
(صلوا أرحامكم أيّها المسلمون)!
بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة ( خاص بالمنتدى)
قال اللّه تعالی: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وشَبَّكَ أصَابِعَهُ ﷺ} لقد آخی الإسلام أحبّتي الكرام بين المؤمنين وسمّاهم الإخوة في الدّين ومن المعلوم أيّها الطّيّبون أنّ الظّالم السّفيه هو الذي يتخلّى عن نصرة أخيه ثمّ يسلمه -في أحرج الأوقات- لمن يعاديه! وها هو ذا قدوتنا الأعظم ﷺ يوصينا في روائع الكلم أن نهتمّ بكلّ أخ مسلم من العرب والعجم فيقول نبيّنا ﷺ: {المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ} ولا جرم أخي المحترم أنّ الرّابطة الإيمانيّة تفرض علی كلّ أخ مسلم أن يهتمّ بإخوانه المسلمين خاصّة المنكوبين في الثّغر بأرض المحشر والمنشر! لا جرم يا قوم أنّ علی أمّتنا الإسلاميّة اليوم أن تعلم علم اليقين جميع ما يترتب علی الرّابطة الإيمانيّة من واجبات من نصرة المظلوم والضّعيف وإغاثة المسكين أو الملهوف! وكلّ من يعيش لنفسه فحسب ويقصّر في أوامر مولاه الرّبّ غايته في هذه الحياة الدّنيا أن يأكل ويشرب وينام ويلعب ثمّ لا يقشعر جلده لمآسي الأطفال الرّضع والشّيوخ الرّكع ولا يقيم وزنا لنكبات المسلمين سيحاسبه علی هذا التّقصير ربّ العالمين إنّ من حقّ المرابطين المنكوبين علی أمّة المليارين أن تشعر بما يعانيه شعبنا المكلوم والمظلوم فتتألّم لمصائبه الجسام وخاصّة في هذه الأيّام وتبذل كلّ ما في وسعها لتفريج كرباته والتّخفيف من حسراته وتضميد جراحاته! ومن عجز عن تقديم المساعدات فلا أقلّ من أن يكثر لإخوانه من الدّعوات الصّالحات خاصّة في الأوقات المباركات قال ﷺ فيما يرويه عن ربّه: {إنَّ اللّهَ عزّ وَجلّ يَقُولُ يَومَ القِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أعُودُكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ قَالَ أمَا عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ! أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَني عِنْدَهُ! يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أطْعِمُكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ قَالَ: أمَا عَلِمْتَ أنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَوْ أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أسْقِيكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي} وقال ﷺ: {مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِِ أوْ يُنْسَأَ لهُ في أثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ} والمراد بالرّحم: الأقرباء من ناحية الأب أو الأمّ والمراد بصلة الرّحم: أي الإحسان إلى الأقارب بالقول أو العمل سواء في زيارتهم أو بتفقّد أحوالهم أو بتقديم يد العون لهم أو بالسّعي في قضاء مصالحهم أو السّؤال عنهم! ونناشد المحسنين الكرام قبل الختام: مساعدة إخوانهم المرابطين المنكوبين بفلسطين!
إقرأ أيضا:غـــ. زة وإشكالية العقيدة