بقلم د. سعد الكبيسي
من أكبر دعاوى الشباب الملحد انه اذا كان الله موجودا فلماذا لا ينصرنا ونحن ندعوه ونستنصره كل يوم وهو يرى الظلم الواقع علينا؟
وهذه الحجة تكشف عن حالة التأزم الفكري والايماني التي يعيشها الشباب وعن جوهر المشكلة ذات الجذور القديمة التي تظهر عند اول محنة واختبار فردي او جماعي
كثير من المفاهيم التي كونت علاقتنا بالله تعالى وتصور نصرته وتأييده هي مفاهيم صنعتها الاحوال الايمانية والفعاليات الوعظية ذات الفضاء المفتوح غير المنضبط
وليس علاقة الايمان المبنية على ضوابط وقوانين الحياة الموضوعة أصلا وان القفز عليها غير صحيح ولا شرعي ولا يجدي معه حال ايماني سام او طمع في نصرة ربانية لم تكتمل اسبابها الأرضية
ربط الاجتهاد والتصرف البشري القابل للخطأ والصواب والاتباع والهوى بلازمة النصر الالهي ربط خطير ينعكس سلبا على التكوين الفكري والنفسي بل والقرار السياسي
لم يشفع للمهاجرين واهل بدر عند الله تعالى حين خالف قلة منهم في معركة أحد قواعد الحرب وسنن الارض في النصر
ولم يشفع لآلاف من المسلمين ومعم اشرف الخلق استرخائهم تحت غرور القوة والكثرة في حنين
الشباب الملحد ليس ملحدا بل مربكا ومشوشا ومعقدا وحائرا واسهل طريق لحسم الصراع عنده _ كما يعتقد _ هو الهروب الى الامام فاما يختار ايمانا مشوها او الحادا سطحيا !!!!
العودة الى اصل المشكلات المشخصة وجذورها بداية الحل فهؤلاء الشباب ضحية قبل ان يرتكبوا جريمة الالحاد الفكرية والعقدية
للعلماء والدعاة والمربين:
“لننظر للأسباب قبل النتائج في تشخيص الظواهر وعلاجها”
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)