صناعة الحرية.. وكسر الطاغوتية
بقلم د. هشام كمال
المنصات الإعلامية لدول الحصار فشلت فشلا ذريعا في دورها المرسوم لها، بنص اعتراف ضاحي خلفان، وبالحقائق الواقعية المشاهدة، لأنها متقيدة بالحرف بكل ما يجب أن تقوله، ولأن منتسبيها لا يستطيعون الخروج عن توجيهات أجهزة المخابرات التي تديرها، ولأنهم يعرفون أنهم سيحاسبون على كل حرف يقولونه، بل على كل حرف يسقطونه من الورقيات المخابراتية المحتوية على “الواجبات اليومية” لهم.
فهم بذلك لا يستطيعون تقديم شيء فعلي، ولا يتم اختيارهم إلا على أساس الالتزام المطلق بكل حرف وبكل توجيه لهم.
بينما يحرص الجانب المقابل لدول الحصار على استقطاب كوادر، وعلى منح هامش للحرية، مع الالتزام التام طبعا بعدم المساس بشخصيات معينة أو بالنظام الحاكم، وإطلاق العنان للإبداع في أي ملف يخص المناوئين.(وليس النقاش هنا في الطوام الإعلامية التي برزت بخاصة في السنوات القليلة الماضية).
ومع هذا الهامش الضئيل من الحرية تخرج إبداعات كبيرة، وبرامج تحوي كثيرا من الحقائق، واستضافات لكوادر ذات قيمة في كثير من الأوقات.
وبطبيعة الحال، فإن منح هامش أكبر من الحرية ستتناسب معه طرديا الإبداعات وإبراز الحقائق، والبرامج الهادفة، وما شابه ذلك.
ولكن من يصنع الحرية، ويكسر الطاغوتية، ويخرج من ربقة كل القيود التي فرضت عليه، مع الالتزام بقيد الانصياع لحكم الله، فهو من لا حدود لإبداعاته، ومن لا حدود لما سيجري على يديه ويدي غيره من الأحرار من الحقائق، ومن لا حدود لما يمكن أن يفعله من نشر للخير في الدنيا بإذن الله.
صنع الحرية هو المراد، وليس مجرد الالتزام بما يتم منحه من بعض الهوامش.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)