
طرب عجيب غريب
بقلم الأستاذ: محمد إلهامي( خاص بالمنتدى)
حين يصدر حظرٌ للإخوان المسلمين في بلد ما مثل مصر أو الأردن أو غيرها، فمن المفهوم تماما أن يطرب لهذا القرار العلماني، الوطنجي، المنافق للسلطة، الصليبي والصهيوني!!
أما أن يطرب لهذا القرار منسوب إلى الدين والمشيخة والسلفية ونحو ذلك، فهذا هو العجب.. ذلك أن الذي حظر الإخوانَ لم يحظرهم لما عندهم من الميوعة العقدية أو من البدعة القولية والعملية (كما هو الأمر بميزان هذا السلفي) بل حظرهم لما عندهم من الخير كمواجهة الصهاينة أو عرقلة العلمنة!!
وهذا الذي حظرهم إنما هو رأس في نشر الكفر والعلمنة وفي موالاة الصليبيين والصهاينة وفي التمكين لغير الشريعة وفي نشر الفسوق والانحلال..
فالمنسوب للسلفية الذي يطرب لحظر الإخوان وحلهم إنما يشير إلى أحد أمريْن:
إما سفاهته وغبائه وتعفن عقله حتى لا يميز بين مراتب البعد والقرب التي يميزها الطفل الصغير بل يميزها الحيوان الأعجم.
وإما: نفاقه ووضاعته وحقارته، وأنه ما ارتدى هذا الزي ولا أطلق هذه اللحية ولا رطن بهذه الكلمات إلا لكونها أدوات يتوصل بها إلى منفعة الدنيا، وهو في هذه شبيه بالراقصة التي تتعرى وتتكشف وتبذل شرفها رخيصا لتعجب ذي المال والسطوة والرئاسة!!
إنه ما من مخلص للدين إلا وهو يعلم أن هذه الأنظمة لا تعمل للدين ولا تأبه له، بل هي تحاربه وتقصيه وتعمل على إخماده!! ومثل هذا مهما بلغ خلافه مع فصيل أو حركة فإنه يرى في ضربها ضربة تنزل بعموم المسلمين، وهي ضربة تمهد لما بعدها.. فإن النظام الذي لم يتحمل “ميوعة” الإخوان وتساهلهم وبذلهم كل تنازل، هو بالتأكيد لن يفرح ولن يرضى عن فصيل غيرهم أو داعية هو أكثر منهم استمساكا بالدين وحرصا عليه!!
إنها الفتن تغربل الناس.. وما يزال الاصطفاف جاريا حتى يكون فسطاطين كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: إيمان لا نفاق فيه، ونفاق لا إيمان فيه!
إقرأ أيضا:من غزة.. إلى ذلك الكذاب الأشر..!!