سمحاويات … تأملية

بقلم الدكتور: عبد السلام أحمد أبو سمحة (خاص بالمنتدى)

والذي فطر السماء بغير عمد ترونها ما وقفت على حزبية أشد تعصبا من حزبية السلفية المعاصرة واتباعها في هذه الأيام … إلا مظا رحم ربي … رغم أنها تلعن الحزبية ليل نهار … وهي متلبسة بها من رأسها إلى أخمص قدميها رغمًا عنها …
رحم الله العلماء الكبار ابن باز وابن عثيمين ما كان منهم مثل هذا … وما كانت الدعوة السلفية في عصرهم تقبل مثل هذا … فخلف من بعدهم خلف أضاعوا السلفية … ونقلوها من الدعوة إلى الحزبية …

فالحزبيات السياسية تخالفك في التوجهات السياسية …
والحزبيات الفقهية من الفروع والأحكام الفقهية …
والحزبيات الدعوية في أساليب الدعوة وأولوياتها …

أما حزبية السلفية: فإذا اختلفت معها:
أخرجتك من إطار أهل السنة والجماعة… وأخرجتك من اتباع الهدي النبوي وسنته … وبدأت مشاريع التصنيف العقدي لك … من أقصى طرف الخوارج إلى ابعد أطراف المرجئة مرورا بالاعتزال والتشيع وووو
وجعلتك مبتدعا ضالا … ومقياس البدعة والضلالة عندها قربك من رأي الشيخ الذي تلتصق به هذه المجموعة أو تتبع كلامه …
والأدهى من ذلك أنها تتعامل مع الجميع من واقع تصنيفها وأحكامها الجائرة … ويتحزب صبيانها خلف هذه التصنيفات للنيل من علماء الأمة ودعاتها ومجاهديها ….
ومن حزبيتها البغيضة اليوم أنها تمزقت سلفيات يلعن بعضها بعضًا، ويكفر بعضها بعضا .. …

فأي الحزبيات أشد ضررا … وأعظم خطرا … وأكثر تمزيقا للأمة وللساحة العلمية والدعوية …