مقالاتمقالات المنتدى

شبهات حول علي رضي الله عنه (٩)

شبهات حول علي رضي الله عنه (٩)

 

بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)

 

شبهة كلام العباس في علي رضي الله عنهما

•هذا تمهيد لابد منه قبل الولوج في الشرح لارتباطه به ولفهم كلام الأئمة شراح السنة فمن يجهل هذه المقدمة يعتبر شروحهم ترقيعا!! أو تضليلا للناس وحاشهم رحمهم الله بل هو رد الجزئيات للكليات ورد الفروع للأصول والمتشابه للمحكم وتصور عام مكتمل للقضية ورؤية شامله لها من كل الزوايا واستحضار كل مايتعلق بها للحكم عليها بدقة وعلم وانصاف وشمولية حذرا من الإعتماد على بعض الأدلة دون بعض والذي ينتج عنه قصور في النظر وظلم في التقويم وهو أمر محرم ومنكر عظيم في حق الكافر فضلا عن المسلم فضلا عن سادات الأمة الممدوحين في التوراة والإنجيل والقرآن رضي الله عنهم.

•هذه هي وجهة نظر أئمة أهل السنة في اعتقادهم في الصحابة وفي تعاملهم مع ماصح من الآثار التي تثبت بشريتهم وعدم عصمتهم من كل قول أو فعل محرم بسبب الغضب أو الشهوة أو الجبلة البشرية التي لا يعصم منها غير الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ولا يوجد سني واحد يعتقد العصمة لغيرهم.

•وعليه لايوجد أي حرج شرعي أو عقلي عند أهل السنة لو قلنا غلط العباس بكلامه المنفعل على علي رضي الله عنهما في لحظة غضب أو سوء فهم او سوء ظن الخ العوارض البشرية التي تقع من الكبار والصغار ولايقصد العباس حقيقة الكلمات فيها فعلي أتقى وأورع من ذلك بإجماع الصحابة الذين بايعوه على الخلافة وقدموه على كل الصحابة عند بيعته ومستحيل أن يتفقوا على بيعة من كانت فيه هذه الصفات المذمومة.

•وحتى من رفضوا بيعته كمعاوية لم يتهمه بشيء منها وإنما بعدم إقامة الحد على قتلة عثمان كما قدمنا ولو كانت هذه الصفات في علي حاشاه لأشاعها معاوية أو اتباعه أو الخوارج الذين قاتلوه فقط على ظنهم كفره بالتحكيم لا على كونه غادر كاذب ….

•ولذلك سكت عمر ومن كان عنده من الصحابة عن انفعال العباس لكونه كلام غاضب عابر يزول بزوال غضبه لا كلام شاهد بادلته وبراهينه يقاضى به المشهود عليه أمام الخلفية ولو علموا أن العباس يقصد حقيقة لفظه لانكروا عليه ذلك لكونه منكرا وزورا من القول يجب عليهم إنكاره ولأنه يستحيل أن يتصف بها من أمرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام باتباع سنته هو والخلفاء الراشدين المهديين قبله والعض عليها بالنواجذ ولكون عمر جعل عليا من السته أهل الشورى الذين يختارون خليفة الأمة بعده فهل سيختاره عمر لذلك لو كانت فيه إحدى هذه الخصال التي ذكرها العباس فضلا عن كلها؟! يستحيل ذلك عقلا وشرعا لذلك سكتوا لكونه انفعال عم على ولد أخيه له عليه كحق الوالد في البر والإكرام واحتمال الانفعال
والوالد لا يقاد بولده فضلا عن تحمل شتمه في حال الغضب وما أجمل قول الحافظ ابن حجر رحمه الله : ولم أر في شيء من الطرق أنه صدر من علي في حق العباس شيء.
فتح الباري ٢٠٥/٦
وهو دليل اضافي على أن الأمر لم يكن أكثر من انفعال عابر تلقاه علي بحلم وسكينة ورزانة وأدب جم مع عمه ولو كان العباس فعلا يقصد حقيقة الفاظه لدافع علي عن نفسه ولما سكت عن وصفه بكبائر لايسكت عن تحملها كبار من اتصف بها من المجرمين لشناعتها وبشاعتها
•ولانكر على العباس أيضا عمر ومن معه من الصحابه رضي الله عنهم جميعا لأن سكوتهم عليها لو كانت حقا يعنى اقرارهم العباس على كلامه وحاشاهم من ذلك لان هذا سيكون ردا منهم لما ورد من فضلهم جميعا مع علي في الكتاب والسنة ولن يثني الله ورسوله على غادر آثم خائن …حاشا لله.

•وكذلك أيضا غلط علي والعباس في ظنهما ذلك عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا وهذا الغلط وليد وقته ولم يكن حقدا راسخا ولا اعتقادا دائما بدليل ماصح من ثناء علي لأبي بكر وعمر الذي قدمنا بعضه وهو أكثر من هذه الفلتة العارضة.

•ولو قومنا الشخصيات بالكلمات العابرة المنفلته منها أو عليها في لحظات الحدة والغضب لانتهت العلاقات بين العلماء وبين الأرحام والأحباب والأسر والجيران والاصدقاء ولتربص الناس بعضهم ببعض ولما كان هناك عفو وسماح ونبل ومروءة وسلامة صدر وأخلاق وقبل ذلك دين وصلاح..
ولما بقي قدوة في الدنيا بعد الانبياء والرسل بل حتى هم عليهم السلام عاتبهم الله في كتابه أحيانا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى