شبهات حول المهدي (6)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
قال محدث العصر الألباني: عن أبي سعيد مرفوعا-يعني إلى النبي صلى الله عليه وسلم- بلفظ:
لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا، ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وعدوانا ) رواه أحمد وابن حبان وأبو نعيم في الحلية والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين . ووافقه الذهبي وهو كما قالا، وأشار إلى تصحيحه أبو نعيم بقوله عقبه: مشهور من حديث أبي الصديق عن أبي سعيد . فإنه بقوله: مشهور يشير إلى كثرة الطرق عن أبي الصديق، وأبو الصديق اسمه بكر بن عمرو، وهو ثقة اتفاقا محتج به
عند الشيخين وجميع المحدثين، فمن ضعف حديثه هذا من المتأخرين، فقد خالف سبيل
المؤمنين، ولذلك لم يتمكن ابن خلدون من تضعيفه، مع شططه في تضعيف أكثر أحاديث المهدي بل أقر الحاكم على تصحيحه لهذه الطريق والطريق الآتية، فمن نسب
إليه أنه ضعف كل أحاديث المهدي فقد كذب عليه سهوا أو عمدا.
•روى الحاكم ( -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-يخرج في
أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحا وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا يعني حججا )أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد . ووافقه الذهبي وابن خلدون أيضا …
السلسلة الصحيحة ٣٩/٤-٤٠
ثانيا :ومن أراد الحق في تحقيق الأحاديث الواردة في المهدي فليراجع كتب الحديث قديما وحديثًا وقد تقدم معنا في السلسلة السابقة بعض هذه المراجع قديما وتقدم ذكر أبرز علماء الحديث الذين صححوها وحديثا قام محدث العصر الشيخ الألباني بغربلة احاديث المهدي وخلص إلى صحة بعضها وأنها متواترة ورد على ابن خلدون شططه في تضعيف أغلب أحاديث المهدي ثم إقراره بعد ذلك بصحة بعضها !! ورد على الغزالي وغيره في تضعيفه لها بانهم ليسوا من المتخصصين بالحديث وأنه يلزم من المبررات العقلية لردها رد القدر أو أحاديث الصفات …… كلامه القيم
انظر السلسلة الصحيحة ٣٤/٤-٤٣
•ونحو ذلك غربل المحدثان أحمد شاكر وشعيب الأرنؤوط في تحقيقهما لمسند الإمام أحمد وغيره وهؤلاء الثلاثة رحمهم الله هم كبار محدثي هذا العصر بلا منازع ومؤلفاتهم تشهد بذلك لكل مطلع عاقل منصف