طوبی للمرابطين في الثغر في أرض المحشر والمنشر
بقلم أ. د. محمد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ قال نبينا ﷺ: {عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيْرًا له وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا لهُ} إن الرباط في الثغر بأرض المحشر والمنشر جهاد أكبر وكل من مات وهو محتسب وصابر في هذه الديار فله أجر الشهداء الأخيار قال ﷺ: {رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ} والرباط في سبيل اللّه خير من الدنيا وما فيها يا عباد اللّه وهو ملازمة الأمكنة التي بين المسلمين وأعدائهم لحراسة حياض المؤمنين أو هو الإقامة في الثغر طلباً للأجر واستحق المرابط هذا الثواب العظيم لأنه ضحی بجميع ما يملك دفاعاً عن الإسلام والمسلمين ولو لم يمت في ساحة الوغی فله أجر المجاهدين قال نبينا ﷺ: {مَن سَألَ اللَّهَ الشَّهادَةَ صادِقاً بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنازِلَ الشُّهداءِ وَإن ماتَ علَى فِراشِهِ} ما دام ذلك كذلك فلن نرفع الراية البيضاء ولن نركع لغير خالق الأرض والسّماء ونذكر المرابطين الكرام بهذا المقام بكلمات البطل المغوار عمر المختار أسد القفار: نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت وإن هذه ليست النهاية وإن عليكم أن تحاربوا الجيل القادم بل والأجيال التي ستليه أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر أعدائي! وختاماً: نقول إن شح العطاء فنحن للدين الفداء! (اللهم أعزنا بالإسلام وأعز الإسلام بنا..)!