صدر حديثاً عن دار المقاصد كتاب (أثر مدرسة القضاء الشرعي على الفكر الإسلامي المعاصر)، تأليف د. محمد عبد الوهاب غانم.
يقع الكتاب في 524 صفحة، وطبعت الطبعة الأولى عام 1439هـ – 2018م.
لا تعد من قبيل المبالغة إذا قلنا إن هذا الكتاب أشبه بموسوعة علمية ضمت بين دفتيها تاريخ الفكر الإسلامي المعاصر منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا.
لذلك حق للعلامة حسن الشافعي أن يقرر أن موضوع الكتاب واحد “من أندر الموضوعات”، وتكمن أهميته في “تقديم نموذج من العمل المؤسسي الفكري الملائم لهوية الأمة”.
فقد تناول الكتاب دراسة كيان علمي رصين كان أشبه بجامعة إسلامية مستقلة ألا وهي (مدرسة القضاء الشرعي). حيث تم بحث أثرها على الفكر الإسلامي بمفهومه الشامل، وازن فيها بين (الفلسفة الإسلامية والتاريخ والشريعة واللغة والأدب والشعر)، وأفرد لكل منهم فصلا كاملا، مما يجعل القارئ يقف على مسيرة الفكر الإسلامي المعاصر منذ بدايات القرن العشرين في المائة عام المنصرمة . كما ألقى الكتاب الضوء على الواقع المعاصر وأثر المدرسة وأعلامها على التدريس في الجامعات المصرية . وقد أخرجت لنا هذه المدرسة ثلة من أعظم علماء الأمة الذين حملوا مشاعل الفكر الإسلامي ، وساهموا في تشكيل الفكر الإسلامي المعاصر، فكان الواحد منهم بأمة تعد فيه الأبحاث العلمية، ويكون موضوعا لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه . ويكفي أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر أن من بين أساتذتها: محمد الخضري، مصطفى عبد الرازق، عبد المجيد سليم. وأن من طلابها: محمد أبو زهرة، عبد الوهاب خلاف، عبد الوهاب عزام، أحمد أمين، إبراهيم مدكور، عبد الرزاق السنهوري. لذلك جاء القسم الثاني من الكتاب طريفا في بابه، به دراسة ببليوجرافية احتوى على بعض الوثائق النادرة للأمر بإنشاء المدرسة من الخديو، وبعض اللوائح الداخلية الممهورة من سعد باشا زغلول (وزير المعارف آنذاك)، كما احتوى هذا الملحق على التعريف بأعلام المدرسة وآثارهم وأهم أعمالهم، ليكونوا قدوة للأجيال القادمة.
(المصدر: دار المقاصد للطباعة والنشر والتوزيع)