سورية في عهدها الجديد
كلمة في البناء والتحرير
بقلم الشيخ: محمد خير رمضان يوسف (خاص بالمنتدى)
الحمد لله الذي منحنا فضلًا كبيرًا عندما جعل تحرير بلدنا على يد قادة إسلاميين، وتسلَّموا الحكم بجدارة، بعد قتال وتضحية وصبر، ومن واجبه علينا سبحانه أن نشكره، وندعوَهُ ونبذل جهدنا لكي نكون أهلًا للتمكين، فنجتمعُ، وننبذُ الخلافات الجانبية، التي تُضعف الصفَّ الإسلامي، وتعرِّضُه للخطر.
الواجب علينا جميعًا مناصرةُ القيادة الإسلامية، والطاعةُ بالمعروف، والبعدُ عن الفتن، وعدم الالتفات إلى الشائعات المغرضة.
كما أدعو إخوانيَ الأكراد جميعًا ليكونوا في الصف ويساندوه ليقوى أكثر، فإنهم مسلمون مثل القيادة، ذوو تاريخ مشرق في الإسلام، ولا يلتفتوا إلى صيحات العلمانيين والقوميين المتعصبين، البعيدين عن الإسلام، فإنهم لا يريدون لهم الخير.
وكلٌّ يشاركُ في بناء الدولة الجديدة، التي تنوَّرت بالإسلام واختارته طريقًا للتحرير والبناء، وللتخلص من الثقافات الفاسدة، والاتجاهات المنحرفة، والحزبيات الضالة، التي اتسمت بشعارات براقة خادعة، وكانت مطيَّةً لتحقيق مصالح شخصية، وأغراض مذهبية عنصرية بغيضة.
الإسلام يجمعنا جميعًا، لا شيء سواه، وبدون ذلك لا يكون الالتئامُ والسلام والنجاح، الثقافة الصحيحة النافعة هي التي تبني وتُزهر. والله مع الحق وأهله.
الشام أرض مباركة، وما تبقَّى من خَبَثها يذهب إلى غير رجعة.
وقد تكفَّل الله بحفظ أهل الشام، ورأينا اليوم بأعيننا نصرهم على قوى كبيرة مجتمعة، وأخرى متربصة، بعد أن رأى الله من جنده الصبر والفداء.
وعلينا أن نحافظ على هذا النصر، بإيماننا، وتكاتفنا، والتفافنا حول القيادة الإسلامية المباركة، ونتحلى بالإقدام والشجاعة في ذلك، ونتخلى عن حظوظ النفس الأخرى، ولا نخذل ثمرة جهادنا، حتى لا تتغير بنا الحال إلى ما هو أسوأ، ونرجع إلى الوراء مرة أخرى في ذلّ وهوان، فنندم، ولات حين مندم.
بل ننتصرُ لها، وندعو الله أن يوفقَ أصحابها، وأن يسدِّد خطواتهم، ويُبعدَ عنهم كيدَ الأعداء، والمنافقينـ والمرجفين، والمتربصين.
وتذكروا أن إخوانكم في القيادة يجتهدون، في سياسة شرعية، وخبرةٍ قتالية موفقة، فإذا رأيتم خطأً، أو تأخرًا، فلا تنسوا أن الأمر يحتاج إلى تدرج، وحكمة ورفقٍ في الانتقال من حال إلى حال، في مجتمع مورست عليه ثقافةٌ علمانية قاتلة، وحزبية وعنصرية فاسدة، من سلطات غاشمة، لا تعرف رحمة، ولا معنى للكرامة، على مدى أكثر من ستين عامًا، يعني جيلًا كاملًا، فإنه يحتاج إلى تدرج حتى يتشرَّب هذا الجيل بالنور والضياء، ويتخلص من آثار تلك الحقبة السوداء المظلمة، ويتحلى بثقافة جديدة سالمة راشدة نافعة. ولا يكونُ هذا في أسابيعَ وشهور قليلة.
واعلموا أن الإعلام المضلِّل، وتهييجَ الفتن، يأتينا من الغرب وأذياله في بلادنا، فلا تكونوا عونًا لهم، ولا وَقودًا لأغراضهم الدنيئة.
ونسأل الله أن يحفظنا ويوفقنا ويثبِّتنا.
وما توفيقنا إلا بالله، عليه نتوكل، وإليه ننيب.
اقرأ أيضا: عشر همسات في آذان الثوار بعد تحرير سوريا