سلسلة علماء من عصرنا
المهندس داعية إفريقيا سعيد آل حماد
(خاص بالمنتدى)
المولود في 10 يونيو 1949م بمحافظة الإسكندرية بمصر.
حصل على بكالوريوس الهندسة عام 1972م؛ إذ تخرج في الكلية الفنية العسكرية دفعة ٩ برتبة ملازم أول، وتم تعيينه معيدًا بنفس الكلية، ولما عين الرئيس السادات الفريق سليم وزيرًا للدفاع أخذ معه إلى مكتب الوزارة أنجب تلاميذه من المعيدين والمدرسين بالكلية ومن بينهم فضيلة الشيخ سعيد حماد، ولم يستمر في الوزارة إلا ستة أشهر فقط،
فأعادوا الشيخ إلى وحدة عسكرية، فطلب منهم عودته إلى الكلية فرفضوا، ثم صدر قرار جمهوري بنقله من وزارة الدفاع إلى وزارة النقل والمواصلات (الاتصالات فيما بعد) ليترقى فيها ويثبت كفاءة عالية، حتى صدر قرار بتعيينه مديرًا عامًّا وعمره ٣٤ سنة فقط ليكون أصغر من يشغل هذا المنصب آنذاك، ثم وصل إلى درجة وكيل وزارة الاتصالات، وتقاعد عام 2009م.
وكان ممن شاركوا في حرب أكتوبر، وكان ضابط صواريخ.
حفظ القرآن الكريم بقراءاته العشر وحصل على إجازة في التجويد عام 1982م من جامعة الأزهر، وأجاد الحديث بالإنجليزية والألمانية، وشرع في تعلم البرتغالية والإسبانية قبل موته.
تأثر بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ وكان أحد مؤسسي الدعوة السلفية بالإسكندرية، وأحد أعضاء مجلس إدارتها.
شارك في العديد من المؤتمرات بأمريكا وأوروبا، وزار الكثير من المراكز الإسلامية، وألقى الكثير من الدروس المحاضرات والخطب.
من أبرز الدعاة إلى الله في القارة السمراء، والتي بدأ عمله فيها بدءًا من 2011م، وجاب معظم بلدانها لنشر الإسلام، وأسلم على يديه عشرات الآلاف.
حمل همَّ الأمة في قلبه فشارك في قوافل إغاثية وطبية للشعوب العربية والمسلمة بإفريقيا، مع العمل على تحسين أحوال المسلمين ببناء المدارس وحفر الآبار واستصلاح الأراضي الزراعية، ويرى أن بلاد إفريقيا بلاد واعدة.
وكان يرى أن ملاوي وبنين أكثر دولتين استجابة للدعوة، وافتتح فيهما المراكز الإسلامية، وعمل على توطين الدعاة هناك للقيام بالدعوة.
ويذكر أنه وجد استجابة سريعة للأفارقة للدخول في الإسلام، وأنه وجد في أوغندا أن بعض من أسلموا ذكروا أن جدودهم كانوا مسلمين، وقد أسلموا على يد البعثة الأزهرية التي أرسلها الخديوي إسماعيل سنة 1860م لنصرة بعض القبائل.
حذَّر من أطماع الصهاينة في القارة السمراء ليل نهار، وتحرك تحركًا منظمًا من خلال محاور عدة: المحور التعليمي، والإعلامي، والاجتماعي، والإغاثي، والإداري، والوقفي، والمحور الاقتصادي.
وخطط للتحرك خارج إفريقيا -أيضًا؛ فينطلق في شرق وأواسط آسيا، لكن الآمال أعظم وأطول من الآجال.
برع في المناظرات وإدارة الحوار، ويحسن اختيار عباراته، مع هيبة ووقار ألبسهما الله إياه، وصبر وجلَد وبذل، وهمة عالية ونشاط في التجوال بين البلدان الإفريقية لنشر الدعوة؛ فقد زار ثماني دول إفريقية في مدة شهرين ونصف، رغم كبر سنه ووهن عظمه.
ولم يكن أنانيًّا ينسب الفضل لنفسه، بل كان يفخر بفريق عمله ويمدحهم من ورائهم، مع انضباط وحسن تنظيم.
وكانت فيه اندفاعة إذا غضب، ولكنه سرعان ما يلملم الموقف ويلطف الجو.
ولا يحب للدعاة أن يتقوقعوا في أماكنهم، بل عليهم الخروج والدعوة فدعوتنا دعوية عالمية، والناس محتاجون إليها.
وكان يقول: أقدامنا أقلامنا والأرض صحائفنا.
ويقول: ليست خطتي أن أمحو آثار التغريب في إفريقيا، بل خطتي هي التشريق؛ سأشرِّق الغرب، سأُدخل أبناء فرنسا في الإسلام أفواجًا.
ويقول: رؤيتنا للدعوة في إفريقيا: الاهتمام بالإنسان فـي الدرجـة الأولـى؛ فالسـاجد قبـل المساجد، والمصلِّي قبل المصلَّى.
توفي يوم الأحد 15ربيع الأول 1442هـ الموافق 1نوفمبر 2020م بعد صراع مع المرض، وقد شيعت جنازة الشيخ بعد صلاة الظهر بجوار مسجد ناجي بمنطقة الدخيلة بالإسكندرية، ودفن في مقابر العائلة بالدخيلة.