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اُنصُرْ أخاك ظالما أو مظلوما. فقال رجل: يا رسول اللَّه، أنْصُرُه إذا كان مظلوما، أفرأيْتَ إذا كان ظالما، كيف أنْصُرُه؟ قال: تحجُزُه -أو تمنعه- من الظلم، فإن ذلك نَصْرُهُ” (صحيح البخاري: 6952).
ونصرة المجاهدين تكون بالمال، وأن نخلف الغزاة في سبيل الله بخير، فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: “أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من جهَّز غازيا في سبيل اللَّه فقد غزا، ومن خَلَفَ غازيا في سبيل اللَّه بخيرٍ فقد غزا” (صحيح البخاري).
ومن وسائل النصرة في هذه الأيام المؤازرة الإعلامية للمجاهدين والمستضعفين، وهي فرض كفاية لأن الكثير من منصات التواصل الاجتماعي باتت تُضيِّق على كل من يدعمون القضية الفلسطينية والقضايا الإسلامية، والمطلوب هو إحياء القضية الفلسطينية والتعريف بها، وفضح المطبعين والمنبطحين من العرب.
والدعاء، وإن كان أضعف الإيمان بالنسبة لكثيرين، فإنه أقوى أسلحة المؤمن في مواجهة الطغاة والمعتدين. فنسأل الله عز وجل أن ينصر إخواننا المجاهدين والمستضعفين في فلسطين وفي كل مكان، وأن يثبت أقدامهم، وينصرهم على أعدائهم، وأن يعيد لهذه الأمة عزتها وكرامتها ومجدها.