شيخ الأزهر يكشف عن تعرضه لاضطهاد وحصار
كشف شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عن تعرُّض أكبر مؤسسة دينية في مصر لاضطهاد وحصار إعلامي غير مسبوق من قِبل القنوات والصحف اليومية الصادرة في البلاد والتي تسيطر على غالبيتها الدولة، وعدم السماح لهم بنشر أي مقال، أو إجراء أي مقابلة تلفزيونية بسهولة.
وقال “الطيب”، خلال لقاء مسجَّل بثته القناة الأولى، أمس السبت: “إننا لو أردنا أن نردَّ بمقال على مقال يشتم الأزهر لا يُسمح لهذا المقال بالنشر إلا بعد عناء شديد، ولا يرى النور”.
وأضاف: “إذا أردنا أن يخرج واحد ثاني في القناة ليتحدث، فبصعوبة شديدة وكثيراً ما يُرفض، كانت هناك حملة على الأزهر الشريف وهذه الحملة لا تصبُّ -والله- إلا في فلسفة داعش ونظام داعش وحرب داعش”.
يشار إلى أن شيخ الأزهر سبق أن انتقد حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشكل غير مباشر، حين حذَّر من خطورة الظلم، والاعتداء على الدماء والأعراض، وتداعياته على المجتمع.
وخلال السنوات القليلة الماضية، شهدت مصر زيادة في عدد المدنيين الذين يمثُلون أمام المحاكم العسكرية، وكذلك عدد أحكام الإعدام التي أصدرها القضاة العسكريون، حيث أعدم نظام السيسي ما لا يقل عن 179 شخصاً، في الفترة من 2014 إلى مايو 2019، بالمقارنة مع عشرة أشخاص في السنوات الست التي سبقتها، بحسب وكالة “رويترز”.
كما اصطدمت آراء “الطيب” بالسلطة المصرية ومؤيديها في قضايا أثارت جدلاً واسعاً، حتى قال السيسي له في مناسبة على الهواء: “تعبتنا يا فضيلة الإمام”.
وشنت صحف حكومية هجوماً على “الطيب”، حيث تصدرت صورته مجلة “روز اليوسف” الحكومية أواخر نوفمبر 2018، تحت عنوان “الفقيه الذي عذَّبنا.. وهذه معاركك الحقيقية يا فضيلة الإمام”.
كما حذَّر وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، في مقال بصحيفة “الأهرام” الحكومية، من “تحوُّل الأزهر إلى سلطة دينية”، مضيفاً: “صُدمتُ.. خطاب الرئيس وخطاب شيخ الأزهر خطابان نقيضان في المنطلقات والدوافع والمبادئ الحاكمة، على السواء”.
وينص الدستور على أن الأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية، ويظل شيخ الأزهر في منصبه حتى سن الثمانين، ثم يعود من جديد لشغل مقعده في هيئة كبار العلماء، ويُنتخب شيخ جديد من أعضاء الهيئة، ولا يحق لرئيس البلاد عزله أو تغييره كما كان يحدث سابقاً.
(المصدر: الخليج أونلاين)