مقالاتمقالات المنتدى

(صلاة التّراويح) (١)

(صلاة التّراويح) (١)

بقلم: أ.د. محمّد حافظ الشريدة( خاص بالمنتدى)

قال اللّه تعالی: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {مَن قامَ رَمَضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِهِ} قال ابن شهاب: فتوفّي رسول اللّه ﷺ والأمر على ذلك ثمّ كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر رضي اللّه عنهما! ومعنی قوله ﷺ: إيمانًا واحتسابًا أي من فعل ذلك تصديقًا باللّه ﷻ وعلمًا بفضيلة صلاة القيام ومحتسبًا جزيل ثوابه لا يريد سوی وجه اللّه ورضوانه ومخلصًا للّه في عمله كان جزاء ذلك غفران ما تقدّم من ذنوبه سوی حقوق النّاس المادّيّة والمعنويّة! وقد سميّت صلاة التّراويح بذلك: لأنّ الصّحابة رضي اللّه عنهم كانوا أوّل ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كلّ تسليمتين فعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: {إنّ رسول اللّه ﷺ صلّى في المسجد ذات ليلة فصلّى بصلاته ناس ثمّ صلّى من القابلة فكثر النّاس ثمّ اجتمعوا من الليلة الثّالثة أو الرّابعة ولم يخرج إليهم فلمّا أصبح قال: {قد رَأيتُ الذي صَنعتم فلَم يَمنعني مِن الخروج إليكم إلا أنّي خَشيتُ أن تُفرَض عَليكم} وكان ﷺ يرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة فيقول: {مَن قامَ رَمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر لَهُ ما تَقدّمَ مِن ذَنبِه} وعن عبد الرّحمن بن عبد القاريّ قال: {خَرجتُ مَع عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه ليلة في رمضان إلى المَسجد فإذا النّاس أوزاعٌ مُتفرّقون يُصلّي الرّجل لِنَفسِه ويُصلّي الرّجل فَيُصلّي بصلاته الرّهطُ فقالَ عمر: واللّهِ إنّي لَأرى لو جَمعتُ هؤلاءِ على قارئ واحدٍ لكان أمثَل ثمّ عَزم فَجمَعهم على أبيّ بن كَعب} ومعلوم أيّها الإخوة المسلمون أنّ خاتم الأنبياء ﷺ أمرنا بالاقتداء بسنّة الخلفاء من بعده والفاروق عمر أحدهم ولم يعترض الصّحابة عليه فصار إجماعًا ومن زعم أنّ عمر رضي اللّه عنه مبتدع فهو مجرم ظالم وفاسق آثمٌ! ومن فضائل صلاة التّراويح قوله ﷺ: {إنّه مَن قامَ مَع الإمامِ حتّى يَنصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيامُ لَيلَةٍ} ومعلوم أيّها المباركون أنّ صلاة التّراويح سنّة مؤكّدة ويجوز أن تصلّى فرادى ولكنّ الأفضل أن تؤدّى جماعة ووقتها بعد صلاة العشاء وتصلّى في جميع ليالي رمضان وقد اختلف العلماء في عدد ركعات التّراويح والقيام في رمضان فعن السّائب بن يزيد قال: {أمَر عمرُ بن الخطاب أبيّ بن كَعب وتَميمًا الدّاريّ أن يَقوما للنّاس إحدى عشرة ركعة وكان القارئ يَقرأ بِالمئين حتّى كنّا نَعتمد على العصيّ من طولِ القِيام وَما كنّا نَنصَرف إلا في فُروع الفَجر} وهذه الرّواية موافقة لرواية عائشة رضي اللّه عنها في عدد ركعات قيامه ﷺ في رمضان وغيره وعن السّائب بن يزيد قال: {كانوا يَقومون على عَهد عُمر في شَهر رَمضان بعشرين رَكعة} وباللّه التّوفيق!

إقرأ أيضا:معاناة المرأة في زمن موسى  (6)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى