ضوء على حقائق الإسلام المغيّبة – تعزيز الصحة باتباع نمط الحياة الإسلامية
بقلم حسن خليفة
أمام هذا المنعطف الإنساني الكبير المتمثل في هذا الطارئ (الوباء) الذي رأينا ـبأم أعيننا ـ جميعا كيف حرّك دول العالم كلها، وأرعب البشر حتى صاروا في جري محموم نحو طلب “النجاة” من الهلاك.
ولعلّها أن تكون مناسبة يؤَمّل أن تفتح قوساً كبيرا أمام الإنسان ليعيد حساباته بشكل أفضل وأمثل حتى يكون أقرب إلى “الإنسانية” والفطرة.
أمام هذا المنعطف أعتقد أنه ـبالنسبة إلينا كمسلمين ـ من الواجب أن نستحضر بعضا من كنوزنا المدفونة وأشفيتنا (جمع شفاء) الميمونة، وذلك بالعود إلى هذا النبع الكريم الصافي وهو الإسلام قرآنا وسنّة، دين الفطرة ودين الإنسان الحق.. وقد وجدتُ في قراءات وتأملات هذه الوثيقة الرائعة التي تُسمى وثيقة “تعزيز الصحة باتباع نمط الحياة الإسلامية“،ولا ريب أن تأمّلها يفيد في معرفة حقائق ناصعات وأهمّها أن نمط العيش أو نمط الحياة ـفي ذاته ـ له أكبر الأثر وأعظم الدور في تعزيز الصحة ، بجميع أنواعها، وهو ما يؤكد ـمرة أخرى ـ أن هذا الدين هو دين الفطرة الأصيلة، وأنّ نمط الحياة المقترح من خلال الشريعة الإسلامية الغرّاء هو أفضل وأمثل نمط لتحقيق الصحة العامة والصحة النفسية والتوازن،والانتظام ، والإيجابية، ومن ثم ّ تحقيق كل ماله صلة بالحياة السعيدة المطمئنة الكريمة.
إنّ تأمّلا عميقا وإعادة قراءة بعض تفاصيل المنهج الإسلامي فيما يتصل بـ”أسلوب الحياة” أو”أسلوب العيش “سيقودنا إلى معرفة الحقائق العظيمة في أجلى وأحلى صوّرها، ولعلّ أهمها أنّ طريقة الحياة التي يطرحها الإسلام هي الأفضل ـدون منازع ـ فيما يتعلق بـ”عيش الإنسان” لحياة حقيقية آمنة طيبة، بلا منغّصات ،وبلا أوبئة،وبلا أمراض خطيرة، وبلا مآس وبلا تعقيد، ودون الكثير من الأمراض المعنوية والروحية والنفسية والجسدية التي يعيش إنسان عصرنا خاصة. وذلك يعني أن نمط العيش أو أسلوب الحياة الإسلامية هو أنسب أنماط الحياة للإنسان.
ـأولا: الصحة نعمة من الله، مغبون فيها كثير من الناس كما جاء في الحديث الشريف .
ثانيا: والصحة عنصر من عناصر الحياة، لا يكتمل إلا بتوافر العناصر الرئيسة الأخرى، مثل: الحرية، والأمن، والعدالة، والتعليم، والعمل، والكفاية، والمأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والزواج، وصحة البيئة.
ثالثا: يستطيع الإنسان حفظ صحته، بأن يحافظ على الميزان الصحي في حالة اعتدال، فلا يطغى في هذا الميزان ولا يُخسر الميزان، التزاما بما أمر به القرآن الكريم.
رابعا: لكل إنسان رصيد صحي، ينبغي أن ينميّه ليستمتع بالمعافاة الكاملة، ويأخذ من صحته لمرضه، كما ورد في الحديث الشريف .
خامسا: لنمط الحياة الذي يتبعه الإنسان أثر رئيس على صحته وعافيته، وهذا واضح تمام الوضوح في أنماط العيش في الشرق والغرب؛ حيث نرى بأعيننا الضنك والعناء والشقاء والانتحار والاكتئاب والفصام واطراد صعود الجريمة
سادسا: تشتمل أنماط الحياة الإسلامية على كثير من الأساليب الإيجابية المعززة للصحة، وتأبي/وترفض جميع السلوكيات السلبية المنافية للصحة.
سابعا: الإسلام ـكما يعرّفه القرآن ـ هو الفطرة التي فطر الناس عليها ، فالالتزام بأنماط الحياة الإسلام هو تحقيق لطبيعة الإنسان الأصيلة، وانسجام سنن الله في الجسم والنفس، وفي الفرد والأسرة والمجتمع، وفي الإنسان وبيئته.
ثامنا: الصحة نعمة من أعظم نعم الله عز وجل، بل هي أعظم نعمة بعد الإيمان، وهي ـمع الأمن والحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية ـ ضمان لحياة طيبة .
ـ المحافظة على نعمة الصحة والاستزادة منها تكون بشكرها، وذلك بالعمل على حفظها وتعزيزها ،وبعدم انتهاج سلوك أو الإقدام على تصرّف يؤدي إلى التفريط بها أو تبديلها وتغييرها ، فإن ذلك التبديل أو التغيير يؤدي إلى زوال نعمة الصحة ،والعقوبة بالمرض .
ـ التغذية الصحية هي التغذية المتوازنة ، تحقيقا للميزان الذي وضعه الله في كل شيء.
ـ تحري الغذاء الطيب واجتناب الغذاء الخبيث.. ضمانة للصحة.
ـالامتناع عن الغذاء الطيب،بلا مبرر مشروع، أمر مناف للصحة،ولا يسمح به الإسلام
ـ التغذية الصحية هي أولا التغذية المتوازنة من حيث الكمّ؛ فالإسراف في الغذاء مضرّ بالصحة، لما يؤدي إليه من أمراض فرط التغذية ـأمراض المتخمة ـ وهو مخالف لتعاليم الإسلام.
ـ لا يجوز للمسلم أن يتخذ سلوكا يعرّضه للخطر أو يلقي به إلى المهالك، كتعريض نفسه وبيته للحريق، أو تعريض طعامه وشرابه للتلوّث، وينسحب ذلك على جميع البلاء.
ـ يأمر الإسلام باتخاذ جميع أسباب الوقاية من الأمراض،بحسب وصية أهل الذكر من الأطباء، لأنّ التوقّي يؤدي إلى الوقاية، ويدخل في هذه الوقاية التطعيم لاتقاء الأمراض المعدية، والابتعاد عن كل مصادر العدوى.
ـيأمر الإسلام بالمحافظة على البيئة فينتهى عن البغي والإسراف والطغيان في استغلالها دون مبالاة بالموازين، ويحارب على الخصوص الفساد الذي يؤدي غلى هلاك الحيوان والنبات، ويشجع الزراعة وكل ما يؤدي إلى إصلاح البيئة وتجديدها، وينشأ محميات بيئية لا يجوز قطع شجرها ولا قتل حيواناتها ،وينهي عن تلويث البيئة بأي شكل من الأشكال، ويأمر بتنظيفها.
ـ يأمر الإسلام بالمحافظة على صحة المسنّين الجسمية والنفسية، ولا سيّما في نطاق الأسرة ففي ذلك عرفان بحق الكبير، وتحقيق للتوقير والإكرام والإحسان.
(المصدر: صحيفة البصائر الالكترونية)