في هذا الكتاب تعرضنا أولاً لأسماء القدس العديدة ومن أين جاءت هذه الأسماء، ثم انتقلنا إلى جغرافية القدس والآثار الإسلامية والمسيحية الهامة فيها، ومن ثَمَّ دلفنا إلى تاريخها الطويل من العهد الكنعاني اليبوسي قبل خمسة آلاف عام إلى ظهور بني إسرائيل، ثم ما تمّ من نفيهم .. وظهور النصرانية وبقاء سُكان القدس من العرب الكنعانيين القُدماء إلى يومنا هذا مع رفدهم بهجراتٍ عربيةٍ جديدةٍ قبل الفتح العُمري وبعده .
وتعرضت لهذا التاريخ الإسلامي ثم الغزو الصليبي ثم استعادة صلاح الدين لها ودوره في تحريرها من رجسهم، ثم كيف أضاع أحد أحفاد صلاح الدين هذا الجُهد المُبارك وسلّم القدس بنفسه إلى الإمبراطور الألماني لكي يدعمه في مُحاربة إخوته وأبناء عُمومته، فيا لها من صفقة خاسرة .. ولكن ذلك لم يدم سوى عشر سنوات عادت بعدها القدس إلى رحاب الحُكم الإسلامي المُتسامح مع جميع الديانات، وبقيت كذلك حتى دنسها اللنبي بأقدامه النجسة حيث قال: ” الآن انتهت الحروب الصليبية “، وحيث قال لصلاح الدين في قبره في دمشق: ‘ ها قد عُدنا يا صلاح الدين !! ‘ رُغم أنه لم يعد إلا بحراب العرب الذين صدّقوا وعُود الإنجليز على لسان اللورنس ومكماهون وأمثالهم، فجاوزهم جزاء سنّمار وأعطوا أرضهم ليهود لتكون مسرحاً لهذه الجماعات الخبيثة المُتجمعة من كافة أصقاع الأرض لتُحقق نُبوءات وخزعبلات آمن بها عدد كبير من ساسة الغرب في أوروبا والولايات المُتحدة، ولتُحقق أهدافهم الاستعمارية ولتمزيق الأُمة حتى لا تعود إلى مكانتها .
واستعرض الكتاب الوضع إلى انتفاضة الأقصى المُباركة في سبتمبر ‘ أيلول ٢٠٠٠ م ‘ وما تبعها من صور الفِداء والمُقاومة التي تُوضح مدى استعداد هذا الشعب للبذل والفِداء حتى يقترب الموعد الذي يقول فيه الحجر والشجر: ” يا مُسلم يا عبدالله تعال ها هنا يهودي ورائي فاقتله ” .
وإنه لموعد قريب مهما طال في ظن المغرورين والمخدوعين، والله غالب على أمره ولينصُرنَّ الله من ينصُره .
الدكتور محمد علي البار
(المصدر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع – دمشق)