طالب بدعم الشعب الفلسطيني.. الريسوني: الاتحاد رهن إشارة القضية الفلسطينية
أكد الدكتور أحمد الريسوني؛ رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ تأسيسه رهن إشارة القضية الفلسطينية وحينما تأتي طلبات ومتطلبات القضية فإن الاتحاد يضع كل شيء جانبا ويعطي القضية ما تحتاجه وما يستطيعه.
وأضاف الريسوني، بأن حركة التوحيد والإصلاح هي حاملة لواء القضية الفلسطينية وطليعة الكفاح والنصرة لها وذلك خلال المهرجان الشبابي الأول الذي نظمه قسم شباب الحركة والمبادرة المغربية للدعم والنصرة نهاية الأسبوع الماضي.
وأشار الريسوني إلى أن المهرجان مجرد تعبير عن المغرب والشعب المغربي برمته مع القضية الفلسطينية ظاهرا وباطنا وقلبا وقالبا، بحيث أنهه في المغرب ضمانات كبيرة وراسخة وجهات ثابتة وصامدة مع القضية الفلسطينية تعبر عما يكنه الشعب المغربي برمته.
ونوه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن المغرب الأقصى متعانق وموحد مع المسجد الأقصى، وأهل المغرب الأقصى وأهل المسجد الأقصى ملتحمون وعلى قلب واحد وإرادة واحدة هي إرادة نصرة فلسطين والمسجد الأقصى وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى.
وأوضح الريسوني أن المهرجان يأتي أيضا في سياق الزيارة التي يجريها وفد قيادة حماس للمغرب وهو وجه من أوجه الالتحام بين المسجد الأقصى والمغرب الأقصى، والاتحاد العالمي منذ تأسيسه يعتبر نفسه دائما رهن إشارة القضية الفلسطينية وحينما تأتي طلبات ومتطلبات القضية الفلسطينية فإن الاتحاد يضع كل شيء جانبا ويعطي القضية ما تحتاجه وما يستطيعه الاتحاد.
واستحضر الرئيس الأسبق للحركة عددا من المحطات التي مرت منها القضية الفلسطينية وظهور مشكلة “إسرائيل” التي ارتكبت جريمة في حق فلسطين وفي حق اليهود عبر جهود ومبادرات هي منتوج أوربي صرف، فالأوربيون هم من طردوا واستأصلوا وشردوا وقتلوا اليهود على مدار التاريخ، لا الآسياويون ولا العرب ولا المسلمون في الشرق أو الغرب فعلوا ذلك.
وقال الريسوني “نحن بيننا وبين اليهود حوادث محدودة كانت أخذت صفة الحرب في الزمن الأول لكن بعد ذلك عاش المسلمون واليهود جنبا إلى جنب، وعاش اليهود في كنف الدول والشعوب الإسلامية آمنين مطمئنين”.
وتابع رئيس الاتحاد العالمي “بل المعروف تاريخيا ويعرفه اليهود والأوربيون أكثر منا هو أن اليهود الاضطهادات والاعتداءات والتقتيل في أوربا كانوا يفرون إلى العالم الإسلامي، وقع عدة مرات آخرها عند سقوط الأندلس على نطاق واسع جدا وتعرض المسلمين واليهود معا لاضطهاد، وطبعا كان نصيب المسلمين كبيرا جدا وشديدا ورهيبا ومع ذلك أصاب اليهود كثير من الاضطهاد من الصليبيين حينما استولوا على الأندلس، حينها فر المسلمون واليهود في اتجاهات واحدة وملجإ واحد فروا إلى الدول والشعوب الإسلامية خاصة دولتان كبريان هما الدولة العثمانية والدولة المغربية.
وأضاف: “وحينما اشتد الاضطهاد على اليهود في أوربا في الحرب العالمية الثانية وقبلها أيام النازية كانوا يفرون إلى العالم الإسلامي ووجدوا الحماية والرعاية المتميزة في المغرب الأقصى. والمغرب الأقصى كان محتلا ومحكوما من فرنسا وفرسنا سقطت تحت الاحتلال النازي منذ فترة من الزمن بمعنى أن النازية كانت تحكم المغرب من خلال الحكومة الفرنسية وتوابعها بمعنى أن بطشهم كان يمتد إلى اليهود وهم في المغرب، لكن سلطان المغرب محمد الخامس رحمه الله تولى حماية خاصة لليهود”.
