شبهات حول علي رضي الله عنه (١٠)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
شبهة كلام العباس في علي رضي الله عنهما
•ثالثا : أهل السنة أهل علم وعقل ودين وتقوى وورع وهذا هو الإسلام الحق فقد أنصف القرآن أهل الكتاب والمشركين وانصفت السنة حتى إبليس “صدقك وهو كذوب”
لذلك يوردون ما صح من النصوص وافقت معتقدهم أو خالفته ذمت من يحبونه أو مدحت من يبغضونه
لذلك لا يخجلون ولا يخفون الحديث السابق ونحوه فهناك أحاديث في الصحيحين فضلا عن غيرهما فيها كلام بين أبي بكر وعمر أو بين أبي بكر وعمر والأنصار أو بينهم وبين عثمان أو بين الأنصار بعضهم بعضا…. رواه أهل السنة في أصح كتبهم ولم يكتشفها بعد المؤرخون الجدد!! أو أنها ستكون المرحلة المقبلة لهدم الخلفاء الراشدين !!!
•ولا يخفون ولا يخافون أي حديث صحيح قد يحتج به أهل البدع والضلال أو حتى غير المسلمين في الطعن في الصحابة أو الإسلام أو الرسول عليه الصلاة والسلام فعندهم الجواب العقلي والشرعي على ذلك ولعل من أدق من جلى موقف أهل السنة في ذلك حسب علمي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي يحتج ببعض كلامه أحيانا أعداء علي وأهل بيته بانتقائية معرضين عن باقي كلامه في الثناء عليهم والدفاع عنهم وهو الأصل عنده.
•وأن حملته ردود الأفعال على الرافضة أحيانا إلى عبارات وإلزامات لهم لا تليق منه في حق علي رضي الله عنه ولكنها لا تكاد تذكر أمام دفاعه وثنائه عن علي وأهل بيته.
•قال ابن تيمية: هو يرد على
الرافضة الذين يطعنون في الصحابة بمثل حديث مالك بن اوس السابق:”والجواب: أن يقال: أما أهل السنة فإنهم في هذا الباب وغيره قائمون بالقسط شهداء لله، وقولهم حق وعدل لا يتناقض. وأما الرافضة وغيرهم من أهل البدع ففي أقوالهم من الباطل والتناقض ما ننبه – إن شاء الله تعالى – على بعضه، وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين: عائشة وغيرها، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء، وأهل السنة يقولون: إن أهل الجنة ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب بل يجوز أن يذنب الرجل منهم ذنبا صغيرا أو كبيرا ويتوب منه
•وهذا متفق عليه بين المسلمين، ولو لم يتب منه فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم، بل وعند الأكثرين منهم أن الكبائر قد تمحى بالحسنات التي هي أعظم منها، وبالمصائب المكفرة وغير ذلك.
وإذا كان هذا أصلهم فيقولون: ما يذكر عن الصحابة من السيئات كثير منه كذب، وكثير منه كانوا مجتهدين فيه، ولكن لم يعرف
كثير من الناس وجه اجتهادهم،
•وما قدر أنه كان فيه ذنب من الذنوب لهم فهو مغفور لهم: إما بتوبة، وإما بحسنات ماحية، وإما بمصائب مكفرة، وإما بغير ذلك ; فإنه قد قام الدليل الذي يجب القول بموجبه: إنهم من أهل الجنة….
ومن علم ما دل عليه القرآن والسنة من الثناء على القوم، ورضا الله عنهم، واستحقاقهم الجنة، وأنهم خير هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس لم يعارض هذا المتيقن المعلوم بأمور مشتبهة: منها ما لا يعلم صحته،
ومنها ما يتبين كذبه،
ومنها ما لا يعلم كيف وقع،
ومنها ما يعلم عذر القوم فيه،
ومنها ما يعلم توبتهم منه،
ومنها ما يعلم أن لهم من الحسنات ما يغمره، فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله، وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال، وإلا حصل في جهل وكذب وتناقض كحال هؤلاء الضلال.-أي الشيعة-”
منهاج السنة٣٠٩/٤-٣١٣ لابن تيمية