
سمحاويات … تأملية
بالمختصر المفيد بعد هذا اللقاء الجديد للشيخ عثمان الخميس
بقلم د. عبدالسلام أحمد أبو سمحة ( خاص بالمنتدى)
اسمحوا لي أن أقول الآتي:
1️⃣. الشيخ عثمان لا يدري ما يخرج منه أحيانا للأسف، وهو من اعترف بهذا وقال أنني تفاجأت أنني قلت: أنني أريد تخريب حماس … ولعلي تحمست في ذلك … وتراجع عن ذلك، وهذا يمدح له من ناحية ويُشكر عليه أيضا، وينبغي علينا أن لا نعيد ونزيد في هذه النقطة لتراجعه عنها.
٠ لكن هذا يدلنا على أن ما يقال أحيانا يقع تحت الحماسة التي تُخرج المتحدث عن الكلام العلمي الرصين، فينبغي التنبه والفطنة، ومن وقع منه ذلك فما أجمل التراجع عنه(وكلنا عرضة له).
2️⃣. الشيخ بعد أن فرق بين أهل غزة والمقاومة في تسجيله الأول وهو تفريق غير موفق ولا مسدد … عاد لقوله السابق والذي طالما كرره وهو: الثناء على المجاهدين والمقاومين من الأخضر وغيرهم وبين أن هؤلاء رفعوا رؤوسنا … وأنابوا عن الأمة … وهذا أمر أيضا يمدح له ويشكر عليه أيضا وكلامه فيه مبارك طيب ….
3️⃣. الشيخ عثمان في هذا التسجيل يفرق بين المجاهدين من أبناء القسام .. وبين القيادة السياسية وتصريحاتها وتحالفاتها… وهذا أمر إيجابي أيضا … لأننا إنما نقف مع المقاومة بالدرجة الأولى، ونقف مع المجاهدين تحت بارقة السيوف وننصرهم ولا نسمح لمن يسيء إليهم، والآراء السياسية مسألة يكثر الاجتهاد حولها والرأي والرأي الآخر ولا تعصب لرأي فيها ولا نصرة فيها إلا للصواب، أما المجاهدين فالنصرة لهم دين، ودعمهم دين، والذب عنهم دين.
٠ ومن هنا فإن الشيخ يختلف بهذا عن السفلة ممن يطعن في جهاد المجاهدين في غزة؛
٠ فيقول تارة: هو جهاد غير شرعي.
٠ أو يقول: جهاد لا لنصرة الشريعة والإسلام بل لنصرة الحزب.
٠ أو يقول: لا يوجد جهاد في غزة…
أو أو
4️⃣. وفي هذا النقطة يقع الاختلاف مع الشيخ:
٠ فما زال الشيخ على رأيه في وصف الحركة بالانحراف وحاول المذيع أن يلطف هذا بإنه إنحراف في بعض الأفكار وليس ضلالا … ويصر الشيخ على أنه ضلال … ويستحضر حديث الافتراق(رغم الإشكاليات في صحة هذا الحديث، لا سيما الجزء المتعلق “كلها في النار)…… ويجمل ذلك دون تفصيل لكن يذكره تحت إطار الولاء والبراء ….
٠ ومكمن الإشكالية لدى الشيخ عثمان ومن قبله الشيخ مشهور، فيما أرى في هذا خو: الخطأ الواقع من التصور الفكري للمسألة ، ونجمله في الآتي:
٠ عدم القدرة على التفريق بين التحالفات السياسية، والولاءات العقدية
فالقيادة السياسة حينما تعقد اتفاقيات مع إيران أو روسيا على سبيل المثال إنما تعقد اتفاقيات سياسة لا شأن لها بالولاء والبراء …
٠ هذا التصور يدخلنا في مشكلة فكرية عظيمة؛ فالنظر للتحالفات السياسية من منظور عقدي في الولاء والبراء يجرنا إلى طرح التساؤل الآتي:
٠ هل الأنظمة العربية والإسلامية التي عقدت تحالفات سياسية مع أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي … ومنهم من عقد اتفاقيات تطبيع بغيضة مع العدو الصهيوني؛ هل هؤلاء في رأي فضيلة الشيخ عثمان أنظمة لديها إنحراف وإنحراف شديد يصل بها الى الضلال؟…
٠ وهل يعتقد الشيخ رعاه الله أن هذه الأنظمة اختلت عقيدة الولاء والبراء فيها.
٠ وثمة من هذه الأنظمة من يمدح قادة الغرب السياسين ممن تلطخت أيدهم بدماء المسلمين جهارا نهارا، بل من يمدح رأس الكنيسة بمسماه الديني، ومنهم من يشارك في قداس لهم في بلده، وهؤلاء يعتقد التثليث، وآخرهم من رسم الصليب على رأسه.
٠بل من حكامنا وصف الخامنئي بأنه “مرشد الثورة الإسلامية (الإيرانية) هو مرشد لكل المنطقة»، ونحن نفهم تماما أن هذا إنما مجاملات سياسية لا أكثر، ليس لها أبعاد عقدية.
٠ لأجل ذلك أقول:
٠ بعيدًا على التطبيع … إن علاقات الدول العربية والإسلامية مع الغرب ومدح قادتهم وبعض قادة الديانة لديهم إنما يصنف ضمن الأطر السياسية والتحالفات المصلحية، ولا يعني بحال أن عقيدة الولاء والبراء مختلة عند هذه الأنظمة، وحكمنا هذا بحسب ظواهر العلاقات.
٠ نعم ونعم … يزعجنا كما يزعج غيرنا تصريحات بعض قادة حماس حول بعض مجرمي الرافضة ونلومهم عليه ولا نجاملهم .. لكننا لا نضخم الأمور … ونشخصها بمنظار الحكم العقدي الصارم الذي ينظر من خلاله الشيخ عثمان ونصرفها لاختلال عقيدة الولاء والبراء، فنصل إلى النتيجة التي وصل لها الشيخ عثمان … الانحراف والضلال … وذلك:
٠ لليقين الراسخ لدينا أنه مجرد كلامٍ سياسي لا أكثر …
٠ ولسلامة معتقد الحركة وأبناء الحركة وميدان العمل يشهد …
٠ ومؤشر الصدق والكذب في هذا … ليست تصريحات لو عددتها منذ السنوات التي يتحدث عنها الشيخ عثمان لما خرجت عن أصابع اليدين …. ومن شخصيات محددة؛ بل الميدان هي ذات غزة التي خلت من مظهر واحد من مظاهر التأثر العقدي بهذه التحالفات السياسية…
٠ فهل هذه التصريحات دليل على وسم حركة بتاريخها وقياداتها ممن تقدموا ساحات الشهادة بهذا الوصف الفظ: منحرفة ضالة …
تنبيه: ليس من منهج الأشاعرة كما ادعى عليهم تكفير الحنابلة.
٠ في النهاية: نسأل الله لنا وللشيخ عثمان وللعاملين للإسلام مجاهدين ودعاة أفراد وقادة … الهداية والسداد والتوفيق …
اللهم آمين آمين آمين