شيطان العلمانية وتوظيف القضايا
يعتمد شيطان العلمانية منهجًا ماكرًا في توظيف القضايا لتحريف القصد ومن ثم فقدان حقيقة العبودية لله، عز وجل، وبالتالي يتراقص مجرمي النظام الدولي على ضفاف الخليج؛ زعما منهم الحراسة للخليج من شياطين الملالي الخمينيين في قم المدنسة، ولا شك أن خطر مجوس إيران قائم وقادم، ولكن يسعى الغرب إلى تنمية الخطر، كفزاعة لسرقة الخليج وتدمير بلاد الجزيرة، خاصة سعيه لصناعة فوضى تفصل جغرافيا الدين عن جغرافيا البترول فيما يعرف بتدويل الحرمين.
وعلى نفس المنوال يسعى البعض بمكر عالٍ ودهاء ماكر إلى التراقص على عقول الشعوب المسلمة حال صناعة وهم الخطر القادم لتجاهل مقاومة الخطر القائم المعاصر المتحكم في العقول والمفاهيم في واقعنا المعاصر.
بعض القلوب تبحث عن بيئة الصراع لتجد لها متنفسا بملازمة المقارعة لمن ترى فيهم خصوما وهم كذلك غير أن فقه الأولويات مانع من عشوائية الترتيب وهنا محل القصد.
وفي داخل الكيان السني، يسعى البعض إلى استدعاء الشيطنة، لوهم التوصيف والتوظيف، وما هم إلا شركاء فكرة متنوعة، حرص منهج إبليس على جعلها أحادية الولاء أو البراء ليجد بابا للتسول على موائد وهم العمل للدين وما هي إلا أدوات للتنقيب عن مكنون أهداف دنيوية وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال إنما الأعمال بالنيات.
قضايا الأمة بين الثابت والمتغير
قضية التوحيد الشامل الصانع للفاعلية مع نصوص الشريعة تعتبر أقوى واهم القضايا التي يجب أن تكون محور للقضايا السابقة أو المعاصرة أو في المستقبل القريب أو البعيد.
قضية الاتباع للحبيب صلى الله عليه وسلم بمتابعة مفردات السنة المحمدية في النقير والقطمير حتى يكون الهدي منهج حياة ومن ثم تتجدد قضايا السنة المحمدية في مواجهة المبتدعة تباعا بتجدد الأجيال عبر التاريخ.
قضية الرمزية عند أهل السنة والجماعة وهي أحد أدوات صيانة الشريعة سواء الرمزية في حراسة الهدي الظاهر اللحية أو النقاب أو السواك أو تقصير الثياب أو التيمن في كل شيء لو إلقاء السلام على من تعرف أو لا تعرف أو نشر عموم هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في دقائق المجتمع والأمة هذه القضية من أصول حراسة التميز والخصوصية للأمة فهي أصل من جانب وفرع من جانب آخر وهنا الحكمة والوعي في الطرح فليس من عاقل يقول بالتفريق بين عموم الشريعة أصول أو فروع بوهم مفردات القشر واللباب فالشريعة كاملة دقيقها كعظيمها لعظم الشارع الحكيم سبحانه وتعالى.
ومن دلالات الوعي عندنا نقول بالحكمة في طرح القضايا وإدراك طبيعة الزمان والمكان وحقيقة الأخطار القائمة أو القادمة حتى لا نستهلك الجماهير في مقاومة خطر زال أو يقع تحت دائرة الشك في وقوعه في المستقبل.
يجب علينا إدراك حقيقة الواقع الذي نعيش فيه ونضع خريطة ذهنية ترتبط بطبيعة جغرافيا التدافع بين حق أو باطل حتى لا نستهلك جهود في غير موضعها أو نترك أمراض قائمة بسبب الانشغال بأمراض قادمة.
قضايا الخطر العلماني والباطني تعتبر من الملفات القائمة المتجددة بعد النجاح الصفوي في اختراق بنية المجتمع العربي وامتلاك العلمانية العربية لغربان تسعى جاهدة إلى التسويق لقبول الطعن في اللغة العربية والسنة المحمدية وأهل العلم تحت شعار خبيث ماكر وهو مقاومة التطرف والغلو ظنا منه أن النصوص والشريعة قابلة لمثل هذه الأمراض وهذا ليس صحيحا بل الشريعة ورمزيتها من أقوى أدوات حراسة خصوصية الأمة بين الأمم.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)