
صلح الحديبية حجة على دعاة التطبيع ..
بقلم د. محمد خليل أسوم ( خاص بالمنتدى)
يحلو لعلماء السلاطين الذين ينادون بالتطبيع مع العدو الصهيوني، أن يستدلوا على مشروعيته بصلح الحديبية الذي عقده النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش في العام السادس للهجرة ، وقد نصت بنوده على ما يلي :
١- وقف القتال لمدة عشر سنوات بين الطرفين
٢- الأمان لكل مسلم دخل مكة ، ولكل مشرك مر بالمدينة
٣- من جاء إلى النبي صلى الله عليه مسلما بغير إذن وليه رده إليه ، ومن جاء مرتدا عن الإسلام إلى قريش لم يردوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وبنود أخرى …
■ هؤلاء يعلمون جيدا أن هذا الاستدلال فاسد ولا يصح ، ولكنهم يستخدمونه خداعا للمسلمين ، وتزييفا لوعيهم ، وتبريرا لخيانة الحكام وتخاذلهم عن نصرة إخوانهم في غزة ..
وسبب فساد هذا الاستدلال ما يلي :
١- إن هذا الصلح كان مع قريش وهم أهل مكة ومواطنوها وليسوا محتلين أو غاصبين لها
٢- إن هذا الصلح كان في كل بنوده وحيا من الله ، وليس اجتهادا من النبي صلى الله عليه وسلم
٣- إن هذا الصلح نص على هدنة عسكرية بين الطرفين فقط
٤- إن هذا الصلح ليس فيه اعتراف بعقيدة الشرك وإنشاء دين جديد على أساس الإبراهيمية
٥- إن هذا الصلح ليس فيه تنازل عن المسجد الحرام ، وإقرار بسلطة قريش الدائمة عليه ..
٦- إن هذا الصلح ليس فيه تنازل عن حق عودة المهاجرين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها ، وذلك بعد انتهاء الهدنة
٧- إن هذا الصلح لا يعطي الحق لقريش بالتدخل في تحالفات وتفاهمات أو حروب دولة النبوة مع القبائل المحيطة بالمدينة
٨- إن هذا الصلح لا يعطي الحق لقريش بالتدخل في طبيعة تسليح دولة النبوة أو طبيعة بناء جيشها
٩- إن هذا الصلح لا يتضمن قيام غرفة أمنية مشتركة أو تعاون أمني لكشف كل مقاوم لقريش من الذين لا يقيمون في المدينة تحت سلطة النبي صلى الله عليه وسلم
١٠- إن هذا الصلح لا يحلل الحرام ولا يحرم الحلال ، وبالتالي لا يلغي تحريم زواج المسلمين من المشركين والمشركات …
١١ – إن هذا الصلح لا يتضمن إلغاء الآيات التي تتناول المشركين وتسفه عبادتهم للأصنام من كتاب الله ، ولا يوجب على المسلمين أن يعلموا أبناءهم بمناهج دراسية تتناقض مع كتاب ربهم
١٢- إن هذا الصلح لا يترتب عليه دفع أية مبالغ مالية من المسلمين لقريش ، أو إعطاء قريش أية امتيازات اقتصادية داخل دولة النبوة ..
١٣- إن هذا الصلح لا يعطي أي امتياز لقريش بانتهاك سيادة دولة النبوة والقيام بعمليات أمنية فيها بحجة حقها بالدفاع عن نفسها
١٤ – إن هذا الصلح بين طرفين قويين ، نشأ عنه سلام عسكري عادل ، وليس استسلاما أو تسليما لقريش
باختصار
هذا الصلح شيء ، والتطبيع شيء آخر تماما …
فليتق علماء السلطان ربهم ، وليكفوا عن استدلالهم الفاسد بصلح الحديبية ، لأنه حجة عليهم وليس لهم ..
إقرأ أيضا:رسالة إلى السادة الموظفين العلماء!(١)