صراع الذكورية والنسوية بين شبابنا وبناتنا
بقلم أ. نور الدين قوطيط
صراع الذكورية والنسوية بين شبابنا وبناتنا، صراع مستورد من الغرب، مثل كثير من الصراعات المستوردة.
والمسلم العاقل والمسلمة العاقلة يَنأَيانِ بأنفسهم عن مثل هذه المعارك التي تُستَنزف فيها الطاقاتُ بل والإيمانُ؛ فالذكورية والنسوية كلاهما شر وفتنة، وكلاهما نزغة من نزغات الشيطان، وكلاهما من المخدرات المعنوية التي يُراد بها استنزافُ شباب المسلمين، وكلاهما سفَهٌ وحماقة، ودلالة على الغفلة عن المهمة الكبرى للمسلم في الحياة.
– المسلم -بحكم انتمائه للإسلام- لن يذهبَ يستوردُ من الغرب أو الشرق معاركَ أو حلولًا لمعاركَ، كما أنه لا يستورد تصوراتِه وأفكارِه وقيمه ومبادئه؛ لأنه يؤمن أن الإسلامَ ديانةٌ شاملةٌ ومتكاملةٌ للعقيدة والفكر، وللسلوك والفعل، وللأهداف والغايات، ومن ثَمَّ، يكون حريصا على فهم حقائق الإسلام، ومعالجة مشاكل واقعه في إطار قيم الإسلام ومبادئه وأصوله؛ فهذا لازم الانتماء إلى الإسلام ومقتضى دعوى الانتساب إلى النبي ﷺ.
– الرجل والمرأة كلاهما يحتاج للآخر؛ ففي الرجل أعماقٌ لا يملؤها شيء إلا المرأة، وفي المرأة أعماقٌ لا يملؤها شيء إلا الرجل، ولولا ذلك لَمَا كان لاستمرار الزواج في عالم الجنة الجميل أيُّ معنًى. ومهما حققت المرأة من النجاحات والطموحات، فإنها لا تستطيع مقاومة حنينِها الفطريِّ إلى الرجل، ومهما حاول الرجل مقاومة حنينه إلى المرأة وشوقه إليها ورغبته فيها، فإن هذه المحاولات تبوء بالفشل، ولولا أن المرأة حاجة مركزية للرجل لَمَا قالت الأنبياء -عليهم السلام، وهم صفوة الخلق- : ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ’جِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾..
– ألا فليحذر كل شاب وكل فتاة من هذه الدعَوات الفاجرة الأثيمة التي تصور المرأة على أنها كائن شرّير بفطرته، لا هَمَّ لها سوى استغلال الرجل في ملذاتها وطموحاتها، والتي تصور الرجل على أنه جبار طاغية لا هَمَّ له في علاقته بالمرأة سوى استعبادها واحتقارها …
احذروا ولا تُرهِبْكم تلك المصطلحات التي ينفخون بها منشوراتهم ومقالاتهم …
لِيَحذرْ كل شاب وفتاة هذه الدعوات المشبوهة -فهي من غبي ساذج أو خبيث ماكر- كما فليحذروا دعوات الإلحاد الصارخ أو المتخفي في شكل العلمانية والحداثة والليبرالية.
المصدر: قناة د. وصفي أبو زيد على التيليجرام