مقالاتمقالات مختارة

شُبهات حول فلسطين.. صفعة لصفقة القرن!!

شُبهات حول فلسطين.. صفعة لصفقة القرن!!

بقلم أشرف عبد المنعم

كلما أقام الصهاينة مجزرة في فلسطين الحبيبة المحتلة، سارع المنافقون وأعداء الإسلام في بلادنا إلى ترديد أكاذيب الصهاينة دون تفكير، وفي هذا المقال والذي أعدت نشره عدة مرات والآن بناء على طلب أخ كريم أجد أنه من المواضيع المتجددة بشكل دوري ورد شبهات الكافرين والمنافقين واجب علينا.. نشرته سابقا على حلقات والآن مقال مُجمع لعل هناك من يريد الاحتفاظ بكل الردود على الشبهات التي يجترها أعداء الإسلام دوما.

يُثير اليهود ومَنْ والاهم مِنْ نصارى وملحدين شُبهات كثيرة حول فلسطين العزيزة الأبية، ولكل طائفة منهم غَرض مُختلف عن غيرهم! فالعالمانيون والملحدون يَهُمُّهم أن يُثبتوا وجود ولو خطأ واحد في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الصحيحة، والنصارى مثلهم ولكنهم أيضا متأثرون بالفكر اليهودي العنصري لكُتَّاب الكتاب المقدس الذين هم في الغالب كَتَبة مجهولون باعتراف عُلماء الكتاب المقدس، وقد أشرت لهذا سابقا في سلسلة “الأناجيل تحت نور العلم”، أمَّا اليهود فَيهُمُّهم -بالإضافة إلى ما سبق- إثبات أن زَيْفَهم وبُهتانهم وأكاذيبهم حقيقة! ليستولوا على أرضنا الإسلامية ليس فقط فلسطين بل كل أرض يستطيعون احتلالها، فيسرقون الجغرافيا والتاريخ بكذبهم، وللعلم فقط، الكيان الصهيوني هو الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود ثابتة ولو على الورق! وقد أجاب بن جوريون عَمَّا هي حدود “إسرائيل” فقال “عند أخر جندي” أي كلما احتلوا أرضا قالوا إنها تخصنا وحدث هذا عندما إحتلوا جنوب لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي، ولما تحرر الجنوب اللبناني لم يذكروا إنها أرضهم بعدها! فتأمل!

دعاني صحفي يهودي من جريدة “Delaware State News” لحوار حول فلسطين-منذ عدة سنوات- وقلت له أثناء الحوار إنني على استعداد لمناظرة أي يهودي أكاديمي أو حاخام “دوفر” المدينة التي نعيش فيها، لأثبت له من كتابه إن اليهود محتلون لأرضنا، للأسف الشديد لم ينشر الحوار ولا حتى كلمة منه!! (عندما سألت عن الصحفي قال زملاؤه في الجريدة أنه يهودي!!!!).

بعدها زارتني سيدة تعمل أستاذة في جامعة “ديلاوير” وكنا في شهر رمضان واستمر الحوار من بعد صلاة الظهر حتى المغرب ولم يقطعه إلا أداء الصلاة فقط، وكان حوارا مثمرا، كتبته من قبل ولكن الآن سأحاول ذكر بعض الشبهات الأكثر تداولا، والبداية دائما أكذوبة يروجون لها وهي أن فلسطين أرض بلا شعب! وعليه أكتفي بدليل من كتبهم، فنقرأ في سفر التكوين إصحاح 12 فقرة1-6 “وقال الرب لإبرام ( سيدنا إبراهيم)  «اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. 2 فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة. 3 وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض». 4 فذهب إبرام كما قال له الرب وذهب معه لوط..

وخرجوا ليذهبوا إلى أرض كنعان (فلسطين). فأتوا إلى أرض كنعان. واجتاز إبرام في الأرض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة. وكان الكنعانيون (الفلسطينيون) حينئذ في الأرض”!! فتأمل.

أثارت السيدة اليهودية، عِدَّة شُبهات رائجة ومتعارضة! منها “أن العرب أعدادهم كبيرة وأراضيهم واسعة واليهود قليلون وليس لهم وطن!!

فقلت لها هل تقبلين أن يأتي أولاد عمك ويقتلوا أولادك ويستولوا على أرضك وعقاراتك بحجة إنكم أغنياء وهم فقراء؟ قالت لا!!!

قلت وكذلك نحن لا نقبل!

قالت: نحن أخذنا الأرض بقوة السلاح!! ولو لم نكن على الحق لما سمح الله بذلك؟ قلت لها هذا منطق مَنْ لا يؤمن بالله! لأن الله حَرَّم القتل والسرقة وعندكم في الوصايا العشر “لا تقتل، لا تسرق”! ومعنى كلامك إنه لا يجب محاكمة القاتل والسارق والمُغتَصِب بحجة إن الله سمح بذلك وهذا مرفوض!!

والمعركة لم تنته بعد، فنحن لم نُسَلِّم لكم بحقكم في أي شيء، وإن كُنَّا الآن في أضعف حالاتنا التاريخية وأنتم في أوج قوتكم ومعكم الدول العظمى! ورغم ذلك لم تهنأوا بالسلام في أي مدينة فلسطينية حتى الآن!! فالقلق والخوف من أي هجوم استشهادي أو انفجار يهددكم في كل وقت، فأين النصر؟ والقرآن الكريم يُعلمنا إن الأيام دُوَلْ، فلا يبقى القوي قويا ولا الضعيف ضعيفا للأبد، ورغم قوتكم و قوة مَنْ ورائكم، ونحن ضعفاء إلا أنكم في الحقيقة لم تحققوا شيئا ولم تهنأوا بفلسطين ولا حتى قرية واحدة آمنة فيها!

وكلامك ينقض ما قلتيه سابقا، عن اعتراضك على قتالكم في أرضنا، فباعترافك أنكم أخذتم الأرض بالقوة، فلماذا تُحَرِّمون علينا أن نستعيدها بالقوة؟!

وشيء آخر في غاية الأهمية، وهو أن فلسطين قد احتلها الصليبيون لمدة قرنين من الزمان! ورغم ذلك بفضل الله تعالى انتصرنا عليهم وطهرناها منهم، فنحن لا نيأس مهما طال الزمن، وكذلك لم يحارب الصليبيين إلا المسلمون من كافة الأعراق! فلماذا لم يحاربهم اليهود إن كانت أرضهم؟ ولماذا لم يحاربهم نصارى الشرق؟ الذين حاربوهم وضحوا بكل شيء من أجل تحرير فلسطين وغيرها هم أصحابها المسلمون ولأنها قضية إسلامية محضة لا يدافع عنها إلا المسلمون!

قالت: نحن اليهود نملك المال والعلم والتكنولوجيا، والعرب يملكون الأراضي والقوة البشرية والثروات الطبيعية، ونحن أولاد عم! فلو تعاونا معا يمكن أن نحقق الرخاء والازدهار والغنى والسلام لكلا الشعبين!!

قلت لها لا سلام مع محتل سارق لأرضنا وقاتل لأخوتنا، وإذا أردتم السلام حقا، فارجعوا من حيث أتيتم! وبمناسبة السلام! فالتاريخ خير شاهد على متى حَلَّ السلام في أرض فلسطين، فقط عندما حَكَمَها المسلمون فلم يكن هناك ثمة عنصرية أو مذابح أو اضطهاد ضد اليهود والنصارى! وعندما حكمها النصارى، أغرقوا الأرض بدماء المسلمين واضطهدوا اليهود، وعندما حكمتم أنتم، ارتكبتم وترتكبون مذابح يومية، حتى تفوقتم على هتلر، فمن أراد السلام عليه أن يعمل على إرجاع الأرض للمسلمين، لينعم الجميع بالسلام!

طَرحت السيدة اليهودية شبهة من أكثر الشبهات تداولا ورواجا، وللأسف الشديد يرددها كثير من المسلمين بجهل، ويدندن بها المنافقون كثيرا، قالت السيدة “نحن (اليهود) قد اشترينا الأرض من الفلسطينيين ومعنا العقود والمستندات الدالة على ذلك”!! قلت لها إن ما قلتيه يثير عدة ملاحظات:

أولا: هذا يناقض إدعاءك بأن الأرض قد أعطاها الله لكم! فكيف تشترون ما تملكون؟ فهل تصدقين أحدا، يَدَّعِي إنه يمتلك عمارة سكنية ثم يقول لكِ إنه اشترى شقة بها!!! ثم هل معكم عقود بكل أرض فلسطين؟

قالت: بل الكثير منها!! قلت لها:  ثانيا: يوجد في أمريكا حوالي 6 ملايين يهودي، ومن أغنى أغنياء أمريكا، ويمكنهم شراء ولاية أمريكية، لكن ماذا سيفعل الأمريكان معكم إن أعلنتم قيام دولة مستقلة على هذه الأرض؟  قالت سيقتلوننا!

قلت نعم وسيكون معهم كل الحق كما إن معنا كمسلمين كل الحق لنطردكم من أرضنا، فليس هناك شيء اسمه، نشتري أرضا في دولة ذات سيادة ثم نقيم عليها دولة مستقلة!! يمكن أن نقيم عليها مصنع أو شركة أو مساكن وهذا لا يتم إلا بموافقة السلطات!!

ثالثا: بيع بعض العرب والمسلمين لأراضي يتملكونها في دولة فلسطين لمواطنين يهود! شيء طبيعي، ويحدث هنا في أمريكا وغيرها من دول العالم، فهذا ليس شيئًا مُجَرَّمَا دينيا أو قانونيا!! خصوصا أن البائعين لم يعلموا بالمؤامرة وراء عملية الشراء! وهذا ينفي أي إدعاء بأننا كعرب وكمسلمين نكره اليهود! وإلا ما كان هناك تعامل بالبيع ولا بالشراء من الأساس. واضح وجود علاقة طبيعية جدا.

رابعا: في الحقيقة أن المنظمة الصهيونية العالمية، قد أرسلت بعض اليهود الغربيين، ليشتروا أرضا في فلسطين، ليس بغرض إنشاء دولة!! بل لوضع قدمهم في فلسطين أولا ثم تليها خطوات أخرى خبيثة ومجرمة! وكانوا يعرضون أضعاف السعر العادل للأرض، كي يَحُثُّوا الناس على البيع! فأكثر من باع لهم، هم أسر لبنانية مسيحية، حصلوا على أراضي كإقطاعيات، من الوالي العثماني!! أي أرض لم تكلفهم شيئا، وباعوها بأسعار عالية جدا، ثم ماذا؟ ثم ذهبوا لبلادهم! أما أهل فلسطين، فمن باع أرضه بسعر عالٍ جدا، أين ذهبوا؟ هل تبخروا في الهواء؟ أبدا، ذهبوا لمناطق أخرى يشتروا بالسعر العادي واستفادوا بفارق السعر!

خامسا: شاهدت بنفسي أفلاما تسجيلية في القنوات الأمريكية، القائمون عليها يهود، وفيها تظهر بواخر تحمل يهودًا من أوروبا لفلسطين! وكانت ملابسهم رَثَّة، ويعانون من سوء التغذية ويبدو عليهم الفقر والمرض والضعف بشكل عام، وبعضهم حفاة والبعض الآخر يلبسون بالكاد ما يستر عوراتهم وبعضهم يرتدي بيجامة!! فهل شاهدتِ ما أتكلم عنه؟

أجابت بنعم!

قلت لها حسنا، فهل تريدين مني أن أصدق أن أمثال هؤلاء البؤساء التعساء وأمثال أبو بيجامة، كانوا مليونيرات وجاؤا ليشتروا أراضي في فلسطين؟!

أثارت السيدة اليهودية، نقطة هامة، قالت إن الرسول الأكرم دعا للعنف ضد اليهود! قلت لعلك تقصدين قوله صلى الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر أو الشجرة فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود “!

قالت نعم.

قلت وهل اليهود يريدون أن يُصدِّق الناسُ الرسولَ؟ قالت كيف؟ قلت عندما طاردكم النصارى في أوروبا ولم تجدوا ملجئا وحماية إلا في بلادنا، ثم تآمرتم علينا ودفعتم الأموال الطائلة لتحتلوا أرضنا وتقتلوا إخوتنا، هل كنتم تفعلون ذلك، ليصدق فيكم قول الرسول! إن حديث الرسول هذا لهو من دلائل نبوته عليه السلام! لأن الطبيعي أن يكون اليهود ممتنين للمسلمين، شاكرين ومحبين لهم .لا أن يكرهوهم ويمكروا بهم!”

وهذا الحديث الشريف، قرأت لمن يسخر منه، فإذا كان المكذب نصراني أو يهودي أو عالماني ملحد، فأقول له، اذهب إلى القرآن الكريم وحاول أن تجد فيه ولو خطأ واحدًا أو تناقضًا واحدًا، أو حاول أن تؤلف ما يشبه سورة من سور القرآن الكريم، واعلم أن أئمة الكفر من الإنس والجن يعلمون هذا التحدي ولكنهم يتجنبونه لأنه يفضح كفرهم بالحق، فحاول ثم ارجع إلينا،

أما بالنسبة للمسلم التائه الذي يتكلم كلام الكفر وهو لا يعلم. أقول، الأمر ببساطة، إننا نعلم أن محمدًا رسول الله وإنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فكل ما علينا أن نتأكد من صحة الحديث المنسوب للرسول، فإذا صح الحديث، علينا أن نتأكد من المراد منه أو معناه، فإذا تأكدنا، علينا أن نؤمن ونصدق ونقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما محاولة تصور أمر مستقبلي بمعطيات الحاضر، لهو الغباء بعينه، لأن للمستقبل معطيات قد تكون مختلفة تماما عما هو موجود الآن، وأعطي مثالا، قال الرسول من علامات يوم القيامة “ظهور القلم” والآن نفهم تماما المعنى؛ أي انتشار المطبوعات والكتب، والمطابع، والكمبيوتر، ليس فقط وسيلة لحفظ المعلومات بل أداة للكتابة أيضا ومثله التليفون المحمول أيضا، والأكثر من ذلك، أنه لا يخلو بيت في العالم المتحضر من وجود “قلم” أو أقلام بالمعنى الحرفي للكلمة.

فتأمل!!

ولو كُنتَ موجودا أيام الرسول في مجتمع أمي، وحاولت بمعطيات عصرك أن تتخيل “ظهور القلم” لكفرت، فانتبه لما تقول، أو على الأقل اسأل لتستفسر وتتعلم ولا تسخر من حديث للرسول فتكون كذبته وكذبت كتاب الله فتهلك.

من أخطر أنواع الشُبهات، والتي يلوكُها الملحدون العرب، الذين يَتَخَفَّوْن وراء شعارات الليبرالية والعالمانية والحداثة، والغريب أنهم لا يعرفون من هذه الشعارات إلا معاداة كل ما هو إسلامي، ومناصرة كل ما يُناقض ويُعارض ويُعادي الإسلام!!

منها قولهم إن فلسطين لليهود ويستدلون بقوله تعالى ” يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة:21]!

ويستغلون جهل الأغلبية ببديهيات من المفترض إنها من المعلوم من الدين بالضرورة! فيخلطون-بخبث شديد- بين الحق والباطل، لذا وجب توضيح الآتي:

1- إن جميع الرسل والأنبياء -من بُعث منهم إلى بني إسرائيل أو إلى غيرهم من الأمم- دينهم الإسلام، ورسالتهم هي الإسلام، ودعوتهم التوحيد، وأتباعهم الذين آمنوا بهم هم مسلمون!

2-الولاية على الأماكن المقدسة مثل المسجد الأقصى والأرض المقدسة عامة والمسجد الحرام والمسجد النبوي وسائر المساجد في الأرض هي للمؤمنين فقط مصداقا لقوله تعالى {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ . إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}!

3- إن استيلاء الكفار والمشركين على الأرض المقدسة، يجعل من الجهاد لتحريرها فرض على كل المؤمنين، لتحقيق وعد الحق تبارك وتعالى إذ يقول “وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ )!

4- أمر الله تعالى لنبيه موسى وأخيه هارون عليهما السلام ومعهما بني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة وتحريرها من الوثنيين، ذلك لأن بني إسرائيل كانوا الأمة المسلمة المؤمنة في ذلك الوقت. وقال موسى لقومه: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ..}، ثم قال: {والْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]! العاقبة للمتقين وليست لأصحاب عِرق مُعين. فتأمل!

5- الإيمان لا يُوَرَّث! وهناك أمثلة كثيرة في القرآن الكريم. فابن وزوجة نوح عليه السلام كافِرَيْن، وامرأة فرعون مؤمنة! ومن انحرفوا إلى الكفر من بني إسرائيل يقول تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا. وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} [النساء:155-156] إضافة إلى كُفرِهم بِنُبوَّة عيسى عليه السلام وبإنجيله وكذلك كُفرِهم بِنُبُوَّة محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن الكريم، فليسوا مؤمنين بل كافِرِين كُفر مُركَّب، فليس لهم حق في الأرض المقدسة التي كتبها الله للمؤمنين في كل زمان، وقال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:55].

أتوقع هجمة شرسة من المنافقين وأبواق الحكام الخونة في بلادنا قبيل الشروع في تنفيذ صفقة القرن، يرددون فيها بعض ما ذكرته هنا من شبهات وأكثر، وسيدلس علينا بعضهم باسم العلم والتاريخ وسيدلس البعض الآخر بإسم الدين فلنحذر، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

ودمتم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى