صدر حديثاً عن دار النفائس للنشر والتوزيع، كتاب (أثر الكوارث البيئية على العبادات في الفقه الإسلامي)، لمؤلفه أمين سليم وهو رسالة ماجستير مقدمة في الجامعة الأردنية.
تقديم للكتاب
إن موضوع الكوارث البيئية هو موضوع مهم وخطير في نفس الوقت، لأن وقوعها يلحق بالناس والمجتمعات البشرية الضرر والدمار الكثير الذي يتأذى منه الناس، سواءً كان هذا الضرر مادياً أو جسمانياً من وفيات وجرحى بأعداد كبيرة جداً، وفي مثل هذه الظروف الصعبة التي قد تلحق بالناس عند وقوع هذه الكوارث البيئية كالأعاصير القوية المدمرة، أو البراكين والزلازل والفيضانات وغيرها، فإنه قد يصعب على المسلمين أداء عباداتهم المفروضة عليهم بالشكل المطلوب منهم شرعاً.
لذا فإن من مظاهر رفع الحرج والمشقة في الشريعة الإسلامية الغراء، أنها راعت أحوال المكلفين في مثل هذه الظروف، حيث جاءت بالتخفيف والترخيص للناس عند وقوع المشقة عليهم.
ولقد أصبح موضوع الكوارث البيئية وخطرها على الناس، موضوعاً حيوياً وهاماً جداً في الأونة الأخيرة، مما دفع العلماء المعاصرين إلى أن يبحثوا المسائل التي تتعلق بهذه الكوارث وما يندرج تحتها، مراعاةً لأحوال الناس، والخفيف عليهم في فترة المصاعب والشدائد والكربات، وهذه من مهام أكثر الناس فهماً لنصوص الشريعة (العلماء) التي يظهر فيها التيسير ورفع الحرج ويصدق قوله سبحانه وتعالى: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة”.
ومظاهر حرص الشريعة على الترخيص والتخفيف في فترة وقوع مثل هذه الكوارث البيئية كثيرة جداً، وخصوصاً في باب العبادات وهو موضوع هذه الرسالة، لأن مسائلها متكررة ويكثر سؤال الناس عنها، خاصة في عبادتي الطهارة والصلاة.
(المصدر: تويتر ياسر الثميري / مكتبة الجامعة الأردنية)