مقالاتمقالات المنتدى

ضلال المسلمين في المحن!

ضلال المسلمين في المحن!

 

بقلم د. فؤاد البنا

في كل فتنة أو محنة تتعرض لها أمة المسلمين في هذا الزمان، تبرز إلى السطح أعراض الأزمة الفكرية التي يعانون منها في عصر تخلفهم، وهي كثيرة لكننا سنتوقف قليلا مع واحدة من أهمها، وهي الفرار من عالم الشهادة إلى عالم الغيب؛ عبر ترك الأخذ بالأسباب الواجبة على كل فرد في الأمة، والتعلق بومضات وهمية أو ضعيفة من عالم الغيب تبشر بسقوط المجرمين وانتصار المؤمنين، مثل:
– إيراد بعض الأحاديث الضعيفة أو المتشابهة في دلالاتها للتأكيد بأن النصر صار قاب قوسين أو أدنى!
– الاستدلال برؤى منامية لهذا الشخص أو ذاك من الصالحين بطريقة غريبة تبشر بأن هذه المعركة أو تلك ستمكن المسلمين من الصعود من الهوامش إلى متن صناعة الحضارة من جديد!
– إيراد تواريخ وأرقام ما أنزل الله بها من سلطان، ولا يسندها أي منطق عقلي أو شواهد واقعية، والحديث عن موافقات معينة بطريقة متكلفة، بدلا عن الانشغال بإعداد العدة اللازمة لانتزاع النصر.
– انتظار معجزة ربانية خارقة ستظهر على يد المقاومة أو غيرها بعيدا عن السنن والأسباب، ودون أن يكون المسلمون قد استنفدوا الأسباب أو استكملوا مفردات الاجتهاد والجهاد!
– الركون على بعض القوى الدولية أو الإقليمية التي ستنتصر للصالحين وتغير موازين القوى، بما يؤدي إلى انتصار الحق واندحار الباطل، من غير أن تتأهل الأمة لكي يتنزل عليها نصر الله.
– المراهنة على انقسام الأعداء وتفرقهم، بحيث يضرب الله الظالمين بالظالمين، وكأن مهمة المسلمين هي المشاهدة أو كأنهم مشجعون في ميدان للعب كرة القدم، وليسوا هم من امتحنهم الله بإقامة دينه والاحتكام إلى شرعه والمجاهدة في سبيل الإعلاء من قيمه!

وأخيرا لاحظوا ردود أفعال أغلب المسلمين في التعامل مع قضية المرابطين في أكناف بيت المقدس، وسترون كل ما ذكرته هنا وغيره مما لم أذكره يتحقق في الواقع أو يتردد في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي؛ مما يؤكد أن أزمة الأمة في المقام الأول أزمة فكرية، وأن على مفكري الأمة وعلمائها مضاعفة الجهود لمعالجة هذه الآفة بكل ما يملكون من طاقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى