شبهات حول علي رضي الله عنه (٣)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
•الثالثة: لم تخرج عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم لقتال على رضي الله عنه في موقعة الجمل كما يشيعه الذين يعتمدون على الروايات التاريخية المدخولة دون أدنى تحقيق وإنما لطلب القصاص من قتلة عثمان وللصلح بين علي ومعاوية على ذلك وتم الصلح بين الجميع على ذلك فعلا “وقام علي في الناس خطيبا … ثم قال: ألا إني مرتحل غدا فارتحلوا، ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس. ” فخاف قتلة عثمان من اتفاق الطرفين عليهما فاشعلوا الحرب بين الطرفين
انظر تفصيل ذلك تاريخ الأمم والملوك ٤/٤٩٣ للطبري
البداية والنهاية٢٣٧/٧لابن كثير
وهو ماقرره المحققون من أئمة أهل السنة :
•قال الإمام ابن حزم : وأما أم المؤمنين والزبير وطلحة رضي الله عنهم ومن معهم فما أبطلوا قط إمامة علي ولا طعنوا فيها ولا ذكروا فيه جرحة تحطه عن الإمامة ولا أحدثوا إمامة أخرى ولا حددوا بيعة لغيره هذا ما لا يقدر أن يدعيه أحد بوجه من الوجوه بل يقطع كل ذي علم على أن كل ذلك لم يكن فإذ لا شك في كل هذا فقد صح صحة ضرورية لا إشكال فيها أنهم لم يمضوا إلى البصرة لحرب علي ولا خلافا عليه ولا نقضا لبيعته ولو أرادوا ذلك لأحدثوا بيعة غير بيعته هذا مما لا يشك فيه أحد ولا ينكره أحد فصح أنهم إنما نهضوا إلى البصرة لسد الفتق الحادث في الإسلام من قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ظلما، وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة- أي الطلب-والتدبير عليهم فبيتوا عسكر طلحة والزبير وبذلوا السيف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم في دعوى حتى خالطوا عسكر علي فدفع أهله عن أنفسهم وكل طائفة تظن ولا شك أن الأخرى بديء بها بالقتال واختلط الأمر اختلاطا لم يقدر أحد على أكثر من الدفاع عن نفسه والفسقة من قتلة عثمان لا يفترون من شن الحرب وإضرامه فكلتا الطائفتين مصيبة في غرضها ومقصدها مدافعة عن نفسها
الفصل في الملل والأهواء والنحل ٤/١٥٨.لابن حزم
والإحكام في أصول الأحكام ٢/٨٥.لابن حزم
و فتح الباري ٧/١٠٨.للحافظ ابن حجر وذكره ايضا في فتح الباري ١٣/٥٦.
•وقال الامام ابن تيمية :فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين … لا قاتلت ولا أمرت بقتال هكذا ذكر غير واحد من أهل المعرفة بالأخبار
منهاج السنة ٢/١٨٥.لابن تيمية
•وقال أيضا في موضع آخر : ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في القتال ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم فإنه لما تراسل علي وطلحة والزبير وقصدوا الاتفاق على المصلحة وأنهم إذا تمكنوا طلبوا قتلة عثمان أهل الفتنة وكان علي غير راض بقتل عثمان ولا معينا عليه كما كان يحلف فيقول: والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله وهو الصادق البار في يمينه فخشي القتلة أن يتفق علي معهم على إمساك القتلة فحملوا دفعا عن أنفسهم فظن علي أنهم حملوا عليه فحمل دفعا عن نفسه فوقعت الفتنة بغير اختيارهم
منهاج السنة ٢/١٨٥ لابن تيمية
الشيخ علي القاضي
•وقال الامام الذهبي:وأهل العلم يعلمون أنهم لم يقصدوا حرب علي ولا علي قصد حربهم لكن وقع القتال بغتة فإنهم تعاتبوا واتفقوا هم وعلي على المصلحة وإقامة الحد على قتلة عثمان فتواطأت القتلة على إقامة الفتنة إذن كما أقاموها أولا فحملوا على طلحة والزبير وعسكرهما فحملوا دفعا للصائل فأشعر القتلة عليا أنهما حملا عليه فحمل علي دفعا عن نفسه فكان كل منهم قصده دفع الصيال لا الإبتداء بالقتال
المنتقى من منهاج الاعتدال ص٤٠٤ للذهبي
•فياشبابنا المتحمس هؤلاء كبار أئمة الاسلام في التاريخ والحديث والفقه والمعقول والمنقول عامة واقرأوا تراجمهم لتعرفوا مكانهم من العلم والتحقيق يقررون خلاف ما يقوله المشوهون لتاريخ الصحابة فهل نتركهم وناخذ بنزوات وامزجة وردود افعال تزور التاريخ وتصادم الادلة ؟!
وقبل ذلك تشوه اولياء الله واحبابه من السابقين الأولين من المهاجرين والانصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهارخالدين فيها ابدا ؟!!