صحيفة فرنسية: فشل “بيغيدا” المعادية للإسلام يجعلها تفكر بالتحول لحزب سياسي
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن حركة بيغيدا المعادية للإسلام قد بدأت تواجه مشاكل في الاستمرار وحشد المزيد من المتعاطفين؛ ما جعلها تسعى إلى التحول حزباً سياسياً لمواجهة الخسائر التي تتلقاها.
وذكرت الصحيفة في مقال لها أن الحركة التي كانت تنظم مظاهرات كل يوم اثنين تقريبا، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، لم تعد تتمكن في الآونة الأخيرة من حشد سوى بضعة آلاف من المتظاهرين، بعيدا عن عدد 25 ألف شخص الذي تم تسجيله في 12 يناير/كانون الثاني.
وأوضحت الصحيفة أن منظمي مظاهرة الحركة ليوم 13 أبريل/نيسان، كانوا يتوقعون حضور 30 ألف مشارك من أجل استقبال مؤسس حركة اليمين المتطرف في هولندا، “غيريت فيلدرز”، إلا أن الحضور لم يتعدَّ 10 آلاف شخص، وهم ما جعل قياديي “بيغيدا” يفشلون في تحقيق هدفهم.
كما أبرز المقال أن تظاهرة الاثنين شارك فيها عدد كبير من الأشخاص المحسوبين على التيار النازي الجديد، وعدد من المتقاعدين أو ممن اقتربوا من سن التقاعد، أتوا لسماع خطاب فيلدرز. هذا الأخير، الذي يتأسس وجوده السياسي على معاداة الإسلام، حرص على رسم صورة سوداوية لأوروبا “تهددها قوانين الشريعة والمقاتلين العائدين من سورية، الذي يتجولون بحرية داخل شوارعنا، ويستعدون لارتكاب الهجمات، بحسب زعمه”.
ونقلت الصحيفة قول فيلدرز إن “المسلمين ليسوا جميعا إرهابيين، بيد أن الجزء الأكبر من الإرهابيين هم مسلمون”، وأضاف بأنه إذا أراد الأوروبيون أن يظلوا حضارة يهودية مسيحية، فيتعين فسخ اتفاقيات تأشيرة “شينغن” والعودة إلى العمل بنظام مراقبة الحدود.
في المقابل، أوضح المقال أن حركة بيغيدا استقدمت نائبة من حزب البديل لألمانيا تدعى “تاتيانا فيسترلينغ”، من أجل تمثيل الحركة في الانتخابات المحلية التي ستجرى بمدينة دريسدن، معقل الحركة، يوم 7 يونيو/حزيران المقبل.
وفي تعليقها على هذه الخطوة، ذكرت “لوموند” أن “بيغيدا” استقدمت هذه النائبة من حزب آخر بعدما فشلت في العثور على مرشح محلي، وهو ما يعد دليلا على الصعوبات التي تجدها الحركة في إقناع الألمان بخطابها العنصري. وذكرت الصحيفة في هذا الصدد أنه بعد مرور ستة أشهر على إنشائها، تظهر اليوم حركة بيغيدا كتيار يميني متطرف يسعى للتحول إلى حزب سياسي، ولو كان ذلك على الأقل على المستوى المحلي.