![](https://www.msf-online.com/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-14-at-11.40.50-AM-780x470.jpeg)
صرخةُ نذيرٍ للأمة الإسلامية: عربها وعجمها.
بقلم الشيخ عارف بن أحمد الصبري ( خاص بالنتدى )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
وبعد:
فإن الداعي لهذه الرسالة هو الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني المحتل على أهل فلسطين بدعم كامل من أمريكا راعية الإرهاب العالمي، وكذلك الاستهتار الصهيوأمريكي بالعرب والمسلمين.
إن مما لا شك فيه أن الحكومة الأمريكية بزعامة المعتوه (ترامب)، والكيان الصهيوني بزعامة المجرم (نتنياهو) قد أعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين جميعاً بصورة فجةٍ قبيحةٍ، وفي تحدٍّ سافرٍ، وغطرسةٍ لا نظير لها.
أيها المسلمون:
إننا نعيش في مرحلة حرجةٍ من تاريخ الأمة العربية والإسلامية، بسبب الذنوب، والبعد عن دين الله، وعدم الاعتصام بحبل الله جميعاً، وبسبب التفرق والتنازع على مستوى دولنا، أو على المستوى المحلي لكل دولةٍ.
إن الذنوب والمعاصي، والفرقة والخلاف قد أغرى بيننا العداوة والبغضاء، وجعل بأسنا بيننا شديداً؛ فتسلط الأعداء علينا فسفكوا دماءنا، واحتلوا أرضنا، وانتهكوا حرماتنا وأعراضنا، ونهبوا أموالنا وثرواتنا.
ولستُ هنا بصدد تحميل طرفٍ، أو جهةٍ مسؤولية ما حدث؛ لكيلا يتسع الخرق على الراقع، ولأن الجميع سيقف يوم القيامة بين يدي رب العالمين الحَكم العدل سبحانه وتعالى.
أيها المسلمون:
إن الهدف هو أن نصلح ما تم إفساده في السنوات والعقود الماضية، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث على أرض الواقع إلا إذا أصلحنا حالنا مع الله وتمسكنا بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصبحنا على قلب رجل واحد، وقد أصبح من الضروري خلال هذه المرحلة الراهنة أن يتحد المسلمون في شتى أنحاء العالم، فإن وحدة الصف ونبذ الخلافات، وتغليب مصلحة الأمة فريضةٌ شرعيةٌ، وضرورةٌ حياتيةٌ ملحةٌ لإنقاذ الأمة العربية والإسلامية من المخاطر التي تتعرض لها.
أيها المسلمون:
إننا أمةٌ واحدةٌ: ربُنا واحدٌ، ورسولنا واحدٌ، ودينُنا واحدٌ، وقبلتنا واحدةٌ، وغايتنا واحدةٌ، وذمتُنا واحدةٌ، ونحن كالجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
والمأمول ما يلي:
أولا:
التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والالتزام بالإسلام عقيدةً وشريعة، والاعتصام بحبل الله جميعاً، وتوحيد الصف وجمع كلمة المسلمين.
ثانياً:
نبذ الفرقة والخلاف، وتصفير المشاكل والخصومات بين جميع المسلمين، والعمل على تحقيق مصالحةٍ حقيقةٍ بين جميع الدول العربية والإسلامية، ووضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.
ثالثاً:
تصفير الخصومات بين مواطني كل دولةٍ، ونبذ كل عصبيةٍ جاهليةٍ: قوميةٍ، أو حزبيةٍ، أو مناطقيةٍ، أو قبليةٍ، أو غير ذلك، وعلينا توحيد الصف وجمع الكلمة على أساس الكتاب والسنة لا غير.
رابعاً:
قيام الحكومات العربية والإسلامية بحراسة الدين الإسلامي وسياسة دنيا الناس به،
وقيام الشعوب بطاعة ولاة الأمر في غير معصية الله، وتصفير الخصومات بين الحكام وشعوبهم، وتجنب كل ما يؤدي إلى التنازع والفرقة والانقسام، وتوحيد الصف وجمع الكلمة، ولا يكون ذلك إلا بالاعتصام بدين الله وإقامة العدل بين الرعية، ومن ذلك العفو العام عن كل من ليس عليه قضيةٌ جنائية، وإخراج كل المسجونين ظلماً.
خامساً:
الوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين ونصرتهم في جهادهم لطرد الصهاينة المعتدين وتحرير أرضهم، وإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، والإغاثة العاجلة لهم، وإدخال كل احتياجاتهم من الغذاء والدواء والمال والرجال والسلاح بكل أنواعه بصورة علنية؛ لأن ذلك حقٌ لهم، وواجبٌ على المسلمين، والمناصرة بالحق لكل مسلمٍ على وجه الأرض.
سادساً:
ولتحقيق ما تقدم ذكره فلا بد من الدعوة لاجتماع عاجلٍ وانعقاد دائمٍ لجامعة الدول العربية، ولمنظمة التعاون الإسلامي، والخروج بموقفٍ عملي حازمٍ لردع كل عدوان على الإسلام والمسلمين.
سابعا:
قيام العلماء ببيان الموقف الشرعي في كل نازلةٍ، وعدم تأخير البيان عن وقت الحاجة، والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم.
وفي المقدمة الهيئات الشرعية العلمائية، كالأزهر، وهيئة كبار العلماء، والاتحاد العالمي لعلماءالمسلمين، … ونحوها من الهيئات.
ثامناً:
قيام كل مسلمٍ بإعلان موقفه الرافض للاحتلال الصهيوني لفلسطين وللموقف الأمريكي الداعم له، بكل وسيلة مشروعة متاحة.
وختاماً:
نسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفهم، على الحق، وأن يعجل بالفرج والنصر والتمكين للإسلام والمسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إقرأ أيضا:كلمة حول مسلسلات رمضان (١)