مقالاتمقالات مختارة

سيناء في عمق الإستراتيجية الصهيونية

بقلم صفوت بركات

سيناء هدف لتنفيذ المخططات الأمريكية، فهي عمق الاستراتيجية الصهيونية، لأنها كذلك، علينا أن نعي أن أمريكا تتعامل معها، في حكم أنها (سيناء) الولاية الـ 52 الأمريكية، وأن هناك مطالب بضم سيناء للولايات المتحدة كجزء من خطتها القادمة لشمال أفريقيا.. وليس معنى ضمها، أن توضع على خريطة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن أن تكون أداة لتنفيذ المخططات الصهيونية في المنطة.

فبعد اختلال التوازن، خلال السنوات الفائتة، في القوات المقاتلة وصمود مكون بعينه لأنه مكون عقائدي في سوريا، وفرار غيرهم، وقلة عددهم، وأصبحت صبغتهم الغالبة كلها تفيد تفوق المكون السلفي في القتال عن غيره، مع طول المعركة والثورة السورية، مما يدب الخوف والارتباك في كافة القوي العالمية، كان ولابد من صناعة بؤرة جديدة للصراع، تستنفذ جهود وطاقة الجهاديين من الشباب السلفي، لتخفيف حدة قتال سوريا وإعادة التوازن داخل المكون الثوري بها، عن طريق إشعال حرب في أفريقيا، وفي مالي الحديقة الخلفية للشمال الأفريقي المسلم، وذلك بغرض الحصول علي أهداف أخري، والتخفيف من تركيب المكون القتالي بسوريا، صاحب اللون السلفي، وحجة أخري أو أهداف أخري وهي التدخل في شئون تلك الدول بذريعة هروب المجاهدون إليها تحت وطأة الحرب علي مالي.

 والخطر القادم من الحدائق الخلفية للشمال الأفريقي لم يتبق عليه غير كلمة السر وساعة الصفر (مالي) وذرائع تتبع المجاهدين داخل ليبيا بحجة هروبهم إليها لإعادة التحكم في منتجات الثورات وبغيرها من الدول العربية بها، وتنظيف تونس من السلفيين، وبعدها مصر، وكل هذا، كان هدفًا للقضاء حكم الإخوان، وألا يستتب لهم، سوي الجناح الاقتصادي فقط، وحرمان الجناح الشرعي من ممارسة أطروحاته التي عاش عليها وكانت سبب ديمومته وقوام صلب مقاومته لمائة عام.. ولولا تبنيها لكان تلاشي وتبخر في الهواء، لأنها هي التي تؤمّن له الذخيرة، عبر أجيال متلاحقة ومتتالية، رغم ما ذاقته من مرارات القتل والاضطهاد عبر تاريخها.

وهذا أيضا هو السبيل الوحيد والذكي في القضاء عليها، وقد سقط الإخوان في فخ مواجهة التيارات السلفية الجهادية لتتواءم مع المساحات المفتوحة للعمل السياسي مضطرة أو بفعل فاعل أو طرف ثالث أو بخلق مناخ لا تستطيع السيطرة علي الأمن إلا بالمواجهة، كما حدث في باكستان وأفغانستان والعراق واليمن كبديل آمن للشمال والشرق العربي بهذا توفّر مناخ تم من خلاله الخطة العالمية للحرب علي الإسلام ومنع التدفق لنجدة السوريين عبر جرح آخر دامي لصناعة توازن بين المكونات المستقبلية للثورة السورية، ومن عمق قلب أفريقيا والمستهدف الأول هو الإسلام ولكن بجيوش أفريقية ودعم لوجستي فرنسي أمريكي ألماني بريطاني إيطالي وستكون له تداعيات خطيرة.

وسيناء يعدّ لها نفس المصير .نظفوا أنفسكم بأنفسكم وإلا سننظفها لكم بأيدينا هذه مقولة الغرب للأفريقيين، لا يمكن توطين الجهاد في بلادكم حتى لا يكونوا قدوة للأجيال القادمة وسيكون النزال لبعثرة الموجود وتشظيه في عدة دول ليتم لهم توريط كافة دول الشمال ، وأما التعاون الاختياري أو القسري والدخول في الحكومة العالمية وذراعها العسكري ولكن هيهات من يأمر ومن يأتمر ومن يرمي ومن يُرمي، وعلينا أن نعي أن سيناء تمثل لأمريكا الولاية الـ 52، كجزء من خطتها القادمة للسيطرة على الشمال الأفريقي.

(المصدر: جريدة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى