شبهات حول المهدي (9)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
•قال المحدث الألباني: وقد أخطأ ابن خلدون خطأ واضحا، حيث ضعف أحاديث المهدي جلها، ولا غرابة في ذلك؛ فإن الحديث ليس من صناعته.
والحق أن الأحاديث الواردة في المهدي فيها الصحيح والحسن، وفيها الضعيف والموضوع، وتمييز ذلك ليس سهلا إلا على المتضلع في علم السنة ومصطلح الحديث، فلا تعبأ بكلام من يتكلم فيما لا علم له به.
تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق ص٤٥ للألباني
•أما ما نسب للإمام الشاطبي رحمه الله من انه أنكر أحاديث المهدي فهو غير دقيق لأنه كان بصدد الإنكار على المجرم ابن تومرت الذي حكم المغرب وادعى أنه المهدي وسفك الدماء وابتدع في الدين ….فقال أنه: نزل أحاديث الترمذي وأبي داود في الفاطمي على نفسه، وأنه هو بلا شك.
الاعتصام ص٣٢٦ للشاطبي
وقال في موضع آخر :زعم أنه المبشر به في الأحاديث …وفي موضع: وكذب، فالمهدي عيسى عليه السلام.
الاعتصام ص٥٨٤-٥٨٥
فهذه الجمل لايفهم منها غير إبطال دعوى ابن تومرت للمهدية ولا يفهم منها إنكار أحاديث المهدي الصحيحة ولو أراد الشاطبي إنكارها لقال أنزل أحاديث الترمذي وأبي داود في المهدي على نفسه وهي أحاديث باطلة لا تصح ….. فقوله وكذب فالمهدي عيسى إنما يدل على أن حال وسلوك ابن تومرت الإجرامي لا يتناسب مع حاكم عدل بشرت به السنة وبينت أنه نصير المسيح عليه السلام أو استدل بحديث ضعيف جدا باتفاق المحدثين لا مهدي إلا عيسى لمجرد إبطال دعوى ابن تومرت لا لرد الأحاديث الصحيحة في المهدي هذا هو الفهم الذي لايسوغ لمنصف أن يحمل كلام الإمام الشاطبي على غيره وهو من هو في تعظيم السنة فكيف ينكر السنة الثابته في المهدي وفي كتابه الإعتصام الذي وضعه في الرد على البدعة والبدعة سميت بذلك لمخالفة السنة وإنكار السنة الصحيحة من أعظم البدع !! فكيف يقع فيها من ألف كتابا في رد البدع؟!
•وعلى كل حال لايجوز لمسلم أن ينكر السنة الصحيحة التي صححها المحدثون المعول عليهم والمرجع في ذلك لقول عالم مهما كان شأنه فضلا عن غيره فهذا محادة ومعاندة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديم لقول غير المعصوم على المعصوم صلى الله عليه وسلم