
(صلاة التّراويح) (٢)
بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى )
قال اللّه عزّ وجل: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: (من صلّى ركعتين أو أكثر بعد العشاء فقد بات للّه ساجدًا وقائمًا) وقال الكلبيّ: (من أقام ركعتين بعد المغرب وأربعًا بعد العشاء فقد بات ساجدًا وقائمًا) وعن عائشة رضي الله عنها: كان النّبيّ ﷺ يقوم من الليل حتّى تتفطّر قدماه فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول اللّه وقد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال النّبيّ ﷺ: {أفلا أكون عبدًا شكورًا}؟ وقال الإمام ابن تيمية: (قيام رمضان لم يوقّت الرّسول ﷺ فيه عددًا معيّنًا بل كان هو ﷺ لا يزيد في رمضان ولا غيره على ثلاثة عشرة ركعة لكن كان يطيل الرّكعات فلمّا جمعهم عمر على أبيّ بن كعب كان يصلّي بهم عشرين ركعة ثمّ يوتر بثلاث وكان يخفّف القراءة بقدر ما زاد من الرّكعات وكان طائفة من السّلف يقومون بأربعين ركعة ويوترون بثلاث وهذا كلّه سائغ ومن ظنّ أنّ قيام رمضان فيه عدد مؤقّت لا يزاد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ) وقال أبو عثمان النّهديّ: (دعا عمر رضي اللّه عنه بثلاث قرّاء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للنّاس في رمضان ثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ خمسًا وعشرين وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية) وقال هرمز الأعرج: (كان القارئ يقوم بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعة رأى أنّه قد خفّف) هذا وتجوز القراءة من المصحف إن لم يكن الإمام من الحفظة فعن الزّبير بن العوّام رضي اللّه عنهما: (أنّ ذكوان أبا عمرو كان عبدًا لعائشة رضي اللّه عنها فأعتقته عن دبر منها أي: علّقت عتقه بعد موتها وكان يؤمّها في رمضان من المصحف)
إقرأ أيضا:الرد على الشيخ عثمان الخميس(٤)