مقالاتمقالات مختارة

صلاح الدين الايوبى قيادة نادرة

صلاح الدين الايوبى قيادة نادرة

بقلم ممدوح إسماعيل

اجتمعت فيه صفات القيادة القوة. العلم العسكرى العبادة العدل الكرم وفقه الأولويات والآن نحن أحوج مانكون لنتعلم كيف يكون القائد… سنتوقف مع أهم صفات القيادة فى القائد صلاح الدين الأيوبي،،  ١_ العبادة :_(يقول القاضى ابن شداد)ان صلاح الدين كان شديد الحرص على صلاة الجماعة وكان إنْ مَرِضَ يَستَدْعِي الإمام ليصلى معه ، ويكلّف نفسه القيام وهو مريض ويصلّي جماعةً… وكانت له ركعاتٌ يُصَلّيها إذا استيقظ بوقتٍ من الليل… وإلاَّ أَتَى بِها قَبْلَ صلاةِ الصُّبْحِ… ولقد رأيته يصلي في مَرَضِه الَّذِي مات فيه قائمًا… وكان إذا أدركته الصلاة وهو سائر نزل. و كان صلاح الدين عشية المعركة يطلب من نساء وأطفال وشيوخ البلاد التي يمر بها الدعاء له بالنصر،  (لأنه كما جاء فى الحديث : «بهم تنصرون » أي بدعاء الضعفاء.) و كان يرى من اليُمْن أن يبدأ معركته يوم جمعة، حيث الخطباء على المنابر، لعل دعاءهم له بالنصر يصادف ساعة استجابة.– يقول ابن شداد “… ورأيْتُه ساجِدًا ودموعُه تَتَقَاطَرُ على شيبته ثُمَّ على سِجَّادَتِه. يدعو يقول: «إلهي قد انقطعت أسبابي الأرضية في نُصرة دينك، ولم يبق إلا الاخلاء إليك والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعمَ الوكيل .»..  2_الكرم:_ كان كثير الصدقة ولكنه لم يخرج الزكاة لانه لم يكن يملك ما يوجب الزكاة. (لانه كان كثير الانفاق فى سبيل الله فلايتجمع له مال فى عام يبلغ نصاب الزكاة) وعندما قضى على الدولة الباطنية الفاطمية وجد اموال لاحصر لها ارسل منها للخليفة العباسى وللسلطان نور الدين للاعداد للجهاد  والباقى جعله فى خزينة الدولة للجهاد وفرق جزء على الجند ولم ياخذ درهما واحدا له  وقد ظلت اموال الفاطميين وذهبهم وحليهم تباع لمدة عشر سنوات ويضم ثمنها لبيت المال للجهاد وادارة الدولة فقط  . وأمَّا الحجُّ فقد نواه في سنته الأخيرة وأمر بالتأهب له… وحالت المنية دون تحقيقه.. 3_نصرة الشريعة:_  “وكان مُبْغِضًا لِلفلاسفة والمعطّلة والدهرية، ومن يُعانِدُ الشَّريعة.  ُ أصدر قرار لابْنِه الظَّاهر في حلب بِقَتْلِ الباطنى ا شِهابِ الدين السهروردي (5 رجب سنة 587 هـ).وقتل شاعر اسمه عمارة نال من مقام النبى صلى الله عليه وسلم بالسخرية فقتله صلاح الدين  وكان صلاح الدين معظما موقرا للعلماء : “يكرم مَن يَرِد عليه من المشايخ وأرباب العلم والفضل وذوي الأقدار، وكان يوصي بأن لا نغفل عمَّن يَجتاز بالخيم من المشايخ المعروفين حتى نحضرهم عنده وينالوا إحسانه” وكان رحمه الله يتردد على مجالس العلم لابن عساكر وغيره العدل:_كان (صلاح الدين) يجلس للعدل في كل يوم اثنين وخميس في مجلس عام يَحْضُرُه الفُقَهاء والقضاةُ والعُلماء، ويَفْتَحُ البَابَ لِلمُتَحاكِمِينَ حتَّى يَصِلَ إليْهِ كُلّ أحدٍ مِنْ كَبِيرٍ وصغير، وعجوز هرمة وشيخ كبير، وكان يفعل ذلك سفرًا وحضرًا؛ على أنَّه كان في جميع أزْمانِه قابلاً لجميع ما يُعْرَضُ عليْهِ من القصص(عرايض الشكاوى والطلبات)، كاشفًا لما ينتهي إليه من المظالم. وكان يجمعها كل يوم ويفتح باب العدل؛ ولم يَرُدَّ قاصدًا للحوادث والحكومات. وكان يجلس مع الكاتب ساعة إمَّا في اللَّيل أوْ فِي النَّهار، ويوقّع على كُلّ قِصَّة بِما يُطْلِقُ اللَّه على قلبه. ولم يَرُد منتحلاًً ولا طالب حاجة… وهو مع ذلك دائمُ الذّكْرِ والمواظبة على التّلاوة… ولقد رَأَيْتُه وَقَدِ اسْتَغَاثَ إليْهِ إنسانٌ من أهل دمشق يقال له ابن زهير على تقي الدين ابن أخيه(كان تقى من احب الناس فى الدنيا لصلاح الدين واقربهم اليه)، فأنفذ إليه يحضره إلى مجلس الحكم… واتَّجهت اليمين على تقي الدين. 4_الجهاد:_حكم صلاح الدين الايوبى 24 عام منها 16 عام راكبا للخيل مجاهدا فى سبيل الله متنقلا بين خيام المجاهدين و8اعوام متنقلا فى البلاد بين الرعية يقوم بامرهم ويدبر أحوالهم ويكفيه فخرا ومجدا نصر حطين وفتح القدس “ولقد كان – رحِمه الله – عاشقا للجهاد وفى ذلك يقول ابن شداد يضيف : “وكان الرجل إذا أراد أن يتقر ب إليه يحثه على الجهاد أو يذكر شيئًا من أخبار الجهاد. ولقد أُلِّفَ له كُتُبٌ عِدَّةٌ في الجهاد. وأَنَا مِمَّن جَمَعَ له فيه كِتابًا.. جَمَعْتُ فيهِ آدَابَهُ وكُلَّ آيَةٍ ورَدَتْ فيه. وكل حديث روي في فضله، وشرحْتُ غريبها؛ وكان – رحمه الله – كثيرًا ما يطالعه حتى أخذه منه ولده الملك الأفضل.. ( كان له 17 ولد كلهم من المجاهدين الا اثنان قطب الدين وشرف الدين كانا من علماء الحديث ) وروى ابن شداد حديثًا جرى بينه وبين صلاح الدين، وهما عائدان من عسقلان على الساحل… وكان الزَّمان شِتاء عظيمًا والبحر هائجًا هيجانًا شديدًا، وموجه كالجبال. وكنتُ حديثَ عَهْدٍ برؤية البحر، وخُيِّلَ إليَّ أنه لو قال قائِلٌ: إنْ جُزْتَ في البحر ميلاً واحدًا ملَّكْتُك الدنيا لما كنت أفعل… وإذا بالسلطان يقول وهو يلتفت إلي: – أما أحكِي لك شيئًا؟ قُلْتُ: بَلَى؛ قال: في نَفْسِي أنَّه متَّى ما يسَّر الله تعالى فتح بقية الساحل قسمت البلاد وأوصيت وودَّعْتُ وركِبْتُ هذا البحر إلى جزائرهم أَتَتَبَّعُهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض مَنْ يَكْفُر بِالله أو أموت! _واليوم ابتليت الامة بسفلة يحكمونها يعادون الله ويحاربون اولياؤه ويوالون اعداء الاسلام _ *رحم الله المجاهد الربانى صلاح الدين قاهر الصليبيين والزنادقة فى كل عصر * ولما مات دفن القاضى الفاضل سيفه معه فى قبره  وقال يتوكأ به الى الجنة اللهم اجعل مقامه الفردوس الاعلى واجمعنا به  5_صلاح الدين القائد .(.القوة والحسم فى القيادة..) مع ما اشتهر به صلاح الدين من العفو واللين والتسامح الا انه كان حاسما قويا مع الخونة وقتلة المسلمين . ……………….. الحسم والقوة مع الخونة علمت مخابرات صلاح الدين بمؤامرة اتفقت فيها طائفةٌ من العُبيديين (الفاطميين) فى عام على خلعه واتصلوا بالصليبيين فاستدرجهم وقبض عليهم وأمر صلاحُ الدين بشنق رؤسائهم ولم يتردد فى صَلْبِ كبيرهم الفقيهِ الشاعر عمارة اليمني رغم أن صلاح الدين وزير وفى بداية حكمه ومازال العسكر الفاطميين لهم قوة ولكنه لم يتردد فى وأد الفتنةبحسم سريع )  = الحسم لما تولى صلاحُ الدين الوزارةَفى عهد الفاطميين جاءه الخبر عبر مخباراته التى ضبطت رسالة من جوهر للصليبين داخل حذاء ملخصها أن جوهرُ قائد عسكر الفاطميين يخطط لخلعه بمعاونة الصليبىن على الفور كانت الخطة جاهزة وحاصر صلاح الدين جوهر وأمر بقتله رغم علمه بمكانته فقُتل وأُحضرَتْ رأسُ جوهر إليه ، وكان جوهر كوزير الدفاع له عسكر ومليشيات علمت بقتل جوهر فخرجت ثائرة فى حوالى 50 ألفا من الجند السودان ويقصد به جنوب مصر النوبة وكان صلاح الدين مستعدا لذلك وهكذا تكون القيادة مستعدة بالخطوط والعتاد لمواجهة الأحداث فأرسل لهم جيشُ الأيوبيين ، وخلصرهم فى منطقة سكنهم “المنصورية” وأحرق البيوت ، وقُتل منهم الكثير حتى استسلموا فأخرجهم إلى الجيزة ولكنهم تجمعوا مرة أخرى فأرسل أخاه توران شاه فقضَى على بقيتهم هناك ،(وهنا نتوقف فقد قاتل صلاح الدين العسكر الخونة المسلحين الخارجين عليه بالسلاح الموالين للفاطميين الباطنية) = ، =القوة والحسم.. قلعةَ “مخاضة الأحزان” بالقرب من بانياس كانت نقطة حصينة للصليبين تسببت فى قتل الكثير من المسلمين ولما دخلها صلاح الدين عام 575هجرية أمر بتدمير القلعة وتسويتها بالأرض ، وشارك بيديه فى تقويض حجارتها ، وأُسر 700 صليبى فأمر بقتل جميع فرسان الداوية ورُماة القوس من الخيّالة وذلك انهم أخطر المقاتلة على المسلمين وقتلوا كثير من المسلمين دون رحمة، ومن كثرة القتلى تسببت رائحة عفن الجثث فى انتشار الامراض، حماية المقدسات =.. كان الصليبى (أرناط) سنة 578 هـ أعد مُخطّطالضرب الإسلام فى مقدساته وذلك بالسيطرة على البحر الأحمر واحتلال الحرمين الشريفين ،وبمحر علم مخابرات صلاح الدين ارسلت المعلومة لصلاح الدين الذى أمر قائدَ أسطوله بمصر حسامَ الدين لؤلؤ بالردّ فجهّز أسطولا وتعقّب الصليبيين فاستولى على مراكبهم كلِّها حيث قُتل أكثرُ مَن كان بها ، وأخذ 170 أسيرا صليبيا فأمر صلاحُ الدين بـ«ضَرْبِ رقابهم وقطعِ أسبابهم بحيث لا تبقى منهم عينٌ تطرف ولا أحدٌ يخبر طريق ذلك البحر أو يعرف» ومن اللافت انه أوكل قتلهم لرجالُ الصوفية والفقهاءُ ، وبالطبع هم ليسوا كفقهاء اليوم الذين يتوددون إلى الآخر ولا صوفية اليوم بل يقصد العباد الزهاد الذين يعرفون الجهاد  =قتل ارناط بيديه. القصاص_ وبعد النصر فى حطين كان الأمير الصليبى رينولد دى شاتيون (ارناط) ضمن أسرى معركة حطين سنة 583 هـ ،وأمر صلاح الدين بعدم إعطائه شربةً ماء ثم قتله بسيفه جزاءا له على ما اقترفه فى حق المسلمين ، وفى تلك الأثناء جُمع أسرى الداويّة والإسبتاريّة السلاح الخاص الكومانذر للصليبين وذبح منهم مايزيد على مائتين فارسا حتى لا يعودوا إلى حرب المسلمين ، ومن اللافت أن كتب التاريخ تقول أن مهمة إعدامهم أُوكلت أيضا إلى الصوفية وليس إلى جنود صلاح الدين. الأمة كلها مجاهدة وليسوا كاليوم شيوخ مختثين =عندما علم صلاح الدين بالمذبحة التى ارتكبها ريتشارد قلب الأسد فى عكا سنة 587 هـ أمر صلاحُ الدين بإعدام من يتم القبض عليه من فرسان الصليب رغم إمكانية تبادل الأسرى المسلمين مقابل أسرى الصليبيين وقد أعدم مايقرب من العشرين……،،،، رحم الله صلاح الدين القائد المجاهد العابد العادل الكريم الرحيم القوى واسكنه فسيح جناته…كم نحن أحوج إلى مثله الآن ……….

(المصدر: طريق الإسلام)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى