صناعة الهوية في الدولة الاستبدادية .. كيف تستبعد الشعوب طوعا؟

صناعة الهوية في الدولة الاستبدادية .. كيف تستبعد الشعوب طوعا؟

المبادئ والمعادلات الخاصة جدا لصناعة الهوية

بقلم د. إبراهيم الديب

مبادئ صناعة الهوية العكسية في الدولة الاستبدادية
الدولة الاستبدادية تحكم باسم الحاكم المستبد، الذى طغى على السلطة بالوارثة ، او بقوة السلاح ، أو وكيلا ، جاء على دبابة الدول الاستعمارية ، ومن ثم فإرادة الشعب مهملة
وقوة الشعب مغيبة ، في هذا السياق فإن أهداف :
الحاكم المستبد ، صانع القرار في ملف الهوية تتمثل في الأهداف التالية :
1 ــ تقوية نظام الحكم للمحافظة على كرسي الحكم ، وليس تقوية الدولة
2 ــ حماية نظام الحكم ، من أية تهديدات او مخاطر يمكن ان تهدد استقراره ووجوده
وأول وأخطر هذه التهديدات هي يقظة واتحاد الشعب والثورة على نظام الحكم .
3 ــ إضعاف وتفريغ مصادر القوة ، والقدرة على الفعل في نفوس الشعب
وتحويله الى قطيع من الجهال ، المتفرقين ، الذين ليس لهم إلا الاستسلام للأمر الواقع
في سياق هذه الأهداف تأتى المبادئ الخاصة لصناعة الهوية للحكومات المستبدة :
1 ــ تغييب وعى الشعب ، وصرفه تماما عن التفكير في منظومة الحكم ، بالاستنزاف وإلهاؤه في اللهو واللعب ، والبحث عن اساسيات الحياة ، وإقناعه بخيار الأمر الواقع
2 ــ الخلط بين مفهوم الدولة ، ونظام الحكم ، وتشويه وتجريم نقد والخروج على النظام الحاكم ووسمه بخيانة الوطن .
3 ــ اختزال الهوية الوطنية وحب الوطن ، في العلم والنشيد والزعيم .
4 ــ تفكيك القيم الكبرى لدى الشعب ،والتي يمكن ان تدفعه للوحدة والاحتشاد والثورة عليه
( الحرية ــ الاعتزاز بالذات ــ الوحدة ــ التعاون ــ الابتعاث ــ المسؤولية الجماعية) ــ الإيجابية …الخ ) واحلالها بقيم عكسية تماما ، لضمان تقويض أية قيمة مضافة ممكنة لدى المجتمع .
5 ــ فتح الفضاء لتعزيز نمو الأيدولوجيات الخاصة بحساب محكم ، بقدر موازين قوة الصراع البين ، المسيطر عليها بسهولة من النظام الحاكم ، لتعزيز قيم وأدوات وفرص الوحدة والفرقة في المجتمع ، ولقطع الطريق على أي فرصة للوحدة والاحتشاد يمكن
أن تحدث ضد نظام الحكم
6 ــ رسم هالة وهمية كبيرة حول أجهزة القوة الصلبة ، لتعزيز مكانتها وحرمتها في نفوس الشعب المغيب عن الوعى .
7 ــ الانفتاح على القيم الخارجية التي تعزز من ضعف هوية الشعب
معادلات الهوية في دولة الاستبداد

(المصدر: صفحة د. إبراهيم الديب على الفيسبوك)