واعتبر الريسوني أن هذه الاضطهادات والمجازر والمحارق والتضييقات التي عرفها وعاشها اليهود كديانة وكطائفة دينية في أوربا هي التي دفعت في التفكير في إيجاد ما كان يسمى وطنا قوميا لليهود وظهرت الحركة الصهيونية في نهاية القرن 19 ووجدت احتضانا لها لدى الدول الغربية، لأن الدول الغربية كانت تريد التخلص من اليهود وتريد التخلص من هذا المشكل الذي يتجدد من حين بعد حين، فالتقت الإرادة الصهيونية والإرادة الأوربية خاصة الدولة الاستعمارية تحديدا على إيجاد وطن قومي لليهود لكن بدل أن يوجده الذين أوجدوا المشكلة واضطهدوا اليهود حلا من عند أنفسهم بحثوا عن حل على حساب العرب والمسلمين وعلى حساب الفلسطينيين…
وأفاد الريسوني أن اليهود في التاريخ القديم لهم صلة دينية وروحية مثل جميع الديانات الثلاث المنزلة كلها لها صلات روحية وتاريخية ودينية بفلسطين أرض مقدسة، فهي مقدسة عند الرسالات والديانات الثلاث وهذا يجعل من حق اليهود أن يزوروا فلسطين ومن أراد أن يجاور فليجاور مثلما يقوم المسلمون في كل مكان فيجاورون في مكة والمدينة والمسجد الأقصى
وتساءل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هل كان لليهود إيمان عبر التاريخ أن فلسطين أرضهم وبأن فلسطين أرض دولتهم؟ هذا لم يوجد إلا مع الصهيونية والتفكير الغربي الذي بحث عن هذا الحل وأوجده والحقيقة أنه أوجد مشكلة كبيرة ولم يوجد حلا، مشيرا إلى أن الغربيون والأوربيون لم يوجدوا حلا لمشكلة اليهود وإنما زجوا بهم في مشكلة أكبر وهي صراع أبدي إلى أن يشاء الله.
ونبه الريسوني إلى أن الأوربيين أضروا بالفلسطينيين والعرب وأضروا كذلك باليهود، فاليهود الذين يعيشون في أوربا سعداء واليهود الذين هجروا واستدرجوا إلى فلسطين تعساء منذ جاؤوا إلى فلسطين ومنذ الاحتلال البريطاني وهم يهجرون ويرحلون ويغرون وتدفع لهم الأموال لكي يهاجروا إلى فلسطين، ومنذ ذلك الوقت وهم في قتال وعذاب وخوف واضطراب وهم ينتظرون هذا النعيم الذي وعدوا به وهذه الأرض الموعودة المكذوبة لم يجدوها ولن يجدوها.
وتابع حديث بقوله “ها هي ما يسمى إسرائيل عمرها أكثر من 70 سنة وبداية التهجير والترحيل وفكرة الوطن القومي بدأت منذ الانتداب البريطاني وقبله مطلع القرن العشرين هل وجد اليهود وإسرائيل استقرارا وطمأنينة وسعادة ابدا. وهاهم يرون وفي كل يوم وفي كل معركة وفي كل مناسبة أن الفلسطينيين كأي شعب في العالم وفي التاريخ متمسك في أرضه ومستميث في إبقائها تحت يده وفي استرجاع ما ضاع منها إذا اليهود بدأوا يفكرون جديا إلى متى؟”.
وذهب الريسوني إلى انه لا حل لهذا الواقع إلا أن تعود الأمور إلى نصابها يهود فلسطين في فلسطين ويهود المغرب في المغرب ويهود بولونيا في بولونيا .. ومن أراد أن يستقر فهذه التفاصيل تعرف في حينها سيسطرها التاريخ إذا لا بد للاحتلال أن يزول وهذا هو الحل الطبيعي. وهذا الاحتلال طبعا سيزول بهذه المقاومة الشريفة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في كل أرض فلسطين ويخوضها من خارج فلسطين وهذه المقاومة لا بد لها من دعم بجميع الأشكال من الدول العربية والإسلامية ومن الشعوب العربية والإسلامية لأن الحركة الصهيونية مدعومة من جميع الدول الغربية ومن جميع اليهود في العالم
واستغرب الريسوني قائلا: هل يعقل أن نترك الشعب الفلسطيني يواجه وحده العدو الأكثر تسلحا في آسيا، وهل نترك الشعب الفلسطيني يواجه دولة مدعومة ويضمن لها البقاء والتفوق من الدول الغربية من أمريكا والاتحاد الأوربي”.
ونظم قسم الشباب المركزي لحركة التوحيد والإصلاح والمبادرة المغربية للدعم والنصرة المهرجان الوطني الشبابي “القدس تجمعنا وتوحدنا”، يوم السبت 19 يونيو 2021 بصيغة نصف حضورية وعبر منصة زووم.
وشارك في هذا المهرجان كل من: الأستاذ عبد الرحيم شيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، والدكتور أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور أبو زيد المقرئ الادريسي الرئيس الشرفي للمبادرة المغربية للدعم والنصرة والدكتور أحمد ويحمان؛ رئيس المرصد المغربي للمناهضة التطبيع، والدكتور الأغضف الغوثي نائب رئيس مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين.
كما عرف مشاركة فلسطينية لكل من الأستاذ قتيبة عودة الناطق الرسمي باسم حملة انقذوا حي سلوان، والأستاذة آلاء السلايمة الناشطة المقدسية من حي الشيخ جراح، بالإضافة لوصلات فنية لكل من الفنانين المغربيين مروان الهنا وحمزة جروندي.
وتخلل المهرجان توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الوطنية “جائزة القدس باب المغاربة للإبداع”.
المصدر: التوحيد والإصلاح المغربية